العروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
آخر صورة مقربة للرئيس محمود عباس أبو مازن، رسمها الفريق جبريل الرجوب، امين سرّ اللجنة المركزية لحركة فتح، في حديثه الواضح لصحيفة انتدبندنت باللغة التركية.
التقطت هذه الصورة لأعيد نشرها، فقد كان الرجوب أفضل من رسمها، وقد أنصف فيها أبو مازن وبين موقعه على خريطة العمل الفلسطيني، وأماكن الالتقاء وعناصر التوافق والقواسم المشتركة.
كنت حين اكتب عن أبي مازن يتهمني الرجوب بأني “عباسي” ولكنه في المقابلة أثبت انه الاقدر والأعرف بموقع العمل الرئاسي الفلسطيني.
فالرئيس عباس عند الرجوب، كما جاء في المقابلة، وقد بين أن الظروف الآن ناضجة والمسافات ضيقة لردم الانقسام وإعادة الوحدة واللحمة للعمل الفلسطيني. وقدم أمثلة على ذلك منها لقاء أبو مازن مع قيادات حماس في اسطنبول وحجم الصراحة والمكاشفة من جانب الرئيس، وكذلك لقاءات العلمين التي قال عنهما وإن لم تنجح بتذليل الصعوبات لكنهما وسعت خارطة طريق أمام الطرفين (فتح وحماس) وأضاف أنه إذا ما قام حوار فتحاوي حمساوي برعاية وإسناد مصري فهناك إمكانيات لجسر الفجوات وبناء وحدة وطنية تؤسس لعملية ديمقراطية تحقق الشراكة. الشراكة عند الرجوب هي الوسيلة الوحيدة لمواجهة اعدائنا الذين لا يريدون دولة فلسطينية.
ويدافع الرجوب عن عقد المؤتمر الثاني القادم لفتح ويرى أنه استحقاق دستوري وضرورة ومصلحة وطنية لحماية المشروع الوطني في ظل الانقسام وتصعيد العدوان الاسرائيلي.
ويرى أن عقيدة فتح هي أداة قياس لكل الفصائل سواء كانوا معها أو لم يكونوا، وقد ربط ذلك بما وصفه بالأخ أبو مازن ليقول “نحن بحاجة الى مراجعة النظام الداخلي للحركة وان نؤكد على دور الأخ أبو مازن الذي يعد آخر جيل العمالقة وآخر جيل المؤسسين للحركة الوطنية الفلسطينية وهو الذي سيقود المرحلة القادمة في ثلاث مسارات لها علاقة بتجديد شرعية النظام السياسي وتصليب وتكريس الرؤية والفهم الفتحاوي من خلال خيار سياسي وخيار نضالي ينسجم مع طموحات شعبنا وتطلعاته وهو (أي الرئيس) قادر على أحداث الاختراق مصالح العالم وشرعيته وقيمه خاصة بعد أن أصبحت الدولة الفلسطينية التي عمل أبو مازن على توليدها بكل شجاعة وقوة على حدود عام 1967 والقدس وعودة اللاجئين تحظى باجماع دولي.
هذه إنجازات غرسها الرئيس أبو مازن.. القيادة الفتحاوية عبر مسيرة النضال الوطني بحاجة اليوم لحاضنة وطنية بمشاركة كل القوى والفصائل والقوى السياسية ومكونات الشعب الفلسطيني، ومن هنا يأتي هذا المؤتمر الثامن لفتح كما يقول الرجوب. وهو بمبادرة ورعاية الأخ أبو مازن الذي هو الأب الروحي لكل المسارات الوطنية ببعدها الفتحاوي والوطني وهو القادر دائماً على تاسيس افاق لفتح لاستمرار. دورها القيادي والرائد لانهاء الانقسام ومحاصرة الاحتلال الإرهابي الفاشي العنصري. وقد دخلنا بقيادة أبو مازن مؤتمرنا السابع وسندخل الثامن موحدين حيث الرئيس أبو مازن على رأس حركته بأرثه وفهمه وحكمته وادراكه وخبرته وقدرته على المبادرة لتحديد الموعد واستطاعته على صنع كل العناصر الإيجابية التي تساعد على عقد المؤتمر وانجاحه.
نعم سندخل موحدين وسنخرج موحدين في عملية ديمقراطية نزهية شفافة اولويتنا فيها ليس من سيفوز إذ أن الفوز هو للمشروع الوطني كما علمنا .. والفوز للخيارات الوطنية السياسية والنضالية التي تحصن الحركة ورهان في مسيرة النضال الوطني إذ أن المؤتمر هو سيد نفسه.
حديث الرجوب فيه منطلقات أخرى هامة عن المرحلة القادمة سنناقشها في مقالة مستقلة أخرى.
لقد أنصف الرجوب بالرئيس أبو مازن وموقعه ودوره ونضاله في مرحلة تتكالب قوى الشر والعدوان والاحتلال على الرئيس في محاولة لشيطنة دوره الوطني الموصل الى الدولة، وهو التكالب للأسف الذي تشارك فيه قوى محسوبة على الخط الوطني وخريطة العمل الفلسطيني، بل أن بعضها ينتسب الى رحم فتح ونسيجها ولكن لايصلح في النهاية الا الصحيح.