دول الجوار والإدارة الأمريكية ودول حلف الناتو كانوا في إنتظار عملية الإنتخابات ولكن للمرة الأولى ،لم تحسم من الجولة الأولى، حيث أصبح هناك إنقسام داخلي بين المواطنين الذين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع خلال الجولة الأولى لاختيار المرشحين للبرلمان التركي، وفي نفس الوقت انتخاب رئيس للجمهورية التركية، إنتهت المرحلة الأولى في إختيار أعضاء مجلس النواب، ولم تحسم انتخاب رئيس دولة، وخطورة هذه الإنتخابات الرئاسية انه لم تكن الفوارق كبيرة بين أردوغان مع السيد كيليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري والذي خاطب انصاره والإعتراف بالهزيمة، ورغم نجاح الرئيس رجب طيب أردوغان بصعوبه في هذه الإنتخابات فإن المرحلة الراهنة والتي تتراكم فيها العديد من القضايا والملفات المهمة توجه الرئيس والتي تحتاج إلى حل وإعادة تقييم المرحلة السابقة وإنطلاقة جديد تبدأ بحل قضية عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم وهذا يتتطلب إنهاء جيوب الارهابيين داخل الأراضي السورية وعودة السيطرة الأمنية للدولة السورية في الشمال السوري، ودعم إعادة إعمار سوريا، وهذا يتتطلب إعادة العلاقات الثنائية بين الجانبين تركيا وسوريا إلى ما كانت عليه قبل نشوب هذه الأحداث، وبذلك يتم إعادة اللاجئين السوريين بشكل تدريجي وفي عودة العلاقات ضرورة أمنية للجانبين تركيا وسوريا والمنطقة وخاصة بأن لدى سوريا بنك من المعلومات الأمنية تتعلق في ملف الإرهاب تدفع تركيا ودول العالم للتعاون بمكافحة الإرهاب والمخدرات ومواجهة التحديات في المرحلة القادمة، أمام الرئاسة الثالثة للرئيس أوردغان تحديات كبيرة، ولكن المهم إنهاء أحد أهم العناوين التي تبناها أوغلو زعيم حزب الشعب و حلفائهم من الأحزاب عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
كم يتتطلب أيضا التعاون والتنسيق مع جمهورية العراق بما يتعلق بمختلف القضايا بما في ذلك الجانب الأمني، إضافة إلى موضوع أساسي إلى قضايا الأكراد داخل تركيا والتفاهم الأمني مع إقليم كردستان، وفي اعتقادي الوصول إلى إتفاق بين تركيا ودول الجوار، وبذلك يتم تجاوز نسبة 50% من الأزمة الداخلية، وهذا سوف ينعكس على الخروج من الأزمة الاقتصادية بنسبة كبيرة بشكل تدريجي، حيث لا يمكن الانتهاء من الأزمة الاقتصادية وانخفاض قيمة الليرة التركية بلمسه سحرية، كما تحتاج إلى فترة زمنية وخاصة مع الصراع الدائر بين روسيا الاتحاديه وأوكرانيا، و قرار وقف إطلاق النار بين الجانبين مرهون في الولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف الناتو، حيث تعتبر أوكرانيا واستمراريتها في الحرب ضمن دورها الوظيفي لخدمة المصالح الأمريكية بالدرجة الأولى وحلف الناتو، لذلك فإن تركيا في المرحلة القادمة سوف تواجهة العديد من التحديات الخارجية من قبل الولايات المتحدة وحلف الناتو و”إسرائيل”، وخاصة بأن تركيا في الحرب الكونية بين روسيا وأوكرانيا لم تكن جزء من التحالف المعادي لروسيا، بل تقف على الحياد الايجابي، حيث كانوا لهم دور الوسيط بين الجانبين، كذلك فإن تركيا ترتبط بعلاقات إيجابية مع طهران وهذا يشكل تحدي لكل من الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل”، وخاصة مع إرتفاع نسبة نشوب عدوان إسرائيلي على المنشئات النووية الإيرانية؛بدعم من الإدارة الأمريكية، لذلك فإن المرحلة الثالثة من رئاسة أوردغان مصحوبة في العديد من المخاطر والتحديات، لذلك فإن المطلوب تصفير المشاكل وإيجاد الحلول لمواجهة القادم.
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com