بدون أدنى شك بأن المرأة الفلسطينية تشكل حالة إستثنائية في مسيرة الشعب الفلسطيني النضالية منذ وعد بلفور المشؤوم إلى ثورة عز الدين القسام عام 1936، والاضراب الشهير الذي استمر لمدة 6شهور إلى النكبة 1948، مسيرة النضال والعطاء المتواصل إلى إنطلاقة الثورة الفلسطينية 1965 وهزيمة حزيران 1967.
والمرأة الفلسطينية ليست مجرد شريكة إلى جانب الرجل عبر محطات النضال والمقاومة بكل أشكالها فحسب بل تقدمت في صفوف المقاومة المسلحة داخل فلسطين المحتلة والقيام بعمليات عسكرية من داخل الأرض المحتلة، ومن خلال التسلل والدخول إلى عمق الأرض المحتلة كما حدث في عملية الشهيدة دلال المغربي، إضافة إلى الأخوات فاطمة برماوي وإحسان برماوي وإلى أعداد من المناضلات الذين استشهدوا ومنهم من تم اعتقالهم في سجون الإحتلال ومنهم مئات الأخوات الذين شاركوا أزواجهم القهر والانتظار لخروجهم وتحررهم من سجون الإحتلال خلال عمليات تبادل الأسرى أو من امضوا، وبذلك فإن الأم والأخت والزوجة لهم دور في مسيرة النضال تمتاز في التضحية والفداء في مختلف ساحات النضال الفلسطيني، وهذا اليوم ونحن نحتفل بتكريم المراة الفلسطينية والتي ودعت أمس في جنين كوكبة من الشهداء ارتقوا إلى الفردوس الأعلى مع قوافل الشهداء المؤمنين بنصر الله، وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي وتقديم الغالي والنفيس من أجل حرية فلسطين وتحررها من الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري.
وكما ودعت أم ناصر الأسير الشهيد ناصر أبو حميد فإن نساء نابلس وجنين والمخيمات ومحافظات الضفة وطولكرم ورام الله والخليل وأريحا وعقبة جبر ومختلف محافظات الوطن وفي المقدمة العاصمة الفلسطينية القدس، تقدم الشهداء والجرحى والمصابين والمعتقلين والأسرى وحول السجون إلى مؤسسات نضالية رغم قساوة وجرائم الإحتلال الإسرائيلي في يوم المراة الفلسطينية الثامن من آذار نقول المجد للمرأة الفلسطينية التي تنجب هؤلاء الأبطال المؤمنين بالله والنصر وبمسيرة النضال وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي الفاشي، تحية إلى كل الأمهات الذين يحملون أبنائهم الشهداء في زغاريد، تحية للأم والزوجة والأخت ونحن على العهد عهد الإستمرار في المقاومة بكل أشكالها، وفي مقدمة ذلك العمليات المسلحة برصاص والعبوات الناسفة وقنابل الملتوف ودعس وطعن وبكل ما يتوفر من إمكانية للمقاومة الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، المجد لكم نساء فلسطين المجد للأسيرات في سجون الإحتلال، وإلى المراة العربية التي تبحث عن العادلة والإنسانية كونها شريك في عالم خالي من الاستبداد والعنصرية والعبودية.
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com