عروبة الإخباري –
اعتمدت الامم المتحدة هذا العام موضوع (العمل من أجل السلام: طموحنا لتحقيق الأهداف العالمية) للاحتفاء باليوم الدولي للسلام الذي خصص له يوم 21 ايلول من كل عام، حيث كانت الجمعية العامة للامم المتحدة اقرته العام 1981.
ويمثل السلام حاجة انسانية فطرية تستقيم معها الحياة، والسلام ضد الحرب والصراع، ودلالته تُفيد الاستقرار والشعور بالراحة والطمأنينة، ويتصل السلام الدولي بمصطلح آخر هو الأمن الدولي ويقصد به تحقيق حالة السلام بعيداً عن الأزمات والصراعات وتعميقها بين الافراد والمجتمعات بشكل يضمن الاستقرار والبناء والنماء المجتمعي.
وبهذه المناسبة اكد الامين العام للجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان في حديث مع “الراي” انه وعلى الرغم من مشكلات التغير المناخي، واللاجئين، والحروب، والامن الغذائي، وازدياد الحاجة لتشاركية دولية في مواجهة الكوارث، الا أن القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس تبقى الاولوية القصوى للسلام الدولي، لارتباطها بعقود طويلة من معاناة الشعب الفلسطيني وتعرضه لحالة فصل عنصري لم يشهد العالم المعاصر مثيلاً لها.
واضاف كنعان ان ذلك نتج عنه سياسة اقصاء وكراهية تمارسها حكومة الاحتلال نتج عنها ازمة طرد وتهجير ملايين اللاجئين من الشعب الفلسطيني الاعزل، واشغلت هذه الأزمة الانسانية والقضية الهامة الامم المتحدة لاكثر من سبعة عقود، تخللها صدور اكثر من 800 قرار دولي مجمع عليه يرفض سياسة الاحتلال وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني ويطالب اسرائيل بانهاء الاحتلال ووقف الاستيطان والحفاظ على هوية الشعب الفلسطيني وعدم تغيير الوضع التاريخي الراهن (الاستاتيسكو) في مدينة القدس.
واوضح كنعان ان الموقف الاردني ومسيرته الدبلوماسية بقيادته الهاشمية الحكيمة تعتبر نموذجا عالمياً لدولة السلام وثقافة المحبة والعيش المشترك، فالمتتبع لتاريخنا العريق يجد أن التمسك بالحقوق والنضال لاجل الامن الوطني والقومي، يقترن بدبلوماسية اردنية تتمسك بالسلم الدولي وتحترم جميع المواثيق والمعاهدات والتفاهمات الدولية التي ساهمت في صياغتها وانضمت اليها بتطبيق بنودها وموادها المتعلقة بالسلام والأمن.
ونبه كنعان الى ان الفكر الهاشمي الاصيل المتمسك بعروبته وتعاليم الاسلام واحترام حقوق الانسان يحرص في كافة المحافل والمناسبات على المناداة بالسلام القائم على العدالة التاريخية والشرعية الدولية، فقد وثق جلالة الملك عبد الله الثاني نظرته للسلام في كتابه «فرصتنا الاخيرة: السعي نحو السلام في زمن الخطر»، ترجم لاهمية مضامينه لعدة لغات عالمية، وعكس هذه المسيرة الهاشمية السلمية محطات مهمة منها رسالة عمان، والأوراق النقاشية المعنية بالديمقراطية، وسيادة القانون، والتعليم كخطوات مهمة في تعزيز ثقافة السلام والحقوق، وقد ?ستحق جلالته جوائز عالمية منها: جائزة تمبلتون عام 2018، وجائزة مصباح السلام، ورجل الدولة الباحث عام 2019، وجائزة زايد للاخوة الانسانية عام 2022.
وبين كنعان ان مضامين خطابات جلالة الملك في الامم المتحدة والكونجرس الامريكي ومختلف اللقاءات الدولية ومنها خطاب جلالته يوم اول أمس الثلاثاء المتزامن مع يوم السلام الدولي والذي تحدث فيه جلالته عن الازمات والتحديات الدولية ومنها القضية الفلسطينية والقدس ودور الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، تعبر عن الفكر الهاشمي ومسيرة وطن وحالة طبيعية للحفاظ على السلام المحلي والدولي، وعلى خطى جلالته كانت دعوات جلالة الملكة رانيا العبدالله وفعالياتها الدولية لتعزيز قيم السلام وترسيخها.
واضاف كنعان ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة اليوم العالمي للسلام والمتزامن مع خطاب جلالة الملك
عبد الله الثاني في افتتاح اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، تؤكد للرأي العام الدولي أن الرسالة الحضارية الاردنية شعبا وقيادة هاشمية تتمسك بالسلام وتكافح لاجل نيل الشعوب لحقوقها وفي مقدمتها العيش بسلام، ومنها الشعب الفلسطيني الذي يتعرض اليوم وامام نظر العالم ومنظماته لحالة ظلم وطغيان اسرائيلية تتجاوز جميع الاتفاقيات والاعراف، لذا فان ما يحتاجه العالم اليوم هو ارادة السلام والسعي نحو ه من خلال تفعيل القرارات الدولية والاتفاقيات والمعاهدات المعنية بالسلم الدولي.
وختم كنعان حديثه بالتأكيد على ان رسالة الاعلام في هذا اليوم تشمل التوعية بالقضية الفلسطينية وما يجري من انتهاكات وحشية ضد أهلنا في كافة مدن واحياء فلسطين والقدس، داعيا ( السلطة القائمة بالاحتلال) ان تدرك ان السلام والامن لن يتحقق بالقتل ومحو هوية الشعب الفلسطيني والاعتداء على مقدساته بل يكون بانهاء الاحتلال واحترام الشرعية الدولية والالتزام بقراراتها.