عروبة الإخباري – تنشغل طواقم دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، واللجان المتطوعة بالعمل من أجل التحضير على كافة الصُّعد والمجالات، لاستقبال مئات آلاف المصلين الذين سيؤمون المسجد الأقصى المبارك طيلة شهر رمضان المبارك.
وأعدت الأوقاف خطة عمل مبرمجة بالتنسيق مع عدة جمعيات خيرية ومؤسسات ولجان مختلفة، تتضمن الدروس الدينية، والوعظ والإرشاد، وتوفير الطواقم الصحية والفرق الكشفية داخل الأقصى، بالإضافة إلى ترتيبات الإفطار والنظافة والنظام.
وكما كل عام، تحرص الأوقاف على التنسيق والتعاون مع أئمة ومؤذني المساجد التابعة لها، وجميع الجمعيات والمؤسسات الصحية المختلفة في القدس، لتوفير أفضل الخدمات للمصلين الوافدين للمسجد خلال الشهر الفضيل.
وقبل عدة أيام، شارك عشرات المتطوعين في تنظيف وتجهيز ساحات ومصليات الأقصى، ليكون بأبهى حالاته لاستقبال رواده في رمضان.
وتأتي هذه التحضيرات، وسط دعوات مقدسية لتكثيف الرباط وفتح باب الاعتكاف في المسجد الأقصى من بداية رمضان، للتصدي لاقتحامات ومخططات المستوطنين، في ظل دعواتهم المتواصلة لاقتحامات واسعة فيما يسمى “عيد الفصح” العبري، الذي يتزامن مع الأسبوع الثالث من رمضان.
نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية الشيخ ناجح بكيرات يقول إن الأوقاف أعدت برنامجًا شاملًا ومتكاملًا استعدادًا لشهر رمضان، ولاستقبال المصلين وتوفير كل سبل الراحة والهدوء لهم، لما له من آثار إيجابية على القدس والأقصى.
ويوضح بكيرات، في حديث لوكالة “صفا”، أن الأوقاف عقدت عدة اجتماعات مع الأئمة ومؤذني المساجد، ولجان الكشافة والنظام، ولجان الإسعاف والطواقم الطبية، والجمعيات الخيرية من أجل تقديم أفضل الخدمات للمصلين الذين سيؤمون الأقصى طيلة رمضان.
ويشير إلى أنه سيتم تعزيز عدد حراس الأقصى، لأجل توفير خدمات الأمن للمصلين وتنظيم صفوفهم على مدار اليوم والليل، بالإضافة إلى تعزيز عدد الوعاظ والأئمة والإرشاد، لإلقاء الدروس الدينية سواء في المصلى القبلي أو قبة الصخرة المشرفة وغيرها على مدار الصلوات.
ويضيف أن لجان النظام النسوية ستقوم بتنظيم صفوف النساء في ساحات الأقصى وقبة الصخرة، وسيتم تعزيز عدد الحارسات.
ووضعت الأوقاف-وفقًا لبكيرات، برنامجًا خاصًا بصلاة العشاء والتراويح، وتلاوة القرآن الكريم، والاستماع للدروس الدينية في أجواء إيمانية مناسبة.
ويلفت إلى أن الأوقاف عقدت أيضًا، اجتماعًا مع لجان الإسعاف والهلال الأحمر الفلسطيني من أجل إقامة عيادات ميدانية داخل الأقصى، مهمتها تقديم الخدمات الطبية والصحية للمصلين، وسيتم تزويدها بالأدوية وكافة المستلزمات اللازمة.
ولم تغفل دائرة الأوقاف جانب النظافة والنظام والكشافة، حيث عملت مع اللجان المتطوعة على ترتيب ذلك، بهدف تنظيم صفوف المصلين وحركة دخولهم وخروجهم من الأقصى وعلى الأبواب طيلة الشهر الفضيل، ولاسيما أيام الجمع وصلاة التراويح.
ويشير إلى أنه جرى التنسيق مع عدة جمعيات خيرية لتقديم وجبات الإفطار للصائمين، بالإضافة إلى فتح تكية “خاصكي سلطان” لتوزيع وجبات الطعام والحساء على الفقراء في البلدة القديمة.
ويفيد بأنه تم صيانة وتجديد جميع دورات المياه داخل الأقصى ومحيطه، وأيضًا تنظيف وترتيب ساحاته ومصلياته وأروقته، والمقابر الإسلامية المحيطة به، فضلًا عن وضع خرائط ويافطات إرشادية للمصلين على البوائك والأبواب.
كما سيتم يوم السبت المقبل، تنظيم فعاليات معسكر القدس لتنظيف وترتيب مصليات ومرافق المسجد، بمشاركة متطوعين من القدس والداخل الفلسطيني المحتل، استعدادًا لاستقبال رمضان.
ويؤكد على ضرورة تنشيط المساجد المحيطة بالأقصى، وتشجيع المصلين على الاعتكاف بالمسجد، لافتًا إلى أن هناك دعوات ومناشدات واضحة أطلقتها جمعيات وقيادات إسلامية لفتح باب الاعتكاف في الأقصى منذ بداية رمضان.
ويتابع “نأمل من الأوقاف الأردنية فتح باب الاعتكاف طيلة رمضان، وخاصة في ظل المخاطر المحدقة بالأقصى، والدعوات اليهودية المتطرفة لتنفيذ اقتحامات واسعة في هذا الشهر الكريم، وأيضَا التخوف من استفراد الاحتلال بالمسجد”.
ويشدد بكيرات على أن الأوقاف وكل المؤسسات والمجتمع المقدسي يعملون جاهدين على أن يكون رمضان هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة، بالرغم من إجراءات الاحتلال واستعداداته لحشد كل عناصره وقواته الشرطية، وحواجزه العسكرية في محيط الأقصى والبلدة القديمة.
وعن الأخطار المحدقة بالأقصى، يقول مدير عام الأوقاف: إن” الجماعات المتطرفة تتحضر لاقتحامات كبيرة للأقصى خلال رمضان، وسط محاولات للتغيير الواقع فيه، فهي تنادي بفتح الأبواب أمام المقتحمين، والاحتفال بعيد (الفصح) العبري داخله”.
ويضيف “أعتقد أن أهل القدس هم من سيحسُمون هذا الواقع عبر اعتكافهم ورباطهم ووجودهم الدائم داخل الأقصى، وكل استعدادات المقتحمين المتطرفين ومخططاتهم ستبوء بالفشل”.
وأمام هذه المخاطر، يؤكد أن التحدي الفلسطيني سيزداد في مواجهة الاحتلال ومخططاته، من خلال مضاعفة أعداد المصلين الوافدين للمسجد خلال رمضان، كما زادت أعدادهم في صلاة الجمعة والفجر العظيم.