عروبة الإخباري –
قالت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى “الأونروا” في لبنان هدى سمرا، الجمعة، لـ”المملكة”، إنّ جماعات مسلحة لا تزال تستولي على مدارس الوكالة في مخيم عين الحلوة وعددها 8.
وجه المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا نداء عاجلا لوقف القتال في مخيم عين الحلوة وإخلاء المدارس التابعة “للأونروا”، وفقا لوكالة الأنباء البنانية.
وقال قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا أبو إياد الشعلان لـ”المملكة”، إن الهدف من الاشتباكات هو إفشال المساعي لانسحاب المجموعات المسلحة من مدارس أونروا، لكنه أشار إلى وجود اتفاق على وقف إطلاق النار من الخامسة مساء والذي لا يزال مستمرا.
وجاء النداء؛ بعد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئي فلسطين، واستمرار الاستيلاء على 8 مدارس تابعة للأونروا، تمنع وصول قرابة 6 آلاف طفل إلى مدارسهم على أعتاب العام الدراسي.
ويجب أن تكون المؤسسات التعليمية مساحات آمنة ومحايدة وهي ضرورة ملحّة لتعلم الأطفال وعافيتهم ونموهم. إن استخدام المجموعات المسلحة للمدارس هو بمثابة انتهاك صارخ لكل من القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، كما يعرض حق الأطفال في الحصول على بيئة تعليمية آمنة للخطر ويهدد مستقبلهم ومستقبل مجتمعهم ككل.
وطالب ريزا المجموعات المسلحة بوقف القتال في مخيم عين الحلوة وإخلاء المدارس فورا وطالب أيضا بتسهيل عمل الأونروا وغيرها من المنظمات الإنسانية من أجل توفير الحماية والمساعدة الضروريتين لكل العائلات المحتاجة في المخيم.
وأضاف أن حماية المدنيين، بمن فيهم الأطفال، وضمان وصولهم إلى المدارس في مأمن من جميع أشكال العنف والاستغلال، هي مسؤولية مشتركة؛ ويجب على جميع الجهات الفاعلة المعنية اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، ووضع حدّ لاستخدام البنى التحتية المدنية لأغراض القتال”.
وأصيب 20 شخصا بجروح من جراء تجدد الاشتباكات بين حركة فتح ومجموعات إسلامية في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان الذي شهد قبل أسابيع مواجهات عنيفة بين الطرفين، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وفي 29 تموز، اندلعت اشتباكات عنيفة استمرت لـ5 أيام بين حركة فتح ومجموعات إسلامية متشددة في عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وأودى التصعيد بحياة 13 شخصا، غالبيتهم مقاتلون وبينهم قيادي في فتح قتل بكمين.
وأفادت وكالة فرانس برس بتجدد الاشتباكات مساء الخميس واستمرارها حتى صباح الجمعة قبل أن يسود الهدوء مجددا. وأشارت إلى سماع دويّ قذائف وأسلحة رشاشة ليلا وصباح الجمعة ونزوح عشرات العائلات وقد لجأ كثيرون إلى مسجد قريب منهم.
وأسفرت الاشتباكات، وفق الوكالة الوطنية، عن إصابة 20 شخصا بجروح.
وأوضحت الوكالة أن “الهدوء الحذر يسود أجواء مخيم عين الحلوة بعد توقف الاشتباكات بين حركة فتح والإسلاميين المتشددين نتيجة المساعي والاتصالات المكثفة التي أجرتها القيادات اللبنانية والفلسطينية”، مشيرة إلى أنه يتم العمل على تثبيت وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه قبل أسابيع.
وكان الهدوء عاد إلى المخيم بعد مواجهات تموز، التي تُعد الأعنف منذ سنوات، بعد سلسلة اتصالات بين فصائل فلسطينية ومسؤولين وأحزاب لبنانية، وتم الاتفاق على ضرورة تسليم المشتبه بهم بمقتل القيادي في فتح وآخر ينتمي إلى المجموعات الإسلامية اعتبر مقتله شرارة لاندلاع الاشتباكات.
لكن هيئة تجمع ممثلين عن فصائل فلسطينية أعلنت قبل ثلاثة أيام، انقضاء المهلة المعطاة لتسليم المشتبه فيهم، مشيرة إلى تكليف القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة بـ”القيام بالواجب الموكل إليها فيما يختص بارتكاب الجرائم الأخيرة”.
وبعد اشتباكات تموز، استقر مقاتلون في مجمع يضمن أربع مدارس تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي اعتبرت ذلك “انتهاكا صارخا لحرمة مباني الأمم المتحدة (…) ويهدد حيادية منشآت الأونروا”.
ولا تدخل القوى الأمنية اللبنانية المخيمات بموجب اتفاق ضمني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، وتتولى الفصائل الفلسطينية نوعا من الأمن الذاتي داخل المخيمات عبر قوة أمنية مشتركة.
ويُعرف مخيّم عين الحلوة بإيوائه مجموعات إسلامية متشددة وخارجين عن القانون. ويقطن فيه أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، انضم إليهم خلال الأعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين من النزاع في سوريا.
وغالبا ما يشهد عمليات اغتيال وأحيانا اشتباكات خصوصا بين الفصائل الفلسطينية ومجموعات إسلامية متشددة. ويعرف عنه إيواؤه لمجموعات إسلامية متشددة وخارجين عن القانون.