الدارس للموقف الأمريكي المنحاز للكيان الإستعماري الإسرائيلي المصطنع في أرض فلسطين يخلص إلى أن هذا الدعم والإنحياز ما هو إلا إستمرار للسياسة الإستراتيجية الأمريكية التي عبر عنها الرؤساء الأمريكيين قبيل وبعد الإعلان عن صناعة هذا الكيان الذي أثبتت الأحداث بما لا يدع مجالا للشك وظيفة هذا الكيان الإسرائيلي العدواني التوسعي ليعمل كقاعدة إنطلاق وأداة نحو تنفيذ وتحقيق وحماية المصالح الأمريكية والاوربية في قلب الوطن العربي الكبير بأقطاره المختلفة متمثلة بالسيطرة والهيمنة على مقدراته وثرواته وقراراته السيادية المستقلة وهذا ما تدلل عليه وتؤكده السياسة الأمريكية خاصة والاوربية عامة بضمان التفوق العسكري الإسرائيلي على مجموع القدرات والإمكانيات العسكرية العربية ومن قبلها للعصابات الإرهابية الصهيونية اليهودية إبان عهد المستعمر البريطاني لفلسطين منذ عام 1917 .
لضمان تفوق إسرائيل معان ودلالات منها :
اولا : منع تمكين الدول العربية من عوامل وعناصر القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية والتكنولوجية .
ثانيا : الحرص على زرع وتعميق عناصر ضعف الجبهات الداخلية في الوطن العربي من خلال تغييب المواطنة وتغييب الديمقراطية بمفهومها العالمي .
ثالثا : حفاظا على مصالحها ولضمان تبعية دول تتمتع بمكانة وموقع جيوسياسي للسياسة الأمريكية والغربية تحت طائلة التهديد وفرض العقوبات والتدمير وما شهدته أقطار عربية في النصف الثاني من القرن الماضي وبالعقد الأخير من القرن الحالي الدليل والشاهد الحي .
رابعا : توظيف الكيان الإستعماري الإسرائيلي كقاعدة متقدمة في مواجهة الإتحاد السوفياتي وحلفاءه إبان الحرب الباردة سابقا وفي مواجهة محور روسيا والصين حاليا .
خامسا : توظيفه وإستخدامه بحروب بالوكالة والإنابة حالما تقتضي الضرورة وهذا تفسير لهدف السياسة الأمريكية والأوروبية بإدماج الكيان الإستعماري الإسرائيلي بسمته العدوانية والإرهابية في الجسد العربي من خلال ممارسة سياسة الترغيب والترهيب للضغط على دول عربية نافذة لتوقيع إتفاقيات طبيعية مع ” إسرائيل ” دون إنهاء إحتلالها لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا .
سادسا : دعم وتمكين الكيان الصهيوني الإسرائيلي العنصري من خلال بناء مفاعل نووي وتزويده باليورانيوم المخصب لتصبح دولة نووية خلافا للإتفاقية الدولية بحظر إنتشار السلاح النووي .
ما تقدم يبين ويوضح أهمية إبقاء الكيان الإستعماري الإسرائيلي الإحلالي المصطنع للمحور الأمريكي فوق القانون والشرعة الدولية ومتمتعا بكافة عناصر القوة العسكرية والسياسية والإقتصادية والتكنولوجية والصناعية والعلمية لتمكينه من أداء وظيفته ومهامه بدعم وحماية أمريكية خدمة لقوى الإستعمار الدولي بأشكاله وعناوينه وأهدافه المختلفة .
هل يسمح بهزيمة إسرائيل ؟ :
سؤال إستنكاري يطرح نفسه في ظل الواقع العربي الرسمي والإسلامي الذي يعيش حال من الضعف والتشرذم والخلافات البينية والتخلف العلمي والتكنولوجي وهجرة العقول والكفاءات .
للجواب على هذا السؤال بحاجة إلى إستعراض عاملين :
الأول : أمريكيا وغربيا
الثاني : ذاتيا عربيا
أمريكيا وغربيا :
بالتأكيد وبما تتمتع به الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الغربية من قوة ونفوذ عسكرية وسياسية وإقتصادية ولطبيعة الدور الوظيفي للكيان الإستعماري الإسرائيلي العنصري الإرهابي لن تسمح بإلحاق هزيمة بالكيان الإسرائيلي المصطنع وما المواقف الداعمة ” لإسرائيل ” إلا دليل على ذلك :
* في حروبه العدوانية ضد الدول العربية في أعوام 1967و 1973و 1982و 2006
* وتبرير إرتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية المستمرة دون توقف طوال العقود السابقة في سياق حرب تطهير عرقي وحرب إبادة بحق الشعب الفلسطيني
* تمكينه الإفلات من المساءلة والعقاب بل والضغط على المحكمة الجنائية الدولية لوقف إجراءاتها بالتحقيق بالجرائم الإسرائيلية المصنفة عالميا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
* إستخدام الفيتو لمنع صدور بيان إدانة لسلطات الإحتلال الإسرائيلي العنصري الإرهابي وإستنكار لجرائمه المستمرة بحق فلسطين أرضا وشعبا
* إعتبار جرائمه وحروبه العدوانية دفاع عن النفس خلافا لميثاق وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وإعتبار المقاومة الفلسطينية من أجل الحرية والإستقلال إرهاب خلافا لميثاق وقرارات الأمم المتحدة التي تكفل للشعوب حق مقاومة الإحتلال الأجنبي بكافة الوسائل وبالتأكيد ينطبق ذلك على الشعب الفلسطيني .
* الإزدواجية في التعامل مع القوانين والقرارات والإتفاقيات والعهود الدولية وما الموقف من الحرب في أوكرانيا ودعمها عسكريا وإقتصاديا وحشد جبهة عريضة وعلى النقيض من ذلك تدعم إسرائيل المارقة بتابيد إحتلالها الإستعماري الإحلالي لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا وفق قراري الجمعية العمومية رقم 181 و 67/19/2012 وحرمان الشعب الفلسطيني من الحرية والإستقلال وممارسة حقه بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948.
ذاتيا عربيا :
بالتأكيد هناك مصلحة وطنية للشعب العربي وطليعته الشعب الفلسطيني بإلحاق هزيمة بالكيان العدواني الإسرائيلي المحتل والمستعمر لاراضيه عبر نضاله الوطني بكافة الوسائل المكفولة دوليا حتى نيل الحرية والإستقلال والتحرر من الإستعمار الإحلالي الإسرائيلي الإرهابي .
والدول العربية تمتلك عناصر قوة تتطلب إرادة جمعية وهذا ما ساتناوله في مقال قادم إن شاء الله
لضمان تفوق” إسرائيل “…. على مجموع الدول العربية… معان ودلالات ؟ د فوزي علي السمهوري
14
المقالة السابقة