قبل الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 كانت المخيمات الفلسطينية في لبنان تحت سيطرة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في مختلف مناطق لبنان وكانت هذه المخيمات قدمت المئات من الشهداء والجرحى والمصابين والمعتقلين خلال المعارك مع جيش الإحتلال الإسرائيلي خلال الاجتياحات المتكررة على لبنان، إضافة إلى الغارات والقصف الصاروخي الجوي والبحري وكانت هذه المخيمات معرضة للاستهداف وخاصة بعد إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية في مناطق الجليل وخلال تمكن بعض المجموعات الفدائية من التسلل إلى الأرض المحتلة على غرار عملية معلوت وترشيحا وعملية الخلاصة وعملية مسكاف عام وعشرات العمليات الاستشهادية، وكان أبرزها العمليات العسكرية لحركة فتح مثل عملية سافوي وعملية مجموعة دير ياسين
التي عرفت بعملية دلال المغربي، وهناك قائمة كبيرة من العمليات الاستشهادية من الأراضي اللبنانية
داخل فلسطين المحتلة، لذلك تم إستهداف المخيمات الفلسطينية في لبنان، وقد نجح الإحتلال الإسرائيلي في إيجاد موطئ قدم من خلال دفع وتفجير الأوضاع والفتنة من داخل الساحة اللبنانية ، والجميع مسؤول عما حدث ومن غير الممكن إعفاء أي من الفصائل والأحزاب السياسية وبكل مكوناتها من المسؤولية عما حدث في لبنان.
وبكل صراحة فإن الشعب اللبناني بكل الطوائف المسيحية والإسلامية
كانت قد شاركت بدعم نضال الشعب الفلسطيني، حدث الاجيتاح الإسرائيلي تحت عنوان وحيد التخلص من ياسر عرفات رئيس منظمة فتح رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني، لذلك عملت “إسرائيل” بكل الوسائل والامكانيات
واستغلال الفجوة والأخطاء، لتدمير وإنهاء عدد من المخيمات ومنهم مخيم النبطية ومخيم تل الزعتر ومخيم ضبية وتهجير آلاف اللاجئين الفلسطينيين خارج لبنان مثل ألمانيا والدنمرك وكندا وأستراليا والعديد من دول أوروبا وأمريكا اللاتينية، لذلك كانت الخطوة الأولى لجيش الإحتلال الإسرائيلي بعد إحتلال بيروت ارتكاب المجازر الوحشية والإرهابية في مخيم صبرا وشاتيلا، حيث آلاف من الشهداء كانوا ضحايا هذه المجازر، وبعد ذلك تم إستهداف مخيمات بيروت صبرا وشاتيلا ومخيم برج البراجنة ومخيم مار الياس من قبل اللواء الخامس والسادس للجيش اللبناني ومشاركة حركة أمل تحت عنوان وحيد إنهاء حركة فتح بشكل خاص وكان يطلق عليهم عرفاتيين، وقد اشتدت العمليات العسكرية خاصة بعد عودة أعداد كبيرة من المقاتلين إلى جنوب لبنان والمخيمات، حيث أثبتت الأحداث بأن المخيمات الفلسطينية في بيروت لم يتم حمايتها من قبل القوات الانعزالية وجيش جنوب لبنان وبدعم وغطاء جيش الإحتلال بقيادة مجرم الحرب شارون، قاموا في ارتكاب المجازر الوحشية في مخيم صبرا وشاتيلا. وفي هذه الحقبة بدأ تسلل أفراد وجماعات مشبوهة إلى داخل المخيمات الفلسطينية وبشكل خاص مخيم عين الحلوه بدأنا بما عرف “فتح المجلس الثوري” والتي قد تأسست من قبل صبري البنا أبو نضال والذي قام بسلسلة من العمليات الاجرامية تستهدف إغتيال عدد من قيادات وكوادر حركة فتح بشكل خاص، حيث كانت هذه الجماعة الإرهابية تمتلك السلاح والمال بتمويل من بعض الدول العربية والاقليمية، وبعد ذلك تمكنت العديد من الجهات التكفيرية الإرهابية في إيجاد موطئ قدم داخل المخيمات ودخول العديد من هؤلاء الارهابيين القتلة والمجرمين والمطلوبين تأسيس منظمات إرهابية تتلقى الدعم المالي والعسكري ودخول السلاح وتمويل من جماعات محلية وسفارات أجنبية ودول إقليمية بما في ارتباط البعض منهم في “إسرائيل” خلال فترة الاجتياح الإسرائيلي لبنان عام 1982.
حيث بدأت هذه الفئات المشبوهة أعمالهم الإرهابية بعد خروج الإحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، وكثير من هذه الجماعات الإرهابية التكفيرية كانت وما تزال تحمل مسميات إسلامية في غطاء للأعمال الإرهابية داخل لبنان والمخيمات الفلسطينية وفي “الجهاد” في العراق وليبيا وسوريا واليمن ومصر وقد تمكنوا من تجنيد أفراد من لبنان ومن مختلف الدول وخاصة من لهم سجل في الإرهاب في ارتكاب جرائم في بلادهم ودول آخرى، وقد شاهدنا خلال السنوات الماضية العديد من الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوه ومخيم البرج الشمالي ومخيم البص ومخيمات بيروت صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة، ومخيمات الشمال مخيم البداوي ومخيم نهر البارد، ونتذكر جريمة مخيم نهر البارد وتسلل مجموعة فتح الإسلام وتحصن داخل المخيم مما دفع الجيش إلى قصف المخيم وتهجير اللاجئين الفلسطينيين وقتل أعداد كبيرة منهم، وهؤلاء الارهابيين القتلة من جنسيات مختلفة، والعودة إلى اشتباكات مخيم عين الحلوه فإن عدد من جماعات” فتح الإسلام” وداعش وأنصار الله بقيادة المدعو جمال سليمان والذي كان من أبرز الجماعات الإرهابية في إحداث الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوه وترويع أهالي المخيم خلال السنوات الماضية وتستمر مايسمى جند الشام والعديد منهم من الجنسية اللبنانية وقد تلقوا دعم من جهات لبنانية معروفه للجميع وهذه الجماعات الإرهابية التكفيرية تتحول بمختلف الاتجاهات، حيث يلعب التمويل والدعم المالي دوراً أساسي في القيام بعمليات إرهابية وفقا لتعليمات من جهات خارجية وداخلية، وما حدث في مخيم عين الحلوه ليس له علاقة بزيارة اللواء ماجد فرج مسؤول المخابرات الفلسطينية والذي قد وجهة له دعوة من المؤسسة الأمنية اللبنانية وهي لم تكن المرة الأولى ولن تكن الأخيرة فمن الطبيعي بأن تتواصل الاتصالات بين الجانبين الأمني الفلسطيني واللبناني كما يتم مع باقي الدول العربية الشقيقة، ولكن الجدير للاهتمام قيام بعض الصحف اللبنانية الصفراء والتي تعايش على افتعال الأكاذيب والأخبار المفبركة وتتلقى أصحاب الأقلام المأجورة رواتب وموازنة وتمتلك بعض وسائل الإعلام القدرة على تحول من زاوية إلى زاوية أخرى وفقا لمن يمول كما يتم استضافة بعض الكتاب والمحللين السياسيين في مقابلات يتكلمون وفقا لمن يدفع المال وخاصة حين يكون بالدولار الأمريكي، وخاصة بأن أحد رؤساء تحرير صحيفة محلية لبنانية متورط في ديون من جراء أدمنت على لعب القمار وسهرات الخمور في نهاية الأمر فإن الاشتباكات المسلحة بأشكالها المتعددة تحمل أهداف متعددة الجوانب وخاصة وجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وداخل المخيمات، وقبل وقوع الاجتياح الإسرائيلي لبنان عام 1982 كان عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ما يقارب 500الف من اللاجئين وقد ساهمت الحرب الأهلية في لبنان ومجزرة صبرا وشاتيلا والاجتياح الإسرائيلي لبنان، إضافة إلى القوانين اللبنانية التي تحرم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بشكل خاص من مختلف الحقوق الإنسانية وبما نص عليه قرار جامعة الدول العربية، حيث كان أهم قرار إعطاء كافة الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين باستثناء الجنسية وترشح لإنتخابات اللاجئين والعديد من الدول العربية قد تعاملات كما حال المواطن مع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا والعراق ومصر والأردن ،و بعض دول العربية.
في النتيجة اللاجئين الفلسطينيين أينما كانت إقامتهم مؤمنين بحقهم الطبيعي في العودة إلى بلادهم فلسطين ولن يتم التنازل عن هذا الحق والذي نص عليه قرار الأمم المتحدة 194 وهذا القرار، والقرار 181 والذي عرف بقرار التقسيم دولتين يهودية وعربية، إضافة إلى قرار 2334 الصادر عن مجلس الأمن الدولي نهاية حقبة الرئيس أوباما، والذي حصل على تصويت أعضاء مجلس الأمن الدولي باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية والتي امتنعت عن التصويت ولم تستخدم حق الفيتو، لذلك فإن مجمل التحديات تتمثل بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني لذلك فإن هذه الهجمة الممنهجة بمختلف الأدوات التي تستخدم سوء عملية الانقلاب العسكري الدموي لحركة حماس على الشرعية الفلسطينية في قطاع غزة، بأن تكون البديل وفي المكونات الإرهابية التكفيرية والتي تغطي نفسها في الإسلام وما يحدث ليس له صلة في الدين أو الإسلام وما يسمى جند الشام والمجموعات الإسلامية والتي تتحصن بمربعات أمنية اقامتها داخل المخيم وتتحصن في الجوامع وذقاق المخيم ترتكب الأجرائم والأعمال الإرهابية وفقا من يشغلهم سوء على المستوى المحلي أو الدول الإقليمية وفي مقدمتهم “إسرائيل” والولايات المتحدة الأمريكية، حيث للمرة الأولى يصدر تصريح عن وزارة الخارجية الأمريكية يتحدث عن الأحداث في مخيم عين الحلوه، حيث تلتقي مصالح أمريكية مع هذه الأدوات الرخيصة أمثال القاعدة وداعش وأنصار الله وعصبة الأنصار وما عرف فتح الإسلام ونصره والعديد من المسميات للجماعات التكفيرية الإرهابية عملاء الموساد الإسرائيلي وبالتنسيق المشترك، لذلك فإن التحضير لعملية إغتيال الشهيد القائد أبو أشرف العرموشي ورفاقه لم تكن صدفه بل جاءت بتوقيت دقيق خلال افتتاح جلسة الحوار برئاسة الرئيس الفلسطيني أبو مازن والأمناء العامين للفصائل الفلسطينية
ومخرجات الحوار والتي تؤكد على تشكيل للجنة للمتابعة الحوار الوطني والخروج من نفق الانقسام والخلافات داخل الساحة الفلسطينية للوصول إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية كخطوة أولى اتجاه الشروع في الإنتخابات الرئاسية وتشرعية ومجلس وطني فلسطيني جديد بمشاركة مختلف فصائل العمل الوطني الفلسطيني، لذلك تمت عملية الاغتيال والاشتباكات والقصف في محاولة للسيطرة على المخيم على غرار ما حدث بمخيم نهر البارد من خلال جماعة “فتح الإسلام” ويتم تهجير مخيم عين الحلوه وهو من أكبر المخيمات الفلسطينية وعلى غرار مخيم اليرموك في سوريا، حيث تسلل مجموعات إرهابية مسلحة إلى المخيم، إضافة إلى مجموعة مسلحة أفرادها ومسؤولهم من حركة حماس، حيث أطلق عليهم كتائب بيت المقدس، إضافة إلى داعش ونصرة ومختلف المسميات للجماعات التكفيرية الإرهابية، لذلك يتتطلب من الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اجتثاث هولاء الارهابيين القتلة والمجرمين والمطلوبين في لبنان ودول عربية تسليم إلى بلادهم وهذا في إطار منظومة التعاون الأمني بين مختلف الدول العربية بما في دولة فلسطين، والتذكير بأن الهدف من ذلك إنهاء وجود منظمة التحرير الفلسطينية والتي تتعاون وتسليم المطلوبين لدولة اللبنانية صاحبة السيادة في كل مكان من الأراضي اللبنانية، لذلك ليس المطلوب فقط
تسليم بعض من أطلق الرصاص على العرموشي فحسب وتنتهي إلى هذا الحد وكأن شيئ لم يحدث بل المطلوب التعاون الأمني بين الجيش اللبناني ومنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بتأمين الحماية للاجئين الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة الفلسطينية ومختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان، وإنهاء وجود المليشيات المسلحة بأشكالها المختلفة والإبقاء على الأمن الوطني الفلسطيني داخل المخيمات وفي إطار التنسيق الأمني مع الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية، لذلك كل ما حدث مرتبط قبل وقوع جريمة الاغتيال على كافة المستويات من صحف ومواقع إخبارية وشخصيات سياسة وحزبية ودينية تظهر على الفضائيات جميعهم في حلقه واحدة لذلك يجب اجتثاث هؤلاء القتلة ومن يقف معهم من المرتزقة وتجار الدين والعملاء وتجار المخدرات وسموم في مخيماتنا في لبنان.
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com