عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
تحمل زيارة وزير الخارجية العُماني للسلطة الفلسطينية في مقرها في رام الله وبالتالي زيارة فلسطين في هذه الظروف دلالة عميقة تعكس سلامة وصلابة الموقف العُماني وحساباته والتزامه العربي والقومي والانساني في عهد السلطان المعزز لتاريخ السلطنة وحضورها..
دأبت عُمان على القيام بدورها في عالمها العربي والاقليم بشكل فاعل وواضح دون ارتجال او خبط عشواء، وقد كانت من قبل زيارة وزير الخارجية العُماني بن علوي الى رام الله وكانت زيارة الرئيس محمود عباس الى السلطنة واستقبال السلطان الراحل قابوس بن سعيد له في مسقط ، كما قامت قيادات فلسطينية عديدة بزيارة السلطنة وتدشين خطوط من العلاقات القوية، كما في زيارات الفريق جبريل الرجوب العديدة الى السلطنة..
والعُمانيون عرب اقحاح من الازد ولديهم صلة ببيت المقدس وفلسطين عبر التاريخ، حيث كانت الحضارات القديمة متوقفة عند شعوب وجغرافيا محددة، فقد كان الازد في جيوش الفتح الاسلامي للقدس كما كانوا مع عمر بن الخطاب حين استلم مفاتيح القدس..
اليوم حيث يعز الغوث ويتراجع دعم فلسطين وتترك معلقة على صليب العذاب الصهيوني، حيث تمارس الفاشية الاسرائيلية ابشع جرائمها .. تمتد اليد العُمانية الحانية في محاولة مسح الالم المعنوي بالقدر المتاح دون ابطاء او ذرائع..
يصل وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي مساندا ومعربا ومؤكدا على عروبة الموقف العُماني وسلامة رؤيته القائمة من رؤية السلطان هيثم بن طارق الذي دعا الرئيس عباس لزيارة السلطنة مجددا ..
لدى عُمان فائض في دور الوساطات الايجابية على المستوى الدبلوماسي اقليميا وعربيا ، فقد كان لها فضل تقارب العديد من الدول في علاقات كانت مقطوعه، فقد ساهمت السلطنة في تطبيع العلاقات الايرانية السعودية والخليجية العُمانية، وتبادل اسرى اجانب امريكان وفرنسيين مع ايرانيين وغيرهم، وكانت دائما تنجح وخاصة في الوساطة الامريكية الايرانية حول نشاط ايران النووي، وهو الجهد الكبير الذي هدمه ترامب ..وتعود الولايات المتحدة الان عن بحث في صيغة مشابهة..
كانت السلطنة اول من دشن خطوط العودة العربية الى سوريا واعادة تأهيلها للجامعة العربية.. وقد زار مسؤولون عُمانيون دمشق اكثر من مرة .
وكذلك تطبيع العلاقات العراقية مع العرب وتعزيز العلاقة مع مصر وداخل مجلس التعاون ومع تركيا ،، وظلت عُمان تقبل القسمة على الجميع كما ظلت تسعى ان تكون حصيلة خلافاتها صفرا .. فهي تتطلع دائما في نهجها السابق لتصغير الخلافات .
هذا عهد سلطاني جديد متطور ومتقدم وتملك كل الادوات الكفيلة بوضع عُمان في المكانة اللائقة التي يريدها السلطان هيثم بن طارق.. وزيارة وزير الخارجية السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي هي مقدمة جديدة في سياق تميز الدبلوماسية العُمانية..