يبدو بأن لم يعد أمام القيادات الفلسطينية بعد محطات الحوارات الفلسطينية المتعددة في العديد من العواصم العربية والإسلامية، بما في ذلك روسيا الاتحاديه والتي تشكل أحد أبرز اللقاءات بين الفصائل الفلسطينية والسيد بوغدانوف نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس بوتين، إلى المحطة والمبادرة الجزائرية التي أطلقها الرئيس عبد المجيد تبون وقد بذلت الجزائر الجهود وكافة الإمكانيات من خلال مبادرة لم الشمل الفلسطيني، إضافة إلى الجهود المصرية المستمرة في تحقيق التوافق الوطني وإنهاء هذا الانقسام الذي يتمثل في ما يسمى الحسم العسكري من قبل حركة حماس 2007 بعد أقل من عام على مشاركات حماس والفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية في الإنتخابات التشريعية عام 2006، تحت مظلة إتفاق أوسلو ومنذ ذلك الحين ونحن نسير نحو المسار الانقسامي والى الان. لم يصل الأمر لدى الفصائل الضغوطات للخروج من نفق الإنقسام ولا أقصد الانقسام بمعناه السياسي ولكن في الإطار الجغرافي والذي ينتقل من خلال البعض وجهات مشبوهة إلى الانقسام الخارجى في الشتات الفلسطيني من خلال دعوات تعمق في الجاليات الفلسطينية ويبدو بأن المعنيين في الانقسام لديهم دوافع الإستمرار البقاء على هذه الحالة المؤسفة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني العظيم، الذي يقدم قوافل الشهداء في مختلف مناطق الضفة والقدس، إضافة إلى الاقتحامات اليومية لجيش الإحتلال الإسرائيلي الفاشي للمناطق الفلسطينية في جنين ومخيمها ونابلس وطولكرم وفي مخيم عقبة جبر وأريحا والخليل ومختلف المناطق بضفة الفلسطينية، إضافة إلى استمرار المستوطنين والمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى المبارك وباحاتها.
والحرم الإبراهيمي بمدينه الخليل
وتكرر الاعتداءات على الكنائس المسيحية داخل فلسطين.
وقد تحتاج بعض القيادات الفلسطينية إلى المكوث داخل سجون ومعسكرات الإعتقال لدى الإحتلال الإسرائيلي حتى تدرك معاني الوحدةالوطنيةوالتي تتشكل داخل داخل السجون، وفي هذه الحالة قد يصبح لديهم الوقت والفراغ لتفكير السليم وبعمق بعيداً عن المناصب والامتيازات التي تعيشها قيادات الصدفه، حيث شاء القدر بأن تتولى هذه النماذج مواقع قيادية في غياب القيادات السياسية والوطنية والتاريخية الذين شاركوا في مسيرة الثورة الفلسطينية، في بداية النضال الفلسطيني وخاصة قبل وبعد معركة الكرامة الخالدة بأن فصائل المقاومة كانت تتنافس على خواض العمليات العسكرية داخل الأرض المحتلة، وكان المقياس النضالي لم يكن الرؤية السياسية أو بشكل أوضح مشاريع التسوية، حيث كان الجميع يعمل على تحقيق إنهاء الإحتلال وتحرير الأرض والانسان ، وقبل سنوات كانت المبادرة من قبل الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال، حيث شاركوا من فتح والجبهة الشعبية وحماس والجهاد الإسلامي بتقديم مبادرة شاركوا الجميع في مخرجاتها، وقد تبنا مختلف الفصائل الفلسطينية هذه المبادرة بعد حوار في الضفة وقطاع غزة، حيث أصبحت مبادرة الأسرى
تجمع كافة الفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية، سميت وثيقة الوفاق الوطني، وكان من نتائج هذه الوثيقة إتفاق القاهرة 2005، حيث توافق الجميع على:
1)إجراء الإنتخابات التشريعية بمشاركة الجميع باستثناء الجهاد الإسلامي وعدد من الفصائل التي لا ترغب في المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي، ورفض المشاركة في السلطة على وجه التحديد.
2)تشكيل الإطار القيادي الموقت
برئاسة رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة
ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني
والأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، ولقد شكل إتفاق القاهرة مخرجات الحوار والتوافق الوطني ولكن ما حدث هو الانقلاب الدموي من قبل حماس في قطاع غزة واستمرار حالة الانقسام، حيث يحمل كل طرف المسؤولية لطرف الآخر، لذلك نحن نحتاج إلى حكمة الحركة الاسيرة ودورها الوطني الجامع للحالة الوطنية الفلسطينية .
وما دفعني إلى الكتابه في هذا الموضوع العقيم المقابلة مع القائد الوطني الكبير أحمد سعدات حيث تعرفت على سيرته الوطنية قبل أن يصبح امين عام الجبهة الشعبية. خلال وجودي في سجن عتليت من خلال شقيق زوجتة الأخت المناضلة ام غسان قال لي اخية ورفيقي فضل الريماوي أبو عثمان قال هذا زوج اختي أمضى سنوات عمره في سجون الإحتلال الإسرائيلي. واليوم
فقد قرأت بتمعن مقابلة القائد الفلسطيني أحمد سعدات ابو غسان الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ولقد أحسست بأننا نحتاج إلى تبصر وعمق التفكير بما نحن فيها، حيث أصبح البعض في المواقع القيادية الهم الوحيد لديهم مصالحهم الذاتية، وأن كانت على حساب المصالح الوطنية بل أصبحت القضايا الوطنية خارج حساباتهم، ولكل هذه الأسباب وأبرزها استمرار الانقسام واعتبار ذلك أمر واقعي وتحصيل حاصل، نتمنى من القيادات الفلسطينية داخل سجون الإحتلال أحمد سعدات ومروان البرغوثي وقيادات الفصائل حماس والجهاد الإسلامي والديمقراطية
العمل على مبادرة لم الشمل الفلسطيني، واستعادة الوحدة الوطنية وإعادة الدور الفعلي لمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها التنفيذية والشرعية
وخاصة بأن الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري يعمل على
شرعنة البدائل من خلال حفنة من العملاء وروابط القرى، وأبرز مخرجات ذلك تحويل الضفة إلى كنتونات تحت سيطرتها من، حيث المضمون بغض النظر عن المسميات، لذلك فإن الحركة الوطنية في سجون الإحتلال قادره على التفكير كم يقال من خارج الصندوق، حيث يؤكد الرفيق القائد أحمد سعدات على مبادرة الجزائر الشقيق ومخرجاتها وضرورة بأن تستكمل والخروج من حالة الانقسام البغيض.
المجد والحرية للأسرى والأسيرات في سجون الإحتلال الإسرائيلي.
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com