يوشك الفأس أن يقع في الرأس ، وهو ما حذرنا منه بشأن التقسيم المكاني للمسجد الأقصى .
فقد تقدم عضو الكنيست عاميت هليفي قبل أيام بمقترح لسن تشريع يحسم أمر تقسيم المسجد الأقصى مكانيا .
يقضي المقترح بتخصيص المسجد القبلي للمسلمين ، بينما يتم السيطرة على كامل قبة الصخرة ومساحتها بما يصل إلى 70 % من مساحة الجبل .
والغريب ، أنه وفي الأسبوع الفائت ، ضجت المواقع والصحف والتصريحات المختلفة بنبأ مقترح هليفي ، وسمعنا إدانات كالعادة ، ولكن سرعان ما هدأت الزوبعة .
ولعل أمة العرب والمسلمين تعرف بأن الحفريات وصلت لمستوى خطير ، أو ما يطلق عليه الحفرية رقم ” 58 ” وهي المنطقة الواقعة جوار حائط البراق في المساحة التي عقد فيها نتيناهو في وقت سابق جلسة لحكومته كتدليل على جديته في تقسيم الأقصى ، حيث خصص في جلسة الحكومة تلك ملايين الدولارات لمواصلة عمليات الحفر .. ويكشف أحد الخبراء الفلسطينيين بأن هذه الحفريات تتركز الآن جنوبا وشرقا أسفل مصلى النساء والمتحف الأسلامي وما يعرف بمصطبة أبو بكر الصديق ، وهي منطقة واسعة تتسع لحوالي أربعة آلاف شخص يراد لهم أن يقيموا الصلاة اليهودية فيها ضمن مساحة ” الهيكل ” المراد بناؤه .
ولطالما حذرنا في أكثر من مقال ، من أن حصر تعريف المسجد الأقصى بما يعرف الآن بـ ” المسجد القبلي ” لا يعتبر خطأ فادحا فحسب ، بل هو مشاركة في المؤامرة ، ذلك أن المسجد الأقصى هو كل الجبل بكل ما فيه وما يشتمل عليه من قبة الصخرة والمسجد القبلي وكل المصليات والمساحات والممرات وكل سنتمتر داخل السور ، وإنه لمن العيب والعار والشنار أن ننتهي اليوم بأحد أعضاء الليكود يقدم مقترحا لسن تشريع يعتبر المسجد الأقصى هو فقط المسجد القبلي وجعل قبة الصخرة وكل ما تبقى من مساحة على الجبل مكانا خالصا لليهود دون أن نسمع سوى صرخات جوفاء ، وما فعله المذكور ما كان له أن يكون ، لولا أنه تم تسويق أن المسجد الأقصى هو المسجد القبلي ، بعد أن عزف الاحتلال ومعه آخرون من ابناء جلدتنا على هذه التسمية عشرات السنين ، وهي خطة يبدو أنها أينعت الآن وحان قطافها ، وإن نتنياهو لصاحبها ..
بعد هذه التطورات الخطيرة نقول : إن كل من يطلق تسمية ” المسجد ألأقصى ” على المسجد القبلي فقط ، إنما هو هليفي آخر ، ولو كره المشركون .
د.فطين البداد