عروبة الاخباري – كتب سلطان حطاب
كنت استعرض حوادث الطائرات المدنية وتتبعت التي حدثت في الاردن، وفوجئت بمعلومات عن حادث الطائرة الروسية التي اقلعت من مطار عمان (ماركا) فما لبث ان سقطت فوق البيوت الى جوار المطار في ماركا ، وقد هدم بعضها وكانت حادثة استشهاد عائلة لم يبق منها إلا فتاة اسمها (عبير المحيسن) التي تبناها جلالة الملك الراحل لتعيش في القصر بين الامراء.. وقد ظل هذا الحادث حيّا في نفوس الاردنيين..
الشيء الجديد الذي عرفته عن الحادث وكان مفاجئا لي وقد يكون مفاجئا للكثيرين هو ان الطائرة التي سقطت كان فيها رجل الاعمال المشهور صبيح المصري “ابو خالد” والذي روى ما الذي حدث معه ..
(ففي يوم 1/7/1973 فقد قائد الطائرة الروسية السيطرة عليها في مطار ماركا.
يقول صبيح المصري: كنت في مقعدي في الطائرة وبعد ان اقلعت بقليل وقد ربطنا الاحزمة.. وفجأة توقف محرك الطائرة كما علمنا واصطدمت الطائرة بالارض وبمنزل يقع الى الجوار في بطن الوادي القريب من المطار، ووقع انفجار هائل، كنت اقرأ الفاتحة ونظرت حولي فوجدت فتحة واسعة في نهاية الطائرة حيث الضوء، فنهضت من مكاني واعتقدت ان الطائرة مرتفعة عن الارض، ووصلت الى الفتحة في طرف الطائرة وحاولت ان اقفز من هذه الفتحة ومغادرة الطائرة، فوجدت ان الطائرة على الارض، وقفزت وبدأت اركض على ارض المطار، ويبنما كنت اركض ومعي حقيبتي لم أر أحد سوى حارس اوقفني وقال: الى اين تذهب هل تنظر الى وجهك وملابسك؟ واذا بي اجد الدماء تتدفق وتغطي وجهي وملابسي، وحينها توقفت ونقلت بالاسعاف الى المستشفى، فقد اصبت بالحادث الذي حطم الطائرة الى عدة اجزاء، وكان ان اصبت بكسور في الصدر والضلوع مع الام شديدة، وقد نجوت من الحادث باعجوبة.. وقد نجاني الله سبحانه وتعالى).
وقد ذكرني الحادث بحادث سقوط الطائرة التي كانت تقل سليمان عرار على الارض السعودية قرب الحدود الاردنية ، وقد كتب عن ذلك تحت اسم “العودة الى الارض) في يوم 25/12/1986 وقد نجا سليمان وكان له العمر، وكتب كتابه وعمر بعد ذلك وتوفي في 7/12/1998.
مكتوبلك العمر كله يا ابا خالد!!
21
المقالة السابقة