تلتئم قمة العلمين الثلاثية التي تجمع قادة الأردن ومصر وفلسطين بعد أيام من القمة الأردنية الفلسطينية مما توحي بأهمية ملفات مدار البحث التي يتطلب إقرارها موقفا و تنسيقا وآلية عمل للتنفيذ على أعلى المستويات القيادية .
توقيت القمة :
تأتي القمة الأردنية الفلسطينية المصرية في خضم مرحلة ومخاض يستهدف الإقليم بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص وما يشهده من تحديات وتغيرات ومشاريع تستهدف بشكل رئيس :
* ضمان الهيمنة الأمريكية على المنطقة العربية مع قرب ولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.
* تصفية القضية الفلسطينية بعناوينها الرئيسية :
— تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
-— إنهاء الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا تنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 67 /19 / 2012 وصولا لتنفيذ قرار التقسيم رقم 181 .
* تقويض حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 تنفيذا للقرار رقم 194 .
اخطار سياسة نتنياهو الإرهابية :
بالتأكيد لا تختلف سياسة مجرم الحرب نتنياهو ومعسكره عن سياسة إئتلاف معسكر لابيد غانتس المعارض لنتنياهو وحكومته فيما يخص القضية الفلسطينية ولكن تميزت حكومة نتنياهو بمشاركة مجرمي الحرب سوموتيرش وبن غفير بالمجاهرة الوقحة بمخطط الحركة الصهيونية التوسعي بإستهداف ليس فلسطين وحسب بل الأردن ومصر وما الخارطة التي عرضها سوموتيرش في باريس والمعتمدة بذات الوقت كإستراتيجة لدى حزب الليكود إلا دليل دامغ على أهداف الحركة الصهيونية واداتها الكيان الإستعماري الإسرائيلي المصطنع بالسيطرة والهيمنة على الوطن العربي باقطاره تدريجيا وعلى مراحل تبعا للظروف والمعطيات الدولية .
الأخطار على مصر :
على الرغم من معاهدة كامب ديفيد إلا أن الخطر الإسرائيلي على وحدة وأمن وإستقرار مصر لا زال جاثما ومن شواهد هذا الخطر :
* الدعم الإسرائيلي لاثيوبيا
* إستهداف الإقتصاد المصري ” المشاريع الإسرائيلية التي تستهدف قناة السويس وإستهداف قيمة صرف الجنيه ” .
* المخطط الإسروامريكي الذي كشف عنه كوشنير في البحرين بتوسيع مساحة وحدود قطاع غزة في سيناء بهدف إقامة دولة غزة .
الأخطار على الأردن :
هناك اخطار إسرائيلية حقيقية تستهدف الأردن من خلال الإنقلاب والتنصل من بنود وأحكام المعاهدة الأردنية الإسرائيلية” وادي عربة ” من حيث :
* ضم أراض الغور وشمال البحر الميت اي تغيير الحدود الدائمة خلافا للمادة 3 من معاهدة وادي عربة في ظل صمت بل دعم أمريكي واوربي .
* الإنتهاكات والإقتحامات الممنهجة والمتصاعدة للمسجد الأقصى وللمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وبيت لحم والخليل خلافا للوصاية الهاشمية والدور الخاص برعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية .
* الإعلان بعنجهية دون مراعاة للإلتزامات المترتبة على الكيان الإستعماري الإسرائيلي وفق نصوص المعاهدة وديباجتها عن سياسته بتنفيذ المخطط الإستراتيجي الإسرائيلي الإحلالي بتهويد أراض الضفة الغربية من نهر الأردن وما قد يسفر وفقا لمخططهم الإجرامي عن طرد وتهجير للشعب الفلسطيني خارج وطنه ” متجاهلين إرادة الشعب الفلسطيني بالثبات الصمود ” في تناقض واضح مع المادة الثانية من المعاهدة الأردنية الإسرائيلية .
الأخطار على فلسطين :
منذ إطلاق إعلان بلفور عام 1917 متبوعا بقرار عصبة الأمم المتحدة بفرض الإنتداب البريطاني على فلسطين بهدف تنفيذ إعلان وزير الخارجية البريطاني بلفور عن جريمة الحكومة البريطانية التي لم يسبق مثيلا لها بالتاريخ الحديث وذلك بإحلال وتجميع مجموعات سكانية يهودية وتمكينها بدعم من قوات الجيش البريطاني الإستعماري من السيطرة والسطو وسرقة الأراضي الفلسطينية وإرتكاب وإعمال مختلف اشكال الجرائم والمجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل من السلاح في عملية غير قانونية ولا إنسانية بإحلال تلك المجموعات الغريبة المهاجرة من مختلف اصقاع العالم بديلا عن الشعب الفلسطيني صاحب الحق الأصيل بوطنه فلسطين التاريخية لتمكينهم من إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ومنذ بدايات القرن العشرين وحتى الآن لم تتوقف المؤامرات الإستعمارية التي تستهدف فلسطين أرضا وشعبا .
مظاهر الخطر الإسرائيلي :
من مظاهر الإستراتيجية الإسرائيلية التي تعكس الخطر على الشعب الفلسطيني وحقوقه الأساس من حيث :
* الإعلان المستمر للحكومات الإرهابية الإسرائيلية وآخرها تصريح مجرم الحرب نتنياهو برفضه إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة منذ حزيران 1967 في تحد صارخ لإرادة المجتمع الدولي .
* عدم الإعتراف باي من القرارت الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والداعية لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي لأراضي الدولة الفلسطينية المعترف بها دوليا .
* عدم الإلتزام بمبادئ وميثاق الأمم المتحدة التي تحظر إحتلال أراض دولة أخرى في إنتهاك صارخ لمبادئ واهداف الأمم المتحدة بترسيخ الأمن والسلم الدوليين وتنفيذ إجراءات تغييرات جغرافية وديمغرافية بهدف تابيد إحتلالها الإستعماري الإحلالي .
* مصادرة الأراضي الفلسطينية وإرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتامين حماية الميليشيات الإستيطانية الإرهابية وتمكينها من إقتحام المنازل والمزارع وإشعال النيران بالمحال التجارية وقتل المواطنين المدنيين بهدف إقتلاع المواطنين من قراهم وبلداتهم في سياق حرب تطهير عرقي وحرب إبادة دون خوف من المساءلة والعقاب بسبب الدعم والإنحياز الأمريكي والأوروبي للكيان الإستعماري الإسرائيلي العنصري المصطنع .
* إضطلاع أمريكا المباشر بممارسة ضغوط سياسية وإقتصادية على دول عربية وإسلامية وصديقة بهدف إدماج إسرائيل في الوطن العربي دون إنهاء إحتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وتمكين سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي من الإفلات من المساءلة والعقاب خلافا لواجبها كدولة دائمة العضوية بمجلس الأمن بكفالة تنفيذ القرارات الدولية ومعاقبة من يرفضها .
قمة هامة :
على ضوء ما تقدم تكمن أهمية عقد القمة الثلاثية التي قد تمهد لعقد قمة عربية طارئه لإستعراض التحديات ووضع إستراتيجية شاملة لمواجهتها على الصعيد القومي وعنوانه الفلسطيني بما يكفل ويضمن الأمن والإستقرار والمصالح العربية من موقع اللاعب لا التابع في النظام العالمي الجديد ومخاطبة الولايات المتحدة الأمريكية من موقع القوة والندية وما تملكه الدول العربية من عناصر قوة يؤهلها لفرض نفسها كقطب مستقل في النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب قيد التشكيل .
أمريكا عقبة أمام حرية فلسطين :
الموقف الأمريكي المنحاز والذي يتعامل مع القضية الفلسطينية تحت عنوان إدارة أزمة وليس حل الصراع مما يستدعي مخاطبة أمريكا وباقي دول العالم النافذة بلغة المصالح حيث لم تجدي سابقا الرهان والإعتماد على حسن نوايا الإدارات الأمريكية او حبها من طرف واحد من تحقيق الأمن والإستقرار العربي حكاما وشعوبا واقطارا ومن إمكانية ممارسة ضغوط على مدار العقود السابقة لإلزام سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي بتنفيذ القرارات الدولية بل تمادت الإدارات الأمريكية بتعاملها مع دول عربية من موقع السيد الذي يجب طاعته دون نقاش .
الشعب الفلسطيني يتطلع إلى قمة العلمين بثقة كبيرة لدعم نضاله من أجل الحرية والإستقلال والتحرر من الإستعمار الإحلالي الإستيطاني الإسرائيلي وتامين حماية الشعب الفلسطيني من الجرائم الإسرائيلية المستمرة التي تمعن قواته وميليشياته المسلحة بإعمال جرائمها بحق الشعب الفلسطيني تحت نظر العالم .
الشعب الفلسطيني يقدر الدور و الدعم الثابت والإستراتيجي لجلالة الملك عبدالله الثاني وللرئيس عبد الفتاح السيسي ولجميع قادة الدول العربية والإسلامية والصديقة واحرار العالم الذين لم يتوانوا بدعم حق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 والتنديد بجرائم المستعمر الإسرائيلي الإرهابي ….
الشعب الفلسطيني يتطلع إلى تشكيل وفد عربي مشترك نواتها الأردن ومصر وفلسطين والسعودية والجزائر وذلك بالتنسيق مع رئيس القمة العربية سمو الأمير محمد بن سلمان يتولى الإتصال بالدول دائمة العضوية بمجلس الأمن لحثها على :
— إتخاذ خطوات عملية بالضغط على الكيان الإستعماري الإسرائيلي وإلزامه البدء بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة والإلتزام بتنفيذ أحكام إتفاقيات جنيف تحت طائلة العقوبات والعزل .
— الضغط على أمريكا خاصة وباقي دول مجلس الأمن لعدم عرقلة قبول فلسطين كدولة عضو بالجمعيه العامة للأمم المتحدة عبر إستخدام الفيتو .
عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة ساقطة حكما بسبب عدم إلتزامها بتنفيذ قرار رقم 273 الذي إشترط لقبولها عضوا في الأمم المتحدة تنفيذ قراري الجمعية العامة رقم 181 و 194….. ؟!
إذن قمة العلمين هامة في مواجهة ملفات وتحديات ساخنة …. ؟