الفايز : “الموانىء الصناعية” نموذجاً مثالياً على نجاح التعاون بين القطاعين العام والخاص
د. الذنيبات: أهمية التشارك بين الشركات العاملة في مجال صناعة الاسمدة والتكامل بينها من أجل تطوير صناعات ذات قيمة المضافة عالية تسهم في تعزيز الربحية للشركات التي تستخدم الميناء
المهندس أبو هديب: عملت شركة الموانئ الصناعية الأردنية على أن تكون استراتيجيتها المستقبلية متوائمة مع الأهداف التطويرية للشركات المستخدمة للميناء الصناعي
د. النسور : “الموانىء الصناعية” تتطلع لتطوير عملياتها لتواكب الخطط المستقبلية لشركات الأسمدة الأردنية في التوسعات الكمية والنوعية لمنتجاتها
م. شحاده: ندرس مع “تطوير العقبة” استثماراً توسعياً مستقبلياً لزيادة فترة الامتياز الى 50 عاماً وبكلفة (100) مليون دينار أردني
تحت رعاية رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف حميدي الفايز، أطلقت شركة الموانئ الصناعية الأردنية في حفل رسمي أمس الإثنين خطتها الاستراتيجية ورؤيتها للسنوات الخمس المقبلة تحت عنوان “تسريع الازدهار التجاري للأردن بخدمات موانئ مستدامة” وذلك إيذاناً بانطلاق مرحلة جديدة من نمو وتطور أعمال الشركة.
وتتضمن الاستراتيجية التي ستحدث نقلة نوعية في منظومة الميناء الصناعي، عدداً من المستهدفات التي تتطلع شركة الموانىء الصناعية لتحقيقها بحلول العام 2027 أبرزها؛ الوصول إلى الطاقة الاستيعابية التصميمية لتبلغ 10 ملايين طن سنوياً وذلك ضمن سياسة تسويقية محكمة.
كما تهدف الاستراتيجية إلى تفعيل التقنيات الحديثة العملياتية والبيئية داخل الميناء الصناعي ليصبح أول ميناء ذكياً في الأردن، وأن يصبح أول ميناء “أخضر” في منطقة الشرق الأوسط من خلال التزامه بأعلى معايير السلامة العامة وحماية البيئة، كما سيصبح أيضاً مركزاً تدريبياً لإدارة وتشغيل الموانىء في المنطقة.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني قد افتتح مشروع توسعة وإعادة تأهيل الميناء الصناعي بالعقبة، بحجم استثمار (145) مليون دينار في شهر حزيران 2022، ومنذ ذلك الوقت بذل مجلس إدارة شركة الموانىء الصناعية ممثلا برئيسه الدكتور معن النسور، وأعضاء المجلس جهوداً كبيرة لوضع استراتيجية خمسية للشركة تنسجم وأهداف الرؤية الاقتصادية للمملكة.
بدوره أكد رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف الفايز، خلال إطلاق الاستراتيجية على أهمية الدور المتنامي لشركة الموانىء الصناعية الأردنية في دعم الاقتصاد الوطني باعتبارها داعم لوجستي للصناعات التعدينية وصناعات الأسمدة التحويلية في المملكة، إضافة إلى كونها أنموذجاً لنجاح التعاون بين القطاعين العام والخاص وفقاً لتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني.
وثمّن الفايز في كلمته، الجهود المبذولة من قبل شركتي البوتاس العربية والفوسفات الأردنية (الشركات الأم لشركة الموانىء الصناعية الأردنية) في تطوير وتأهيل الميناء الصناعي وفق أفضل المعايير والمواصفات الدولية المتبعة في هذا المجال مما يرتقي بالقدرات التصديرية الوطنية، ويُحسن من تصنيف المملكة على مؤشر أداء الخدمات اللوجستية وخدمات النقل العالمي.
من جانبه، أشار رئيس مجلس ادارة شركة الموانئ الصناعية الأردنية، الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية، الدكتور معن النسور، في كلمته الافتتاحية إلى إن إطلاق استراتيجية ورؤية شركة الموانىء الصناعية الأردنية للسنوات الخمس المقبلة يأتي منسجماً مع أهداف رؤية التحديث الاقتصادي التي تركز على إطلاق العنان لإمكانات الأردن الكاملة لتحقيق نمو شامل مستدام وخلق فرص عمل، مبيناً أن الاستراتيجية ستكون انطلاقة لمرحلة جديدة ونوعية في عمل الشركة التي تسعى لأن تصبح الأولى في إدارة وتشغيل الموانئ في المنطقة. وأضاف الدكتور النسور أن شركة الموانيء الصناعية تتطلع لتطوير عملياتها لتواكب الخطط المستقبلية لشركات الأسمدة الأردنية في التوسعات الكمية والنوعية لمنتجاتها
وأوضح الدكتور النسور، أن الموانىء الصناعية التي تعد بوابة الأردن الأولى لتجارة الأسمدة العالمية تعمل على تحقيق أهداف الشركات الأم (مناجم الفوسفات الأردنية والبوتاس العربية) والمتمثلة في إكمال سلاسل الإمداد والتوريد لصناعات الشركتين وفق أعلى الأطر العالمية للسلامة والصحة المهنية والبيئية.
ولفت الدكتور النسور إلى الدور الحيوي الذي تضطلع به “الموانئ الصناعية” لدعم الاقتصاد الوطني، حيث قامت الشركة في العام الماضي بتوريد نحو (12) مليون دينار أردني خلال عام 2022 كرسوم امتياز وإيجار الأراضي وغيرها، فيما تبلغ قيمة البضائع المصدرة عبر الميناء (2.5) مليار دينار سنوياً، إلى جانب مساهمات الشركة والشركات الأم في حل مشكلة البطالة من خلال التدريب والتأهيل والتوظيف.
وأكد الدكتور النسور، أن الشركات الأم لشركة الموانىء الصناعية الأردنية (شركة البوتاس العربية وشركة مناجم الفوسفات الأردنية) أوجدتا جميع مقومات النجاح والاستدامة في الشركة من خلال تزويدها بالمعدات والتقنيات الحديثة والمتطورة والكوادر البشرية المؤهلة والمدربة، لافتاً إلى دور الشريك الحكومي ممثلا بشركة تطوير العقبة في إنجاح أعمال “الموانىء الصناعية” وذلك لإدراكها أهمية هذا الاستثمار وأثره الإيجابي على الاقتصاد الوطني.
ولفت رئيس مجلس إدارة شركة مناجم الفوسفات الأردنية الدكتور محمد الذنيبات، إلى أن زيادة الطاقة الاستيعابية في الميناء الصناعي ستمنح الفرصة لمناجم الفوسفات للتوسع في إنتاج الأسمدة الفوسفاتية وحامض الفوسفوريك. وركز الدكتور الذنيبات على أهمية التشارك بين الشركات العاملة في مجال صناعة الاسمدة والتكامل بينها من أجل تطوير صناعات ذات قيمة المضافة عالية تسهم في تعزيز الربحية للشركات التي تستخدم الميناء، إضافة إلى المساهمة في تدعيم أسس الإقتصاد الكلي للبلاد.
بدوره، أشار رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية المهندس شحادة أبو هديب، إلى الفوائد المتحققة لـ “البوتاس العربية” جراء تأسيس شركة الموانىء الصناعية مناصفة مع شركة مناجم الفوسفات الأردنية، وذلك من حيث تقليل كلف الشحن البحري وخدمة خطط الشركاء التوسعية، والمساهمة في زيادة موثوقية الأسواق العالمية في المنتج المحلي الأردني حيث أن الشركة قد ضمنت جودة عالية في المناولة. وأشار المهندس أبو هديب إلى أن شركة الموانئ الصناعية الأردنية عملت على أن تكون استراتيجيتها المستقبلية متوائمة مع الأهداف التطويرية للشركات المستخدمة للميناء الصناعي.
من ناحيته، قال حسين الصفدي الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة (مانحة الامتياز) إنّ نجاح شركة الموانىء الصناعية يعكس جاذبية البيئة الاستثمارية التي وفرتها الأنظمة والتشريعات المعمول بها في سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة، مشيراً إلى أن “الموانىء الصناعية” تعتبر من أفضل قصص النجاح الاستثمارية في محافظة العقبة
وأكد المهندس عبدالوهاب الرواد نائب رئيس مجلس إدارة شركة الموانىء الصناعية والرئيس التنفيذي لشركة مناجم الفوسفات الأردنية، على أهمية الشراكة بين البوتاس العربية والفوسفات الأردنية والتي تجسدت في شركة الموانىء الصناعية، مشيراً إلى أن الشركتين تعتزمان تنفيذ العديد من المشاريع المشتركة في المستقبل كصناعة الأمونيا والأسمدة المحسنة وكذلك الأبحاث العلمية.
وقدم مدير عام شركة الموانىء الصناعية الأردنية المهندس خالد شحاده ايجازا عن خطة الشركة الاستراتيجية التي تنبثق من رؤية التحديث الاقتصادي للمملكة والتي تم التركيز فيها على عدد من المحاور المتمثلة في السلامة العامة وصحة العاملين في الميناء الصناعي، إضافة إلى تطبيق أعلى معايير الجودة في المناولة من خلال المحافظة على المرونة في التحديث واستيعاب متغيرات الأسواق العالمية ومتطلبات المستخدمين الحاليين والجدد، مشيراً إلى الأسس التي وضعت عليها الخطة والدراسات العالمية التي تم اعتمادها في وضع الأنماط والأهداف وكذلك مؤشرات الأداء اللازمة لتحقيقها.
وبين المهندس شحاده، أن “الموانىء الصناعية” وتنفيذاً لاستراتيجيتها تعمل جنبا إلى جنب مع شركة تطوير العقبة لوضع صيغة لاتفاق حول استثمار توسعي جديد ضمن مرحلة قادمة تتضمن زيادة فترة الامتياز إلى 50 عاماً وذلك لتقليل المخاطر الاقتصادية على الشريكين (البوتاس العربية والفوسفات الأردنية) منتجي الأسمدة في المملكة، لافتاً إلى الجهود المبذولة لجعل الميناء الصناعي أول ميناء ذكي وأخضر في الأردن والإقليم.
تجدر الإشارة إلى أن شركة الموانىء الصناعية الأردنية حصلت خلال فترة قياسية منذ تأسيسها على عدد من الشهادات والجوائز العالمية التي وضعتها على الخارطة المينائية العالمية كشهادات اعتماديات (الايزو) في الجودة والسلامة العامة والبيئة والشهادات البيئية الفريدة من نوعها مثل (ايكوبورت اس ال سي)، إضافة إلى جائزة التميز في السلامة والصحة المهنية مدرجة الميناء الصناعي ضمن مجموعة موانئ السوائب الجافة العالمية، ومجلس السلامة البريطاني وغيرها من المجالس والمنظمات المحلية والعالمية.