عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
لم أكن أعرف جامعة خاصة أو عامة في السنوات الثلاث الماضية تطورت كما تطورت جامعة الزرقاء الاهلية الخاصة التي يقودها رجل مُحسن جعل التعليم الجامعي في تناول أبناء المحافظة وهو الدكتور، محمود أبو شعيرة، الذي جاء بما جمع من مال من الخارج ليحوّل الجامعة التي امتلكها الى جامعة مميزة.
ففي السنة الأخيرة هذه وقبلها بقليل أضاف الى التخصصات الجامعية أكثر من (15) تخصصاً جديداً كما أنه أقام أكثر من كلية في الحرم الجامعي وقد بلغت كما علمت هذا العام أكثر من خمس كليات إضافة الى الكليات الأساسية العديدة التي كانت قائمة.
كنت زرت الدكتور أبو شعيرة الذي دعى رئيس الجامعة النشيط الاستاذ الدكتور نضال الرمحي لمجالستنا وقد وفر رئيس هيئة المديرين لنا إطلالة على أمتداد أبنية الجامعة الجديدة وحرمها المترامي الذي قد يكون الأكبر والأوسع بين الجامعات.
كانت هناك مزرعة ضخمة من أشجار الزيتون، كما كانت هناك مساحة كبيرة أفردت للوحات الطاقة البديلة حيث استغنت الجامعة عن الحاجة الى الطاقة بعد أن وفرت لنفسها الطاقة ونظاماً متطوراً غطيت كامل كلفته وأحسن وأنجح نموذج تقدمه أي مؤسسة.
قلت أن هذا الرجل جعل التعليم الجامعي بمتناول الغالبية العظمى حين جعل بعض أسعار الساعة الواحدة لبعض التخصصات شبه مجانية وخفض كلف ساعات آخرى تعتبر عند غيرهـ أسعار مضاعفة.
في جامعات آخرى، رغم جودة التعليم والإقبال عليه، في جامعة الزرقاء الأهلية التي يبلغ عدد طلابها أكثر من (13) ألف طالب وطالبة من الأردن وفلسطين والبلاد العربية كافة، وقد علمت أن عدد الجنسيات في جامعة الزرقاء وصلت إلى حوالي (40) جنسية يحملها الطلاب الدارسون.
يرى الدكتور محمود أبو شعيرة أن التعليم هو وسيلة التغيير الأساسية في أي مجتمع والأرتقاء به وكما يؤمن بضرورة أن يتوفر ويدرك هذا الرجل الباني الذي أعاد صياغة الجامعة منذ اشتراها ليجعلها نموذجاً في الجامعات بعد أن كانت لها هوية مختلفة، وحرصاً منه فإنه لا يغادر إذ أنه يواصل دون تدخل في الإدارة وخاصة الأكاديمية ملاحظاً التطوير في التعليم والتقنيات ويضع كل الإمكانيات واللحاق بأحدث الأساليب المتطورة على المستوى العالمي.
فالرجل الذي حمل همّ التعليم الجامعي لا يمّل ولا ينزعج من عمله الدؤوب المستمر ويواصل الجلوس حيث يسجل الطلاب الجدد أو المجددين ليتعرف على أحوالهم وإذا ما كانت تواجههم مشاكل حيث يحل أكثرها ويحرص على أن يسمع لأي مشكل ولا يسمح لأي مشكل أن تتفاعل سلبياً أو أن تؤثر على صيرورة العملية التعليمية ولذا حرص على التعامل مع الإدارات العليا وهيئة المديرين ومجلس الأمناء على اختيار رؤساء جامعة مميزين وقادرين لجهة الكفاءة الإدارية والأكاديمية ولهذا عرفت الجامعة رؤساء مميزين كما تخلصت من غيرهم ممن لم تثبت كفاءتهم عندها لا يسمح صاحب الجامعة باستمرار من لم تثبت كفاءته مستعملاً الوسائل القانونية والمؤسساتية.
كنت لاحظت إسم الوزير السابق سمير الحباشنة (وزير داخلية سابق) على بورد الجامعة رئيساً لمجلس الأمناء، وأدركت بذلك مدى الجدية في العمل.
فقد جرى اختيار مجلس الأمناء بدقة وعناية، وامتدح الدكتور أبو شعيرة عطاء الوزير السابق الحباشنة ومتابعته وحرصه ووضع خبراته في خدمة الجامعة.
بقي أن أقول أن جامعة الزرقاء الأهلية قدمت وما زالت نموذجاً تعليمياً أكاديمياً وقدرة مميزة على استقطاب طلاب المحافظة ومن خارجها، فالأسلوب الحضاري وتقدير ظروف الطلاب العامة والمادية التعامل الحضاري وتوفير المستلزمات والبيئة التعليمية المناسبة من الحرم الجامعي المتكامل، كل ذلك شكل نماذج مميزة برسم الآخذ بها بين الجامعات الأردنية.
لقد تميزت الجامعة بصورتها العامة في المجتمع وريادتها بين الجامعها الأردنية كافة. ومستوى خريجيها في تخصصات مختلفة، كما تميزت الجامعة الخاصة الاولى التي أجيز لها تدريس الطب إذ أن كلية طب الأسنان فيها عليها إقبال شديد ولديها كادر تعليمي مميز نجحت فيه الجامعة واستحقت أن تجاز لتدريس الطب البشري بعد أن درست الهندسة والصيدلة والتمريض وطب الأسنان بكفاءة ملموسة.