عروبة الإخباري – نفى مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) في تقرير له الأحد، أن تكون الكلاب الضالة التي انتشرت مؤخرا في المملكة، قد قدمت من سوريا.
حصل موقع إخباري على تصريح من مختصّة في حقوق الحيوان ملخّصه أن تزايد أعداد الكلاب الضالة في الشوارع يعود لسببين، هما: فترة التزاوج وتكاثر الكلاب ودخول عدد كبير من الكلاب عبر الحدود الأردنية السورية عقب الزلزال المدمر الذي ضرب كلًا من تركيا وسوريا.
وعنون الموقع الإخباري المادة الصحفية بـ “خبيرة كلاب توضح: الكلاب الضالة جاءت من سوريا للأردن بعد الزلزال المدمر”، وسرعان ما بدأت مواقع إخبارية بنقل الخبر الذي يفتقر للتوازن والدقة، حيث كان على وسائل الإعلام أخذ أكثر من رأي مثل خبير في سلوك الحيوانات أو خبير في عالم البيئة، لتحقيق عنصر التوازن والابتعاد عن تضليل المتلقين بمعلومات غير دقيقة.
عاد مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) إلى تحقيق أجراه فريق بحثي في معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوان في ألمانيا عام 2020 يفسر كيفية توقع الحيوانات للكوارث للتأكد من مدى صحة ما جاء في المادة الإخبارية.
نتائج التحقيق أكدت أن الحيوانات الموجودة على بُعد 10 كيلومترات من مركز الزلزال تظهر علامات تحذير بعد ثماني ساعات، تليها الحيوانات التي تبعد 20 كيلومترًا بعد ثماني ساعات أخرى، وتظهر هذه العلامات جراء شعورها بموجة “بي”، وهي إحدى موجات الجسم المرنة، وتسمى موجات زلزالية، وتنتقل هذه الموجات أسرع من الموجات الزلزالية الأخرى.
وأوضح التحقيق أن الحيوانات استمرت بحالة تغير السلوك لمدة 45 دقيقة على الأقل، وبدأت خلال 20 ساعة كاملة قبل حدوث الزلزال. وأظهرت الدراسة كذلك أنه كلما اقتربت الحيوانات من مركز الزلزال الوشيك، غيّرت سلوكها في وقت أبكر، مقارنة بالحيوانات التي توجد على مسافات أبعد، وكانت الكلاب مفرطة النشاط كرد فعل على الزلزال.
وبالعودة إلى “Google Maps” تبين أن المسافة بين الحدود الأردنية ومركز الزلزال في سوريا تبلغ 460 كيلومترًا تقريبًا، ولا يمكن للكلاب على بعد 10 و20 كيلومترًا قطع هذه المسافة خلال الـ 20 ساعة قبل حدوث الزلزال، وبالتالي ما جاء في المادة الإخبارية غير دقيق ولا يتفق مع التفسير العلمي.
“أكيد”: الكلاب الضالة لم تأتِ من سوريا
10
المقالة السابقة