عروبة الإخباري –
” شدوا بعضكم يا أهل فلسطين شدوا بعضكم ”
هي كلمات من التراث الفلسطيني أحيتها الحاجة ام العبد المهجرة قسرا عن وطنها لتلامس قلوب 14 مليون من أبناء الشعب الفلسطيني، هذا الشعب المثقل بالاوجاع والاهات والالام والنكبات، والمفعم بالارادة والعزيمة والقوة ، والاصرار . وكأن هذه الكلمات تذكر الشعب الفلسطيني بجراحه وبرسالة مفادها بأن هذه الجراح لن يداويها أحد إن لم يداويها الفلسطينون أنفسهم اولا . تماما كما تؤكد الامثال الشعبية “ما بحرث الارض الا رجالها” ، “وما بحك جلدك الا ظفرك” مع تقدرينا واحترامنا لكل احرار العالم ومساندي قضيتنا الفلسطينة .
لقد انتهيت قبل ايام قليلة من جولة شاملة للمحافظات الشمالية والجنوبية وهذه ليست المرة الاولى التي اجوب فيها محافظات الوطن، فلطالما حرصت بشكل سنوي على هذه الزيارات اضافة الى زيارة مدننا في الداخل الفلسطيني وتجمعاتنا في الشتات (7 مليون فلسطيني)، ايمانا مني بضرورة تعزيز التواصل مع الشارع والمؤسسات الشعبية والاهلية لنكون قادرين على ملامسة هموم وتطلعات وطموحات أبناء شعبنا.
جولتي هذه المرة كانت مختلفة عن العام السابق ، فقد شاهدت غلو الاحتلال وقطعان مستوطنيه، ولمست وجع جنين ونابلس وحوارة وكل قرية ومدينة في فلسطين على خيرة شباب الوطن الذين استشهدوا بالفترة الاخيرة، وفي الوقت نفسه شعرت بالظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الجزء الاكبر من شعبنا اضافة لحالة الاحباط واليأس من واقعنا المرير .
ورغم كل هذا الا أن صلابة شعبنا الذي وصفه الشهيد ياسر عرفات بـ “شعب الجبارين” في مواجهة الاحتلال تزداد قوة وعنفوانا، مما يحتم على القيادة الفلسطينية بأن تكون على مستوى التضحيات التي يقدمها شعبنا، ويجعلنا نحن كذلك على المحك بما يجب ان نقدمه ويقدمه كل فلسطيني في معركة الصمود والبقاء ومواجهة الاحتلال الى حين التحرر والاستقلال.
التكاتف والتعاضد والتماسك هي السبيل الامثل للصمود والثبات والانتصار ، وإن كان الانقسام الفلسطيني هو الوجع الغائر في قلوبنا فإن وحدتنا وتماسكنا وطنيا واجتماعيا وشعبيا وحفاظنا على السلم الاهلي يجب ان يكونوا عنوان المرحلة القادمة وسر بقائنا وثباتنا وانتصارنا. مع ضرورة السعي المتواصل والضغط المستمر لإنجاح مبادرة الجزائر لإنهاء الانقسام ولطي هذه الصفحة السوداء من تاريخ قضيتنا.
لقد كان لجولتي الاخيرة أثرا كبيرا في نفسي خاصة خلال لقائي بشرائح مختلفة من المواطنين وسماع همومهم ومشاكلهم وأمام ذلك لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الايدي ولم يعد مقبولا على اي فلسطيني ان يقف موقف المتفرج بل نحن ملزمون ببذل كل ما نستطيع لنداوي جراح بعضنا البعض ، وليعيش شعبنا حياة كريمة.
في القريب العاجل سأعلن عن مبادرة تليق بفلسطين وتأسيس وقف تكافلي تنموي خيرية وسأدعو كل الفلسطينيين القادرين من الداخل والخارج للانخراط بهذه ابمبادرة وعنوانها المحبة والتكاتف والتعاضد لنشد بعضنا البعض ولنشد على ايدي بعضنا البعض حتى تنتصر فلسطين وينتصر شعبنا البطل.