عروبة الاخباري – كتب سلطان الحطاب
شهدت السنوات الاخيرة تنافسا شديدا بين البنوك الاردنية لجهة استقطاب العملاء وتقديم الخدمات الافضل..
وفي معركة التنافس واعلاناتها، فانه ليس كل ما يقال صحيحا ومعلوما فبعض البنوك تعلن عن خدمات وتطبيقات لمساعدة العملاء لا يعرفها ولا يعلم بها حتى موظفيها الذين يعملون فيها والهدف هو اللحاق والقول ان البنك يقدم هذه الخدمة اسوة البنوك الاخرى، وانه يشارك في التطوير في حين ان هناك ثغرات في الاداء والخدمة هي من الاولويات البسيطة التي تخطتها البنوك منذ سنوات..
في هذا السياق فإنني استطيع التوقف بحكم التجربة والاطلاع عن بنكين رائدين واساسيين في تقديم الخدمة الناجزة وبكفاءة عالية وهو البنك العربي وهو رائد واول ولا اجد ضرورة للحديث عنه، فالزبائن جربوه وجربوا تطبيقاته العديدة والجديدة وعرفوا مدى تطابق القول مع العمل والاعلان مع الواقع..
اما البنك الاخر وهو المقصود فهو بنك الاتحاد الذي انطلق منذ اربع سنوات في ورشة تجديد لم تتوقف اتفق عليها الكثير وما زال ليأخذ موقعه الجديد هذا ويصبح نموذجا يقر به زبائنه..
بنك الاتحاد الذي تكاثرت فروعه عبر المملكة. يقول عن نفسه “انه بنك تجاري تأسس عام 1978 كشركة مساهمة عامة برأس مال مدفوع قدره 110 مليون دينار وقاعدة رأس المال 250 مليون دينار، كما تصل نسبة كفاية رأس المال الحالية الى 15.86% وقد لفت انتباهي قول البنك عن نفسه انه مؤسسة تفتخر بكونها اردنية وقيمنا العائلية مصدر قوتنا والهامنا فكل عميل من عملائنا هو جزء من عائلتنا ونعمل معا جاهدين لمساعدته..
هذه التعبيرات ادرجت في المعاينة والتطبيق وجاءت لقياس الواقع والتطابق معه”..
وها هي الادارة الجديدة التي في موقعها التنفيذي سيدة كانت الاولى كمديرة لبنك وقد سبق تعيينها تعيين الرئيس التنفيذي للبنك العربي السيدة رندة الصادق، فقد امضت السيدة نادية السعيد عدة سنوات في موقعها وصفها رئيس مجلس الادارة السابق بانها جديرة ومثابرة وان اختيار المجلس لها كان موفقا، وانها عكست قيم البنك وانفتاحه وتطلعه الواسع الاشتراك المرأة في المواقع القيادية..
عصام سلفيتي هكذا يحب ان ينادي وليس السلفيتي بال التعريف يعمل كثيرا ويتحدث قليلا، حتى انه قيل انه لا يتحدث الا عند الضرورة وعندما ينفذ كلام الاخرين دون ان تكون المسألة قد وضحت..
قاد العمل لسنوات طويلة حين كانت تزرع بذور انشاء بنك الاتحاد، وقد رافق مسيرة النشوء بحلوها ومرها وخلص الى العديد من العبر والتجارب التي تمثلها حتى الان.. واستطاع في السنوات الخمس الاخيرة ان يقفز بالبنك مراحل عديدة وان يفتح له طرقا وافاق ليست سهلة على المستويات الاقليمية والعالمية وان يقوم بموضعه نشاطه بشكل فاعل وامن..
عصام سلفيتي جريء ولكنه يتردد في المغامرة حين يتعلق الامر بالبنك لأن ذلك مال عام وقد تمثل تجاربه وتجارب الاخرين مما ساعد البنك على ان ينجو من كثير من المطبات و الصفقات التي اغرت غيره ليدفع ثمنها..
سلفيتي رجل ايجابي يحمل في صدره احساس فنان وهو يخفي رومانسية بشكل متقن الا عن زوجته المرأة ذات الاصل الطيب، ولذلك عنده شأن اخر في التعامل..
واجه سلفيتي متاعب عديدة ولكنه لا يشكو وظل يخرج منها ناجحا، وقد فتح للبنك وللشركات المقطورة معه افاق جديدة لم تخطر على البال، ونجح في ان يجد الى جواره ومعه ادوات مميزة للتنفيذ وفهم طبيعة المرحلة، فكانت قيادة البنك من الخبراء وممن يثق باستشارتهم..
زبائن البنك على مستوى الافراد والشركات ظلوا يثنون به ويقدمون به المثال، ولم يتخل البنك عن بعضهم ممن تعثروا وقد سمعت في ذلك قصصا الى ان تمكنوا من الوقوف على اقدامهم واعادة بناء مؤسساتهم والايفاء بالتزاماتهم .. وهذا السلوك لا تمارسه بعض البنوك التي تنقض على زبائنها منذ اللحظة الاولى لمظاهر التعثر دون استبانه او تشخيص كاف مما يورط الزبون ويقضي عليه!!
ما دفعني للكتابه عن البنك، وأنا مواطن لا يملك الا راتبه التقاعدي المتواضع هو سمعته في المجال الاجتماعي وتأثيره في ذلك، وكان ذلك سببا في حصول البنك على افضل بنك مؤثر اجتماعيا واقتصاديا ، حيث جرى الاعلان “يسرنا ان نعلن ان البنك قد حصل على جائزة افضل بنك مؤثر اجتماعيا واقتصاديا وكان ذلك من جانب مجلة بزنس فيجن الشهيرة” ..
عصام سلفيتي الذي يعتبر احسن اجازه عنده حين يسافر مع العائلة لحضور حفل موسيقي كلاسيكي في اي موقع من العالم وقد ربى لديهم الذائقة الفنية المتقدمة..
سلفيتي رجل ايجابي وهو متفائل بطبعه ويكرس هذا التفاؤل في عمله، ودليلي قوله “انا شخصيا سأمضي قدما حاملا معي مشاعر مختلطة من العامين الماضيين حيث ينتابني شعور عميق بالامتنان الممزوج في الدهشة والانبهار من المرونة الكبيرة التي اظهرتها البشرية وقدرتها الهائلة على التكيف مع الظروف الصعبة رغم المشقات والصعوبات التي شغلت عقول الكثيرين.. تعلمنا درسا مهما خلال الاعوام الاخيرة وهو ان المصاعب والشدائد تصاحبها دوما فرص للنمو والازدهار وذلك ما نجحنا في تحقيقه معا”..
هذا الموقع مارسه بنك الاتحاد ومارسه رئيس مجلس الادارة والادارة وهم يستحقون عليه التصفيق، فقد كانوا ملهمين حتى للاخرين الذين تخلفوا ودخلوا الى دوامة الذرائع وصناعة المشاجب لتبرير اعمالهم..
قال سلفيتي انه يسعى ليصبح البنك الرقمي الرائد في الاردن وهو هدف نأخذه على محمل الجد وقد كان للبنك ذلك، وها هو يتمتع بهذه الريادة التي كلفته الكثير من الجهد والمواظبة والاصرار على التطور والريادة مكنت بنك الاتحاد من ان يستحوذ على حصة سوقية من اجمالي ودائع العملاء لدى القطاع المصرفي في المملكة الى ما نسبته 12.35% وارتفعت ودائع قطاع الافراد الى نسبة 9.5% وهكذا شهدت الارقام التي تميز فيها البنك في التنافس في السوق بأنها اخذت شكل الطفرة..
يبقى ان اذكر للبنك صفة ينتسب اليها ويتمسك بها وهو الاهتمام بموظفيه الذين اهتموا دائما بزبائنه، فابتنى البنك وتحت اشراف عصام سلفيتي مباشرة ثقافة المؤسسة ليعطي للبنك هوية ذات ملامح مقروءة بعيدا عن الشعارات، فكان ان تميز موظفوه بأوضاعهم وبيئه العمل التي يعملون فيها..
اما عن انصاف المرأة ومساواتها فالبنك رائد بامتياز ويعد الاعلى في هذا على مستوى الشرق الاوسط وشمال افريقيا!!
بنك الاتحاد.. الاول اجتماعيا !!
10
المقالة السابقة