عروبة الإخباري – سلّم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني إلى فخامة رئيس جمهورية قبرص الصديقة نيكوس خريستودوليدس، تضمنت تهنئة موجهة للرئيس القبرصي بتوليه مهامه الدستورية، وأكدت الحرص على تعزيز علاقات الصداقة الراسخة بين البلدين في مختلف المجالات.
كما تضمنت الرسالة دعوة من جلالته لفخامة الرئيس خريستودوليدس لزيارة المملكة. وبعث الرئيس القبرصي تحياته إلى جلالة الملك، وأكد تطلعه لتلبية دعوة جلالته التي سيعمل المسؤولون في البلدين على تحديد موعدها.
وأكد الرئيس القبرصي، الذي استقبل الصفدي في القصر الرئاسي في العاصمة القبرصية نيقوسيا، مساء أمس، حرص بلاده على تعزيز علاقات الصداقة المتميزة التي تربط البلدين في كافة المجالات، مثمناً الدور الرئيس للمملكة، والجهود التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني في مواجهة التحديات الإقليمية، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وبحث اللقاء سبل تعزيز آفاق التعاون بين البلدين في كافة المجالات ثنائياً وفي إطار الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وآلية التعاون الثلاثي مع اليونان، كما جرى بحث عدد من القضايا الإقليمية وفي مُقدمها القضية الفلسطينية.
إلى ذلك، عقد الصفدي مباحثات موسعة مع نظيره وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس، أكدت الحرص المشترك على تطوير علاقات الصداقة بين البلدين، وتناولت سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات لاسيما التجارية والسياحية والدفاعية والأمنية، وفي إطار الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وآلية التعاون الثلاثي مع اليونان.
كما تناولت المباحثات عديد قضايا إقليمية ودولية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، وشملت جهود حلّ الأزمة السورية، والأوضاع في لبنان، وجهود دعم العراق ومكافحة الإرهاب إضافةً إلى الأزمة في السودان والأزمة الأوكرانية وتبعاتها، وجهود تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
ووقع الصفدي ونظيره القبرصي كومبوس برنامج تعاون في مجال التعليم والثقافة بين حكومتي البلدين الصديقين للأعوام ٢٠٢٣-٢٠٢٦.
وفي تصريحات صحافية مشتركة بعد المباحثات، أشار الصفدي إلى أنه بحث ونظيره القبرصي الذي هنأه على توليه مهامه وزيراً للخارجية في بلاده، فرص تطوير وتعزيز علاقات الصداقة والشراكة المتينة بين البلدين في مختلف المجالات وخاصة التجارية والاستثمارية والسياحية والدفاعية والأمنية، مشيراً إلى “أن الأساس صلب، والإرادة السياسية قوية، والآفاق واسعة”، مؤكداً تطلعه للعمل مع نظيره كومبوس للبناء على العلاقات المتميزة بين البلدين.
وقال الصفدي بأنه تشرف بتسليم رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني إلى فخامة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس تضمنت تهنئته على الانتخابات الناجحة، وتأكيد حرص جلالته على نقل العلاقات بين البلدين نحو آفق أوسع، كما تضمنت دعوة من جلالته إلى فخامة الرئيس لزيارة المملكة، والتي نتطلع لها في أقرب فرصة، مشيراً إلى أنه سيعمل بجد مع نظيره القبرصي على أن تكون مخرجات هذه الزيارة ناجحة وملموسة، من توقيع لاتفاقيات، وإيجاد فرص للتعاون حكومياً وعلى مستوى القطاع الخاص في البلدين.
وزاد الصفدي بأنه ناقش ونظيره القبرصي التحديات الإقليمية المشتركة، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، والحاجة الملحة لاتخاذ خطوات جادة وفاعلة لإيجاد أفق سياسي حقيقي يتيح العودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة على أساس حل الدولتين، سبيلاً وحيداً لحل النزاع، مثمناً موقف قبرص الداعم لحل الدولتين. وقال الصفدي “إن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس المحتلة، يمكن أن تعيش بسلام وأمن مع إسرائيل هو هدف نعمل من أجله كلانا، والذي من شأنه أن يحقق السلام، الذي هو خيار استراتيجي بالنسبة لنا”، مؤكداً بأن هذه حاجة للمنطقة، وهي ضرورة للاستقرار الإقليمي والدولي.
وأوضح الصفدي بأنه بحث والوزير الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، مشيراً إلى “أن هذه الأزمة استمرت لفترة طويلة، وتسببت في الكثير من المعاناة والدمار والألم”، وزاد “نحن منخرطون في جهود مع أشقائنا العرب لإطلاق دور عربي قيادي في جهود حل الأزمة السورية ومعالجة جميع تبعاتها. لإيجاد دور قيادي عربي للتوصل إلى حل سياسي لهذه الأزمة، يحفظ وحدة سوريا وسلامتها ويعيد لها أمنها واستقرارها ويلبي طموحات شعبها”.
وقال الصفدي “إن الوضع في السودان محزن جداً، داعياً الإخوة في السودان إلى وقف إطلاق النار فوراً، والانخراط في محادثات من شأنها أن تنقذ السودان من الوقوع في هاوية الحرب الأهلية”.
وأشار الصفدي إلى “أن إجلاء رعايا الدول الأخرى من السودان أولوية إنسانية قصوى الآن”، مؤكداً على أن الأردن على استعداد لتقديم أي دعم لإجلاء المدنيين القبارصة”، وأن الأردن كان قاعدة لانطلاق رحلات إجلاء رعايا دول أخرى إلى الأردن، وبأن الاردن وبتوجيهات من جلالة الملك، سيسهم في مساعدة الدول الصديقة والشقيقة لإجلاء مواطنيها إلى الأردن.
وأضاف الصفدي “لقد قمنا بإجلاء معظم مواطنينا، ونواصل عمليات الإجلاء لمساعدة أصدقائنا وشركائنا”. كما شكر الصفدي الأصدقاء والشركاء الذين ساعدوا في إجلاء المواطنين الأردنيين، مشيراً إلى أن “هذا يعتبر تحدٍ لنا جميعاً، ومن الطبيعي أن يتشارك الأصدقاء معاً”.
وبين الصفدي أنه بحث ونظريه القبرصي القضية القبرصية، مؤكداً على وضوح الموقف الأردني منها، “وبأننا نحث على التوصل الى تسوية سلمية لهذه القضية على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ونحن على استعداد لتقديم الدعم بكل طريقة ممكنة”.
وقال الصفدي أن الأردن يستضيف حوالي ١.٣ مليون لاجئ من الأشقاء السوريين، وبما يشكل ٢٠٪ من سكان الأردن”، مؤكداً “أن قضية اللاجئين هي مسؤولية جماعية ولا يمكن أن تكون مسؤولية المجتمعات المستضيفة وحدها”، وشكر الصفدي الدول التي وقفت إلى جانب الأردن ودعمت جهوده في توفير الحياة الكريمة للاجئين السوريين، معرباً عن أمله في أن يستمر هذا الدعم.
وعبر الصفدي عن تقديره العالي للدعم المستمر الذي تقدمه قبرص لمساعدة الأردن في مواجهة تحديات اللجوء السوري، وعلى الدعم الذي تقدمه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا)، وللاجئين الفلسطينيين.
وقال الصفدي “نحن فخورون جدًا بالعلاقات الثنائية التي تجمعنا،و نولي اهتماما ًكبيراً لآلية التعاون الثلاثي بين الأردن وقبرص واليونان”، مشيراً إلى فاعلية هذه الآلية في توظيف الموارد والجهود لخدمة المصالح المشتركة لبلداننا”، مؤكداً امتنانه للدعم الذي تقدمه قبرص للأردن من خلال مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وفي سبيل تعزيز الشراكة بين الأردن والاتحاد.
الجزء الثاني
من جانبه، أكد وزير الخارجية القبرصي كومبوس بأن الأردن هو أحد أعمدة الاستقرار في المنطقة، وأن “قبرص تدعم بقوة تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والأردن وستواصل القيام بذلك”.
وأشار كومبوس إلى التزام بلاده بآلية التعاون الثلاثي بين اليونان والأردن وقبرص، وأنه وتحقيقاً لهذه الغاية، انتهت قبرص من الإعداد للقمة المقبلة على مستوى القادة والتي سنستضيفها قبرص في نيقوسيا في النصف الثاني من العام.
وقال كومبوس بأنه تم بحث العديد من القضايا الإقليمية، مشيراً إلى أنه تبادل والصفدي الآراء حول الوضع في سوريا، وناقشا المبادرة الأردنية لإيجاد حل تدريجي للأزمة السورية، مؤكداً على أن قبرص واليونان تتفقان على أن الحرب المستمرة في سوريا غير مقبولة، وأن محنة الشعب السوري يجب أن تنتهي، ويجب أن يتمكن اللاجئون والمشردون داخلياً من العودة بأمان إلى ديارهم، وأنه يجب أن تتماشى التسوية السياسية للأزمة السورية مع قرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤، ودون مزيد من التأخير.
وثمن كومبوس استضافة الأردن لأمثر من ١،٣ مليون من اللاجئين السوريين، داعياً المجتمع الدولي لأن يكون أكثر دعماً وامتناناً.
وأشار كومبوس أنه تبادل والوزير الصفدي الآراء حول الوضع في السودان، وعمليات الاجلاء التي تمت في الأيام القليلة الماضية، معرباً عن تقديره لتقديم الدعم في إجلاء المواطنين القبارصة، أمس، خلال عملية الإجلاء التي نفذتها هولندا والتي انطلقت من المملكة.
كما أعرب كومبوس عن قلق قبرص البالغ من الوضع في الضفة الغربية، وجدد تأكيده على دعم قبرص للجهود المبذولة لتحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على خطوط ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد كومبوس على ضرورة احترام الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مشيراً “بأنه أمر ضروري للاستقرار ويجب احترامه”.
كما أشار كومبوس إلى أنه أطلع الوزير الصفدي على جهود الرئيس خريستودوليدس لاستئناف المفاوضات من أجل إيجاد حل شامل وحيوي للقضية القبرصية وبما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن الدولي.