عروبة الإخباري –
لو أهرب مع أسراب الطيور
والنوارس المهاجرة في سطور…
فلا يطالني أيلول أو تشرين
ويسجنني الخريفُ
في المتحفِ الأصفرِ…
يُعاقبني على تعاقبِ عقودي
المعقودةِ بالحنين
وبساتينِ السكرِ والتين
وزهور مفقودة من عقودِ الياسمين
مكسوة بسكونِ الزيتون
وقلقِ تيجانِ الزيزفون
وأحلامِ وأحزانِ الأقحوان
وعنفوانِ السنديان…
لو أستعيد قصائدَ السنين
المنسيةِ تحت أوراقِ الأسبرين
المتساقطةِ من الصفصافِ الحزين…
لو أستعير معطفَ
فرو الكستناءِ الكثيف
أختبئ من سهامِ تجاعيدِ الخريف
قبل وصولِ سيمفونيةِ الحفيف…
لو يعطف على أمجادِ وأعيادِ عمري
وينعطف عن رصيفِ وجهي…
لو يعيد إلي أثوابَ الماضي أعانقها
لو حتى يعيرني عطورها أقبلها…
لو لا يجفف أرشيفَ
الذكرياتِ الوريفةِ
كأعوادِ القرفةِ…
لو لا أستقبل ضيوفَ الخريف
وأتركهم في غرفةِ الإنتظارِ الطويل
فلا يخطفوا من عناقيدِ العمرِ الجميل
صدى الأصواتِ والأطيافِ بعد الرحيل…
لو يغرب غرابُ الغربة
عن أوراقِ الحصرمِ وأروقةِ الحسرة…
لو تُبكِر أمطارُ هدايا الشتاء
لتغسلَ نوايا وخطايا الخريف
فلربما تعود الطيورُ يوماً إلى نافذتي..