عروبة الاخباري- كتب سلطان الحطاب
في إحدى جلساته الحافلة بالحضور قال رئيس مجلس الامة فيصل الفايز : نعم ان الرجل يستحق التكريم وقد كان الحديث في سياق القدرات الاردنية التي قادها الملك عبد الله الثاني في مواجهة جائحة الكورونا.. فهل يتحقق ذلك وينادي عليه كما الاخرين من الذين كرموا في المناسبات الوطنية..
كان الحديث عن المستشفيات المتنقلة التي أبدت شركة البداد بقيادة الدكتور فطين وشقيقه زايد في انجازها عبر العالم، إذ شملت عواصم عالمية اوروبية كباريس واسبانيا وخمس دول اخرى، وقد وصلت ابداعات المستشفيات المتنقلة مواقع في بلدان عربية وغير عربية وحتى دول في امريكا اللاتينية، كما انها غطت مواسم الحج بالخيم التي فازت في عطاء اقامتها للحجاج في منطقه “منى” وعلى امتداد الارض المقدسة في المملكة العربية السعودية، وما زالت البداد تنشر بشكل لافت نتائج نجاحاتها..
المستشفيات الخمس التي اقيمت في الاردن كانت حاجزا مانعا في مواجهة الكورونا ، وكانت فعلا استباقيا ناجحا في الرد على الذين قالوا ان لا حاجة لذلك وان العمل كان مبالغا به!!
حين كان جلالة الملك يبحث مع الشيخ محمد بن زايد الاوضاع الصحية في المنطقة، وقد كان الوباء في ذروته لفت الانتباه الى الاردني المقيم في الامارات ودوره الكبير في ذلك، وقد تتوج اللقاء ان جاء الدكتور فطين البداد بشركته الى الاردن ليقوم خلال ساعات من تلبية الدعوة جسر بري طويل يربط ابو ظبي بعمّان تسير عليه اكثر من ثمانين شاحنة تنقل مكونات المستشفيات وبسرعة مذهلة ، وقد تشرفت بحضور اقامة المستشفى الاول الذي افتتحه جلالة الملك لتطلق البقية في محافظات اردنية اخرى وتسد الحاجة كذلك..
جرى الانجاز بسرعة وكان التعاقد مع القوات المسلحة الاردنية وهو العقد والتعامل الذي اثنى عليه الدكتور البداد في الوفاء بالالتزامات وحسن التنفيذ والمساعدة في الانجاز والاستلام ، ثم كان التعاقد الاخر مع وزارة الصحة والذي أبدى الدكتور البداد نقداً عليه في اطار المصلحة الوطنية.. فقد انصفته القوات المسلحة ولم تنصفه وزارة الصحة..
يقول فطين البداد الذي التقيته مقيّما العمل وبحضور مجموعة من اصدقائه الذين يحرص ان يلتقيهم باستمرار انه احس برغبة في العمل لانجاز مشروع المستشفيات المتنقلة وهي الرغبة القائمة من مواطنته والاحساس بحياة مواطنيه وتلبية نداء القائد الملك والوقوف الى جانبه والتضحية، وعدم النظر الى المشروع من وجهة نظر مادية فقط وقد كان ذلك وانجزت مشاريع المستشفيات على اكمل وجه ووضعت في الخدمة، كما جرى طرح امكانية صيانة وادارة مستشفيات اخرى كانت في الخدمة او تعطلت من الخدمة لتكون في المستوى اللائق..
كان رئيس هيئة الاركان وكبار الضباط المعنيين بالعمل في هذا الاطار قد اثنوا ايضا على دور شركة البداد وحسن انفادها ومرونتها واستعدادها لقبول اي ملاحظات وسرعة استجابتها وهو ما جعل التنفيذ سريعا ومتكاملا وسلسا..
جرى مكافأة البداد على مستوى قيادة الامارات العربية بجعله مواطنا ومنحه الجنسية الاماراتية وعائلته وامتيازات اخرى، وهو يتطلع من بلده هنا للتكريم، كما دعا رئيس مجلس الامة واخرون ممن رأوا في العمل انجازا وطنيا يستحق ذلك ..
ما علمته ان البداد انجز مشروعه في المراحل المقررة قبل انطلاق موسم الحج الاخير، وانه جاء لاستراحة المحارب لايام قليلة من العيد يقضيها مع والدته هنا في عمان حيث الدعاء بالتوفيق والرضى وبر الوالدين.. واللقاء بالاصدقاء والاعتزاز بالانجاز لصالح الوطن..
للبداد استثمارات اخرى عديدة في عمان لكنها لم تنجح لاسباب هو الذي يعلمها، ومنها قنوات البث التي اطلقها بما فيها اذاعة المدينة وموقع الكتروني ومشروع التلفزيوني الذي لم ينفذ، وقد عمل على ايقاف ذلك لما يترتب على ذلك من خسارات متتالية وعدم جدوى نتائج المنافسة وعوامل تتعلق باعاقات العمل واشتراطاته الصعبة والكلف الطارئة المتزايدة، في حين بقي مشروع صيانة الطائرات المقام في العقبة جوار مطار العقبة قائما برسم العمل، حيث التعامل مع زبائن دوليين في مقدمتهم الاتحاد الروسي، والمشروع ناجح ويحتاج الى المزيد من العمل والتطوير لمواكبة احدث الاشكال الدولية المتاحة..
واذا كنت ادعو لتكريم الدكتور البداد وشركته فإن ذلك لا ينطلق من موقف شخصي ازاء صديق وفيّ وانما اقراراً بما انجزه لبلده ومواطنيه، “فالله لا يضيع اجر من احسن عملا”.
ويبقى ان اذكر ان “فيصل الفايز” في ذكره لذلك فلأنه رجل موضوعي يحب من يحب وطنه ويثني على من ينجز، ولا يتردد في نقد المشككين والذين في نفوسهم مرض!!.
لقد اثبت الاردن استعداده المميز لمواجهة الوباء واثبت قدرته على مساعدة الاخرين في العديد من الدول في هذا المجال، فقد زود الكثير من دول العالم بعلاجات مشتقة من شجرة الكينا وبأدوية مميزة ساعدت كثير وظل اسمه بين الاسماء المحترمة..