عروبة الإخباري – قال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن الشعب الفلسطيني ما زال يعاني من الآثار الكارثية للنكبة، ومن ضمنهم اللاجئون الذين لا يزالون يتمسكون بحقهم في العودة لبلدهم الذي هجروا منه بغير وجه حق.
جاء ذلك في رسالة وجهها أمير قطر إلى اجتماع اللجنة الأممية المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، بمناسبة الذكرى الـ 75 للنكبة الفلسطينية، الذي عقد، الاثنين، في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك.
وأضاف في هذا السياق: “لقد مرت 75 سنة على النكبة و56 سنة على الاحتلال الإسرائيلي الذي تم عام 1967 للضفة الغربية وقطاع غزة.
وعلى الرغم من القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة منذ ذلك الحين وإجماع المجتمع الدولي على عدم شرعية الاحتلال، فما زال هذا الاحتلال مستمراً وتصاحبه ممارسات غير شرعية”.
وأشار إلى أن هذه الممارسات تشمل “الاستيطان في الأراضي المحتلة، ومحاولات ضم الأراضي الفلسطينية، وهدم الممتلكات الفلسطينية، وتشريد وقمع الشعب الفلسطيني، وحرمانه من مختلف الحقوق ومن مصادره الطبيعية”
. كما أوضح أمير قطر أن بلاده دانت “بشدة الإجراءات الأخيرة ضد المسجد الأقصى المبارك، التي تأتي امتداداً لسياسة تهويد القدس، واستفزازاً لمشاعر ملياري مسلم في العالم، وتهدد بانفجار الوضع”.
واعتبر أيضاً أن ممارسات الاحتلال “تهدد بتلاشي الآمال بالتوصل إلى حل الدولتين”، مجدداً استنكار وإدانة بلاده الشديدين “لأية محاولات لتهويد مدينة القدس المحتلة وتغيير هويتها العربية الإسلامية والمسيحية”، داعياً لـ”احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته، واحترام مكانته كمكان عبادة خالص للمسلمين، وعدم القيام بأي محاولة لتقسيمه زمانياً أو مكانياً”.
ودعا أمير قطر في ختام رسالته إلى “إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتحقيق الحل القائم على وجود دولتين المتضمن قيام دولة فلسطين المتمتعة بالاستقلال والسيادة ومقومات البقاء على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ومنح الشعب الفلسطيني جميع حقوقه غير القابلة للتصرف، وذلك وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة السلام العربية”.
ولأول مرة تحيي الأمم المتحدة في أروقتها بمدينة نيويورك، الاثنين، ذكرى نكبة فلسطين عام 1948، وذلك بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وعند الساعة الواحدة تماماً بتوقيت فلسطين، أطلقت صافرات الإنذار لمدة 75 ثانية (بعدد سنوات النكبة) وتوقفت الحركة طوال فترة إطلاق الصافرات.
ويُطلق مصطلح “النكبة” على عملية تهجير الفلسطينيين من أراضيهم عام 1948 على يد “عصابات صهيونية مسلحة”، وهو العام الذي شهد تأسيس الكيان “الإسرائيلي”، ويحيي الفلسطينيون الذكرى بفعاليات مختلفة في 15 مايو من كل عام، فيما تحتفل تل أبيب بهذه الذكرى وتطلق عليها “عيد الاستقلال” المزعوم.
ووفق بيان للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، نشره أمس الأحد، فإن عدد الفلسطينيين تضاعف نحو عشر مرات منذ النكبة عام 1948، ويُقدر اليوم بنحو 14 مليوناً و300 ألف، بينهم نحو 6 ملايين و400 ألف لاجئ.