عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
قد لا يكون خبر توزيع 10% ارباحاً نقدية على المساهمين في بنك القاهرة عمان والذي اقرته الهيئة العامة في اجتماعها الاخير الاسبوع الماضي عن العام 2022 هو الابرز في ملف الاجتماع والتداول فيه، ولكن ما حققه البنك في مسيرته لمعاودة انطلاقته بشكل ارسخ وافضل بعد ان انفق عاما كاملا في اعادة موضعته وانتاج لكل مكونات العمل وخططه لتكون اكثر مؤسسية وشفافية، فقد التزم يزيد المفتي صومعة العمل لثلاثة اشهر متتالية، اشرف على كثير من المعطيات التي ظل يعرفها باحتراف نتاج خبرات طويلة، في حين انفرد المدير العام الرئيس التنفيذي كمال البكري بقضايا الميدان ومراجعة البرامج مع المختصين في البنك وفروعه وادارته المركزية، كما يُقلب المزارع التربة لجعلها اكثر صلاحية ولياقه بالعمل والزرع الجديد فعلت الادارة التنفيذية طوال عام وقد انعكس ذلك على النتائج التي لمسها مجلس الادارة وعكس ذلك على الهيئة العامة وعلى توزيع الارباح التي تحفظت الادارة على زيادتها لضمان هامش اوسع للبنك يتحرك به..
قد لا تكون النتائج المتحققة ما بين عام 2022 والذي سبقه كبيرة ولكنها أكدت رسوخ العمل المؤسسي ونتائجه ومغادرة الاسباب والعوامل التي يمكن ان ترهن الاداء او تجعله يراوح، فقد استطاعت الادارة بوعي واخلاص تقديم تشخيص افضل وضعته بين يدي المجلس ليؤشر على صعود ومواصلة عمل وامكانية حصد نتائج افضل..
لقد تعلمت الادارة من الاخطاء وتجنبت تكرارها والتزمت الشفافية وحتى النقد الواضح احيانا.. فهذا البنك العريق ذو العمر الطويل بدأ مبكرا وكان يسير في أرض مصرفية صعبة حين كان يدشن مراحل ينفرد في تدشينها ويخوض عمليات متنوعة وفي اكثر من ساحة، وقد اختزن هذه التجربة واستطاع ان يعمل بها حتى في المنعطفات القوية والمراحل الصعبة ليستشرف اخيرا المرحلة القائمة ويأخذ في السرعة التي تمكنه من التقدم بثقة..
فالارباح الصافية للبنك لعام 2022 بلغت 34.6 مليون دينار مقابل 32.8 وبزيادة بنسبة 5.5%، وهذا الذي جعل يزيد المفتي يعلق في وصف البنك بالقول ان فروع البنك المنتشرة بلغت (98) فرعا في الاردن وفلسطين، وهو من اكثر البنوك بل اكثرها انتشارا في فلسطين تحديدا، اذ كان الجسر الموصل مبكرا لمد ذراع العمل المصرفي، وكانت مساهماته التاريخية مقدرة ومرصودة ولها عوائد لم يلتفت اليها البعض لكنها ما زالت راسخة في جذورة وتجليات عمله.. ما زالت هناك يافطات استثمارية ومصرفية مرفوعة في اكثر من عاصمة تحمل اسم البنك وتتمول منه، ورغم التنوع والتعدد والقدرة على تحمل ذلك والدفاع عن ذلك، فقد نمت موجودات البنك خلال العام 2022 لتبلغ 3675 مليون دينار مع الحفاظ على جودة المحفظة، اذ بلغ معدل العائد على حقوق المساهمين 8.8% وهي الاعلى حسب تعليمات البنك المركزي الاردني..
ويرى المفتي ان البنك اختار الانسب حين قرر مجلس الادارة ان البنك سيستمر في تنفيذ سياساته وخطته الاستراتيجية وفي تطوير اعماله بالمحافظة على نسب السيولة وجودة المحفظة الائتمانية، اضافة الى دعم المجتمع المحلي كجزء من المسؤولية الاجتماعية، حيث ما زال البنك يؤمن بذلك وما زال بعض اعضاء مجلس الادارة يأخذون بذلك ويؤكدونه..
مناقشات الهيئة العامة الاخيرة للبنك عن العام 2022 اثبتت سلامة رؤية البنك ونهجه والتزامه بتعليمات البنك المركزي، وحرصه على التفاعل مع اراء ومقترحات اعضاء الجمعية العامة من المساهمين.. ووضعه للتصورات الجديدة المختبرة موضع التنفيذ..
يسجل لبنك القاهرة عمان قدرته على التعافي من الاعراض العديدة التي اعترت العمل المصرفي وما احدثته جائحة الكورونا في السنوات السابقة من اعراض، استطاع البنك ان يتخطاها كما جاء على لسان رئيس مجلس الادارة يزيد المفتي..
“بنك القاهرة عمان”.. مسيرة مثمرة
26