عروبة الاخباري – كتب سلطان الحطاب
لقاء العشاء المميز الذي اقامه فندق الفورسيزن في عمان بمناسبة مرور 20 سنة على تأسيس الفندق، كان مناسبة جيدة للقاء شخصيات هامة مدعوة ومهتمة من اقتصاديين ومستثمرين ورجال الاعمال واكاديميين واداريين واصدقاء لمؤسسي الفندق وخاصة السيد محمود ملحس والسيد هاني القاضي..
بالصدفة رأيت سفير الكويت الاسبق في الاردن يجلس قريبا من المنصة الامامية ويلبس ملابس عربية حيث الشماغ الاحمر والعقال والبشت (العباءة والدشداشة البيضاء)، فتوقفت وسلمت فأنا لم التقيه منذ غادر المملكة بعد انتهاء مهمته كسفير، وقد كنت تعرفت على هذه الشخصة المميزة في منزل صديقنا المشترك معالي جمال الصرايرة الذي اولم للسفير الصباح منذ الايام الاولى لوصوله المملكة، وتقلد منصبه كسفير للكويت فيها.
والصرايرة خريج الكويت ويحمل تقديرا مميزا لها ولأهلها ويواظب دائما على دعوة السفراء الى منزله وتكريمهم وما زال يفعل حتى اليوم.
السفير فيصل الصباح كان سفيرا مميزا في الاردن وتمتع بشبكة علاقات اردنية ممتازة، عزز بها علاقات البلدين الاردن والكويت وخدم تلك العلاقات بصورة فاعلة..
يعرفه الاردنيون جيدا فقد كان شريكا مميزا في مناسباتهم التي كان يحضرها في الافراح والاتراح، وظلوا يدعونه الى هذه المناسبات ويستانسون بحضوره ورأيه ..
لقد احب السفير فيصل الصباح الاردن وظل يثني على مواقف حكوماته وشعبه باستمرار وفي كل المحافل في الداخل والخارج، كما كان صوتا ايجابيا للاردن والكويت وحيث حلّ او عمل، وحين التقيته وتعانقنا قال: انا احب بلدكم كثيرا انه بلدي “انا الشماغ وانتم العقال” ولهذا معنى ودلالة تقليدية..
الشيخ فيصل رجل سياسة، وعمل سفيرا وهو رجل رياضة وعمل في هذا الحقل بجدية ،وهو رجل ادارة ايضا له جرأة على النقد ولا يصمت عن خطأ، بقي على علاقات طيبة مع الاردنيين على مختلف مستوياتهم ،ولذا يكون هنا في الكثير من مناسباتهم التي تقوم بين الحين والاخر، ويكون السفير فيصل اهلا للدعوة عليها دائما..
حين كنا نجالسه وهو سفير في السفارة الكويتية في عمان كان يضعنا بدقة في صورة العلاقات التي كانت تتطور، وكان يحرص على تعظيم فرص الاستثمار الكويتي في المملكة حتى غدا الكويت البلد الاول في حجم الاستثمار في المملكة، وفي زمنه دعا الكثير من الصحفيين لزيارة الكويت فقد بقي حريصا على ان يضعهم دائما في الصورة ليكونوا قادرين على نقل الرسائل ورسم الصورة المطلوبة والتي تعكس علاقة البلدين الشقيقين..
كنت اتوقع ان يطول المقام بالشيخ فيصل في سفارته لمدة اطول ولكنه انتقل لعمل اخر في الكويت وما زال يواصل حياته العملية المنوعة الخيره، وما زلت اذكر له مواقفه المميزة في حبه للاردن ودفاعه عن مصالحه، وقد كان بيته الفخم في عمان جوار بيت الباشا عبد الهادي المجالي عامرا دائما بالضيوف والمدعوين، ومفتوحا على الخير.
سررت كما سرّ الذين التقوا الشيخ والذي لم يتمكن من الجلوس طويلا على كرسيه لكثرة قيامه وجلوسه للسلام على الاصدقاء والمعارف الكثر الذين تدفقوا على المناسبة والتسليم عليه، وقد كان يجالسه على نفس الطاولة احد شيوخ عشائر الجربا المعروفين مما زاد الجلسة بهاء.
عمان رحبت بالشيخ فيصل وستظل وستذكر له اعماله ومساهماته التي لم تتوقف، ولن تتوقف حتى اليوم .. نشكر للفورسيزن على الدعوة وحلاوة اللقاء..