الموقف الأمريكي في إجتماع مجلس الأمن يوم غد الاثنين لمناقشة مشروع القرار الفلسطيني حول الإستيطان يمثل محطة فاصلة بين دوام الإنحياز الأعمى لسلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي وبين الإنتصار للقانون الدولي وللشرعة الدولية بمناهضة الإحتلال الإسرائيلي الصهيوني الإحلالي لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا وفق قرار التقسيم رقم 181 وما يصحبه من إرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أو ترقى لذلك إضافة إلى الإنتهاكات الصارخة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولإتفاقيات جنيف التي تحظر على دولة الإحتلال إجراء أي تغييرات جغرافية وديموغرافية وتشريعية في الأراضي المحتلة .
المطلوب من أمريكا :
ما يتم من تسريبات عن الموقف الأمريكي لا يسر لتناقضه مع شعار الرئيس بايدن الذي عرضه سواء أثناء حملته الإنتخابية أو بعد تربعه على سدة الحكم ” انه يريد تجسيد قوة المثال لا مثال القوة ” وهذا يعني ببساطة تغليب سمو مبادئ وأهداف الأمم المتحدة وإعلاء ميثاقها وتجسيد القانون الدولي على أي إعتبارات أخرى دون إزدواجية وإنتقائية وهذا يتطلب من الرئيس بايدن وإدارته :
▪ عدم إستخدام الفيتو ضد مشروع القرار
▪التراجع عن إدخال التعديلات على مشروع القرار حماية لدولة الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي .
▪ إدانة لا لبس فيها للحكومة الإسرائيلية ولجرائمها بحق فلسطين ارضا وشعبا وبما تمثله من عنصرية وتطرف ومطالبة سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي ليس إلغاء قراراتها بشرعنة مستوطنات فحسب بل بإخلاء كافة المستوطنات من جميع أراض الدولة الفلسطينية المحتلة المعترف بها على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 بعاصمتها القدس كخطوة على تنفيذ القرار 181 وإنهاء إحتلالها الإستعماري وفق جدول زمني محدد وقصير المدة تحت طائلة فرض العقوبات والعزل .
▪عملا بمبدأ إعلاء القانون الدولي إتخاذ كافة الإجراءات المتبعة بالتعامل مع روسيا في الحرب الأوكرانية مع ” إسرائيل ” لإحتلالها الإستعماري القائم منذ عقود ولرفضها تنفيذ اي من القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وللإمعان بإرتكاب إنتهاكاتها وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية التي لا تقاس بما يحصل في اوكرانيا فالإحتلال واحد سواء في فلسطين أو أي مكان آخر في العالم .
▪ عدم المساواة بين المجرم الإسرائيلي والضحية الفلسطيني الذي يقف مدافعا عن نفسه ووطنه مناضلا من أجل الحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 .
الشعب الفلسطيني لم يعد تنطلي عليه العبارات الرنانة من قلق وغضب ورفض وإنما العبرة بأن تبدأ امريكا بالتعاون مع المجتمع الدولي بإتخاذ الإجراءات اللازمة وفق ميثاق ونظام الأمم المتحدة لإلزام سلطات الإحتلال الإستعماري العنصري الإسرائيلي بوقف جرائمه وإنتهاكاته وإنهاء إحتلاله الإستعماري لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة تنفيذا لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بغض النظر عن الفصل الصادرة بموجبه وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه بتقرير المصير المكفول بميثاق الأمم المتحدة وبالعهود والمواثيق الدولية. ..
الإنحياز الأمريكي للكيان الإستعماري الإسرائيلي وتمكينه الإفلات من المساءلة والعقاب يقوضان الأمن والسلم الدوليين. ..
الشعب الفلسطيني ماض في نضاله بكافة الوسائل المكفولة دوليا بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني حتى نيل الحرية والإستقلال. ..
فلننتصر لحقوق الشعوب بالحرية والإستقلال وتقرير المصير بتمكين الشعب الفلسطيني التمتع بحقوقه الأساس أسوة بباقي شعوب العالم…. ؟
هل من أمل أن تصطف أمريكا للحق الفلسطيني وتنبذ العدوان الإسرائيلي ؟
أمريكا. .بين الإنتصار للعدوان الإسرائيلي… والقانون الدولي متمثلا بالإنتصار لفلسطين ؟ د فوزي علي السمهوري
11