عروبة الإخباري –
تُعَدّ الملكة رانيا العبدالله من الشخصيات البارزة والمؤثرة في المشهدين العربي والدولي، لجهودها وقوة عزيمتها لتحقيق التغيير الإيجابي ودعم القضايا الإنسانية على مختلف الأصعدة.
وتجمع الملكة رانيا بين الإنسانية والذكاء، وهي تستخدم هذه الميزة لخدمة قضايا تهم المجتمع الدولي، فأثبتت جلالتها نفسها كرائدة في مجالات متعددة، منها دعم وتطوير المنظومة التعليمية وتطوير مفاهيم حقوق المرأة والطفل وتمكين الشباب في المشاريع الريادية.
وجلالتها تعبّر دوما عن تفانيها والتزامها القوي بتقديم مشاركة مميزة في المحافل الدولية التي تتحدث فيها عن هموم وتحديات الفئات المستضعفة.
ولعبت الملكة رانيا دورا محوريا ومهما في دعم حقوق الأشخاص المهمشين، وبخاصة عندما سلّطت جلالتها الضوء على التعاطف الدولي الكبير مع قضية غواصة «تيتان» المفقودة لعدة أيام في مياه المحيط الأطلسي وكان فيها مستكشفون ومغامرون، وقارنت ذلك بتجاهل العالم فاجعة غرق سفينة تحمل 750 مهاجرا قبالة السواحل اليونانية لم ينجُ منهم سوى 104 أفراد.
ولا شك أن دور جلالتها يمتد إلى أبعد من حدود الأردن، إذ تمثل إلهاما للمرأة عربيا وعالميا على حد سواء، وجعلتها إسهاماتها في مجالات التعليم وحقوق الإنسان وتحسين ظروف الحياة، شخصية فاعلة ومؤثرة، وتحمل بصمة إيجابية تركت آثارها على مستوى عالمي وعربي.
وفي عالم مليء بالتحديات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، تربعت جلالتها على عرش القيم والمبادئ والإلهام، وأثبتت بفعالية أن الدور الانساني له تأثير ملموس على تطوير المجتمع بسبيل تحقيق التغيير الإيجابي.
وتسعى جلالتها دائما لجذب الانتباه إلى القضايا الإنسانية والاجتماعية الملحة، وتستخدم منصاتها للحديث عن المشكلات التي تؤثر في حياة الناس على مستوى العالم، عبر توجيه الأضواء نحو المشكلات مثل التعليم والصحة وحقوق الإنسان، لتحفيز التحرك العالمي والتعاون للعمل على حل هذه المشاكل.
وتجلّى ذلك عندما نشرت جلالتها على منصة «إكس» تستنكر فيها مآسي الغرق في رحلات عبور البحر الابيض المتوسط، قائلة: «منذ مطلع العام الحالي، قتل نحو ١١ طفلا أسبوعياً في رحلات عبور البحر الأبيض المتوسط، مآسي الغرق الكارثية ليست حوادث منفردة، بل نمط متكرر، أطفال يتم خذلانهم في عالم بقي فيه خيارهم الوحيد اللجوء لمهربي البشر».
وواحدة من القضايا الرئيسية التي شجعت الملكة رانيا على المشاركة الفعّالة في المحافل الدولية هي التعليم من منطلق إيمانها القاطع أن التعليم هو المفتاح الاساسي لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق إمكانات الأفراد، إذ عملت جلالتها على تعزيز جودة التعليم عبر توفير فرص تعليمية للفتيات والشباب، وشجعت على تبني أساليب تعليمية مبتكرة تتناسب مع تطورات العصر.
ودوما تشدد جلاتها على خطوات تطوير التعليم وتعزيز قدرات المعلمين كونهم أحد أهم عناصره الرئيسية وعمادها.
وقالت جلالتها: «يجب علينا جميعا أن نتشارك في تطوير التعليم في الأردن، والتطوير يعني أن نستبدل أساليب الأمس بما يتناسب مع متطلبات الغد، ويعني أولا وأهم من كل شيء تدريب المعلمين قبل وخلال المهنة، وأن نحافظ على المبادئ والهوية ونطور العلوم والمعارف وأن يكون الكتاب المدرسي شريك المعلم ومرجعيته ولا يشكل عائقا بأسلوبه وصياغته، فمن منا لا يريد ذلك؟».
كما تحرص جلالتها على متابعة المشاريع والافكار الريادية للشباب الأردني المتميز الذين دائما ما تقدم لهم التحفيز والتشجيع وتمدهم بالدعم كي يتسنى لهم إطلاق العنان لأفكارهم الخلّاقة والمبدعة بشكل يخدم مجتمعاتهم ويثري من تجربتهم الشخصية ويصقل أدوارهم بشكل يمكنهم من مجابهة التحديات والعمل على تحولها الى فرص ابداعية خلاقة.
وتعكس المشاركة الملحوظة للملكة رانيا في المحافل الدولية، التزامها القوي بتحقيق التغيير وإثراء الحوار الدولي بقضايا مهمة، فهي ليست مجرد رمز للأناقة والجمال، بل وصوتها في المحافل الدولية يعتبر داعما ومؤثرا في القضايا الإنسانية ويعمل نحو إحداث فرق حقيقي في حياة الناس حول العالم.
وتدعو جلالة الملكة إلى تبني ما تجسده الصلاة من قيم في حياتنا وعالمنا، وتشدد على أن الدين «ليس مأوى للاختباء»، بل «هو مُنطلقنا للحياة»، خلال مشاركتها بكلمة رئيسية في الغداء الدولي الذي تلا إفطار الدعاء الوطني لعام 2023 في العاصمة الأميركية واشنطن.
وأشارت إلى تعاليم الدين الاسلامي الحنيف التي تحث باستمرار على الهداية، قائلة: «في ديني، نسأل الله العلي القدير باستمرار أن يهدينا إلى «الصراط المستقيم»، فيومياً وفي صلواتهم يسأل المسلمون الله أن يرشدهم للطريق الصحيح أكثر من 17 مرة، وما ذلك إلا إقرار بحاجتنا المستمرة للهداية».
وعكفت جلالتها على ايلاء قضايا اللجوء اهمية قصوى، حيث ابرزت مدى التناقض العالمي في استجابة العالم لازمة اللجوء، وبدا ذلك وضحا خلال مشاركتها بمبادرة كلينتون العالمية في نيويورك عام ٢٠٢٢.
وأشارت جلالتها إلى أنها ليست أزمة إنسانية مؤقتة، بل هي أزمة تنمية بشرية تتطلب حلولاً طويلة المدى، تركز على النمو وبناء القدرة على التكيف، والاستدامة وخلق الوظائف.
وأكدت أن تقاسم المسؤولية العالمية تجاه اللاجئين هو واجب، وليس خياراً، مشيرة إلى أن برامج الاستجابة للاجئين، تعاني من نقص حاد في التمويل في كل مكان في العالم.
كما أشارت الى ان العالم معرض لمواجهة أزمات متكررة، وأن النزوح القسري من الممكن أن يكون نمطاً سنوياً، حيث أنه وبحسب البنك الدولي، بحلول عام 2050، سيتسبب تغير المناخ وحده في نزوح أكثر من 200 مليون شخص.
وبالالتفات الى أزمة اللجوء الأوكرانية أشارت ايضا الى استجابة عالمية متباينة للازمة مقارنة بالأزمات السابقة، قائلة: «ان التباين في الأسلوب والسخاء والأهمية التي أولتها الدول في الترحيب باللاجئين الأوكرانيين مقارنة باللاجئين من مناطق أخرى من العالم مثل سوريا أو السودان أو ميانمار، كانت بالفعل مذهلة».
وتظل جلالة الملكة رانيا العبدالله شخصية ملهِمة تجمع بين القيادة والرؤية الى جانب جلالة الملك عبدالله الثاني، وتمثل نموذجا يحتذى في العمل من أجل تحقيق التغيير نحو الأفضل للمضي بنهج إنساني وعقلاني سليم.
الرأي –