عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
نقلت الإدراة الحالية لشركة الفوسفات الأردنية الشركة من مرحلة (تجارة جحا بالبيض) حين ترتب على الشركة خسائر بقيمة (90) مليون دينار عام 2016 وحجم مديونية بقيمة (440) مليون دينار الى أرباح قياسية صافية غير مسبوقة بلغت ملياراً و (160 ) مليون دينار لأخر خمس سنوات.
تلك معجزة بتوفيق من الله وحُسن إدارة وتطوراً في الأسواق العالمية لا تزعم هذه الإدارة أنها اكتشفت حجر ارخميدس ولكنها عملت بإخلاص ومواظبة وبصيرة لدرجة أنها حولت المعادن الرخيصة (تراب خام) الى معادن ثمينة حين توسعت بتصنيع الفوسفات واشتقاقاته وإعادة انتاج المعدن والمهمل منه وتأهيله وبيعه بالملايين.
برزت الشركة واسترجعت عافيتها وكانت عودة الروح وعودة الوعي على دورها معا وبدأت روافع الاقتصاد الأردني تعلو بمساهماتها وقد وازى ذلك خطة خمسية (2023 – 2027) افرغت فيها مشاريع جبارة، نقلت الفوسفات الى صناعة حقيقية وكانت تنفذ هذه الخطة وما زالت تستحدث ترجمة الرؤية الملكية في التحديث السياسي التي جرى ركن العديد منها كما المشاريع السابقة في هذا المجال لتلبية احتياجات مصانع الشركة من المياه الصناعية وهذه المشاريع تتم بكلفة عالية تعبر عن رؤية الشركة بإعادة ضخ الأموال في الشركة لمزيد من الانتاج والأرباح والعطاء والتوسع حيث بلغت الكلف المقررة أكثر من (1.664) مليار دولار.
ترجمة التحديث الاقتصادي لا تتم برفع شعارات انشائية أو ان غداً سيكون أحسن من اليوم دون الإعداد لغد أو الوعود بالقدرة على الخروج من أعناق الزجاجات الضيقة وإنما بالخطط واختبارها والعمل على إنجازها وهكذا قدمت الفوسفات نماذج على ذلك وما زالت في موقع الريادة وهذه في اعتقاد من يحسنون العمل هي الوسيلة لجذب الاستثمارات وبناء الشراكات والانفتاح على الأسواق العالمية.
في بعد آخر يهم المجتمع الذي يراقب أين كانت الفوسفات وأين أصبحت ، فإن المسؤولية الاجتماعية التي توليها الإدارة جلّ اهتمامها باعتبارها الذراع الذي يخدم المجتمعات مباشرة فقد قدمت الشركة حسب احصائياتها ما يقارب (51) مليون دينار خلال السنوات الأخيرة لدعم المجتمعات المحلية طالت جوانب عديدة من النشاطات الاجتماعية والثقافية والحضارية، وجاءت منسجمة مع الرؤية الملكية في أن التنمية للمواطن الذي هو وسيلتها وغايتها وان تنعكس عليه بمزيد من توفير دخل محترم وفرص عمل وتنمية مستمرة… فيما تحسين مستويات لخدمات وخاصة في الأماكن البعيدة والنائية، وقد طالت المسؤولية الاجتماعية دعم وإسناد المؤسسات العامة والأهلية والجامعات والمدارس والمستشفيات والبلديات وخاصة في إقليم الجنوب الذي تحسنت فيه الخدمات بفضل وجود شركات التعدين وصناعات عديدة.
الشركة منطلقة واعدة وقد جاءتها إدارة نفضت عنها غبار الانتظار والكسل والتواكل واستبدلت سياسية “الحيط الحيط” والا تعمل حتى لا تخطئ، بسياسة الريادة واتخاذ القرار وتفعيل الشركاء والتأكد من سلامة المسيرة، انتاجاً وتصديراً وأسواقاً والحرص العام على الثروات الوطنية.
كان هذه الانتقال الذي فاجأ الكثيرين وما زال.. وها هي بالانطلاقة متواصلة تؤكدها الأرقام والتقدم وعدم التراجع والبحث عن بدائل ليكون التوجه الى المزيد من تصنيع الفوسفات والى التوجه الكامل للصناعات التحويلية والاستفادة من كل حفنة فوسفات حتى العادم الذي تجاوزه الزمن للمبادلة وتصنيعه أو بيعه للسوق العالمية وبالملايين.. فنعم المسيرة ونعم نتائجها.