عروبة الإخباري- بقلم البروفيسور طبيب ابراهيم صبيح.
جاءت الى الدنيا و لبست ثوب العيش كما غيرها من البشر واحتارت و تاهت بين شتى الفكر ولم تدرك في طفولتها وصباها لماذا جاءت الى هذه الدنيا و الى أين المفر. عرفت توالي الليل و النهار و تابعت سير الأنجم في المدار وهمست لها الدنيا أن السهر لا يقصر في الأعمار فلماذا لا تملأ كأسَ المنى قبل أن تملأ كأسَ العمرِ كفُ القدر. في شبابها عشق قلبها كل جميل و عرفت حب الله فأحبته حبين: حب الهوى و حب لأنه أهل لذاك وايقنت أن الله هو الرضا و النور وهو عالم الأسرار وكاشف الضر و قابل الاعذار و خاطبته قائلة: (لغيرك ما مددت يدي) و (على عيني بكت عيني). أحبت ابا الزهراء (صلعم) وأحست أنها قد تجاوزت قدرها بمدحه قائلة: (سلوا قلبي غداة سلا وتابا …. لعل على الجمال له عتابا… وكنت اذا سألت القلب يوماً…تولى الدمع عن قلبي الجوابا).