عروبة الإخباري –
لا يزال لبنان الرسمي يخوض معركة مفاوضات قاسية في الأمم المتحدة، تمهيداً للتمديد لمهمّة قوّات الأمم المتحدة العاملة في جنوبه «اليونيفيل» سنة إضافية، في 31 من أغسطس الجاري، ويحاول إضفاء تعديل على قرار التمديد الذي أُقرّ العام الماضي، وذلك من خلال حذف سطريْن من النصّ القديم، واستبدالهما بسطريْن آخرين، يمنح مضمونهما هذه القوات الحقّ في أن تذهب أينما تريد، في نطاق المناطق المسموح لها بالتجوّل في نطاقها، شرط التنسيق المسبق مع الجيش اللبناني.
ووسط الترقّب الحذر لنتائج المساعي المحمومة التي يتولاها الوفد اللبناني إلى نيويورك، برئاسة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، في محاولات تبدو صعبة جداً لتعديل بعض المضامين الأساسية في قرار التمديد لـ«اليونيفيل» في جنوب لبنان، لجهة تمسّك القرار المرتقب باستقلالية حركة «اليونيفيل» عن الجيش، الأمر الذي يرفضه لبنان، أشارت أوساط وزارة الخارجية إلى استمرار المفاوضات في هذا الشأن، وإلى أن مسودة جديدة تُعدّ في الأروقة الأمميّة، ينتظرها الوفد اللبناني.
ولفتت المصادر نفسها إلى نقطتين ركّز عليهما الوفد المفاوض، الأولى ترتبط برفض أيّ محاولة لإدراج التجديد تحت الفصل السابع، وضرورة العودة إلى اتفاقية «SOFA» التي وقّعها لبنان مع الأمم المتحدة في العام 1996، وهي التي تتيح حرية تنقل القوات الدولية بالتنسيق مع الحكومة عبر الجيش اللبناني، فيما الثانية مرتبطة بانتزاع موافقة أمميّة على طلب تعديل تسمية الجزء اللبناني من قرية الغجر المحتلة إلى الأراضي المحتلة في بلدة الماري.
ولا تزال الدبلوماسيّة اللبنانية تخوض «معركة» صعبة، في نيويورك، في مسعى نهائي لتجنّب صدور صيغة التمديد لـ«اليونيفيل»، بما يشكل نكسة جديدة للبنان الرسمي.
وفي المحصّلة، هي محاولة يسعى لبنان إليها، وعينه على تبدّل الظروف التي جعلت روسيا والصين تصوّتان لصالح التعديل في المرة الماضية. فإذا نجحت مهمة الوفد، يكرّس لبنان حقه في أراضيه، ويؤمّن التجديد لـ«اليونيفيل» من دون وضع مهامها تحت البند السابع.
وفي المقابل، يبدو واضحاً، وفق تأكيد مصادر سياسية أن المعركة الدبلوماسية التي يخوضها لبنان باتت على مشارف مرحلة حرجة يصعب معها توقّع النجاح في حمل الدول على التراجع عن مسألة استقلالية «اليونيفيل»، ولن يكون ممكناً إعادة تعديلها هذه السنة، ناهيك عن أن الولايات المتحدة، التي سترأس جلسة التجديد لـ«اليونيفل»، تسعى إلى تعزيز صلاحيات «اليونيفيل»، لا تقليصها.