قبل ذهاب وفد السلطة الفلسطينية إلى قمة العقبة كانت عمليات اقتحام المناطق الفلسطينية تجري على قدمٍ وساق من قبل جيش الإحتلال الإسرائيلي وعصابات المستعربين التي قامت بسلسلة من جرائم باغتيال الشباب الفلسطيني الثائر في وجه الإحتلال الذي لم يتوقف عن القتل ومع إنتهاء القمة الرباعية بمشاركة “إسرائيل” والأردن ومصر والوفد الأمني الفلسطيني، وبإشراف الراعي الأمريكي لم تتوقف حكومة الإحتلال برئاسة نتنياهو وفريقه من الأحزاب اليمينية المتطرفة من اقتحام المناطق الفلسطينية في جنين ونابلس وطولكرم وأريحا والخليل والتي تتوج في اقتحام المستوطنين والمتطرفين الصهاينة وبغطاء جيش الإحتلال منطقة حواره وإحراق منازل المواطنين الفلسطينيين العزل، والمؤسف بأن مسؤول بالسلطة يعلن هذا اليوم بأن “القيادة الفلسطينية” قررت الذهاب إلى الاجتماع الثاني في شرم الشيخ من أجل ما قال إستكمال وقف الاستيطان وعمليات جيش الإحتلال في المناطق الفلسطينية، وهذه الاسطوانة أصبحت مشروخة و عصر هذا اليوم قامت وحدة المستعربين من جيش الإحتلال باقتحام جنين واغتيال أربعة من الشباب الفلسطيني وهم الشهيد يوسف صالح بركات شريم 29عاما والشهيد نضال أمين زيدان 28 عاما والشهيد عمر محمد عوادين 16عاما والشهيد لؤي خليل الزغير 37 عاماً برصاص جيش الاحتلال وإصابة 12 من المواطنين أربعة منهم إصابتهم خطيرة.
والسؤال المطروح لمن يدعي بأن القيادة الفلسطينية قد قررت المشاركة في قمة شرم الشيخ يدفعني كمراقب فلسطيني طرح سؤال من هي القيادة الفلسطينية التي قررت المشاركة في قمة شرم الشيخ، إذ لم نشاهد إنعقاد إجتماع للقيادة الفلسطينية سوء اللجنة التنفيذية أو الفصائل الفلسطينية وبما في ذلك اللجنة المركزية لحركة فتح ، ولم أشاهد أو أسمع بأن أحد من القيادات الفلسطينية قد رحب في إجتماع العقبة أو المشاركة في إجتماع شرم الشيخ وخاصة بأن الأعمال الإرهابية الوحشية للاحتلال والمستوطنين ووحدة المستعربين لم تتوقف عن سلوكها الفاشي في القتل اليومي والاعتقالات وتدمير البيوت واقتحامات للمنازل في جنين ونابلس ومختلف المناطق الفلسطينية، لذلك على من يدعي بأن الذهاب إلى شرم الشيخ مصلحة فلسطينية، بالكف عن الإدعاء بحماية الشعب الفلسطيني خاصة خلال شهر رمضان المبارك الذي يطل علينا خلال أيام، ويبدو بأن البعض استخدام مسمى القيادة الفلسطينية غطاء لتقديم نفسه، لأهداف ذاتية.
إجتماع القيادة الفلسطينية في زمن القديم بيروت كانت تعني دعوة أعضاء اللجنة التنفيذية وقيادات الفصائل الفلسطينية، وفي بعض الأحيان يتم دعوة القيادة الفلسطينية وقيادة الحركة الوطنية اللبنانية في العاصمة اللبنانية بيروت، وفي تونس وبغداد ورام الله يتم دعوة القيادة الفلسطينية من أجل إتخاذ القرارات، وفي بعض الأحيان يتم طلب إنعقاد المجلس المركزي الفلسطيني من أجل بلورة قرار للموقف سياسي ذات أهمية، ولكن بأن يذهب بعض المسؤولين في السلطة من المؤسسة الأمنية إلى شرم الشيخ هذا أمر آخر ومختلف، فإن الاتصالات الأمنية قد تحدث في سرية أو يتم الإعلان عنها، ولكن من غير المعقول أن يتم تغطيت ذلك تحت مسمى” القيادة الفلسطينية”
نقول يكفي استخفاف في عقول الشعب الفلسطيني، الرئيس الخالد ياسر عرفات رحمه الله رفض إتفاق كمب ديفيد رغم الضغوطات من الرئيس بيل كلنتون، والشروط الأمريكية وكل التهديدات عاد إلى فلسطين ولم يغادرها لحين فترة العلاج ونياله الشهادة، الرئيس الفلسطيني أبو مازن رفض صفقة القرن، وقال هذه صفعة القرن
ورفض الضغوطات الأمريكية بعدم الذهاب الى قمة دمشق وطلب ديك شيني وهو ينزل من سلم الطائرة وقد أصر على المشاركة ورفض الإملاءات الأمريكية وغيرها بعدم المشاركة بقمة عدم الانحياز بالعاصمة الإيرانية طهران وعقد اجتماع مع الرئيس الإيراني أحمدي نجادي، ونقول بأعلى صوت كف عبثاً بمسيرة الشعب الفلسطيني النضالية الذي قدم قوافل الشهداء والجرحى والمصابين وآلاف من الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الإسرائيلي الفاشي، نكرر ونقول لنعمل على تشكيل حكومة إنقاذ وطني تأتي في إطار التحضيرات لعقد الإنتخابات العامة وفي مقدمة ذلك مجلس وطني فلسطيني جديد.
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com