عروبة الاخباري- كتب سلطان الحطاب
احسن الرئيس ابو مازن في اختيار رئيس وزراءه الدكتور محمد إشتية الذي شهد عند تعيينه لغط الغيورين والحاسدين، والذين لا يرون إلّا خيالهم، فقد مضى الدكتور اشتية بخبرته ودرايته واخلاصه دون ان يلتفت، وحقق الكثير بل انه تجاوز الكثيرين، وقد لفت الانتباه عنده القدرة الدبلوماسية المقروءة ليس من خلال اخر اللقاءات التي تمت هذه العام ومشاركته الرئيس ابو مازن في كثير من المهمات الجوهرية واعرابه لكثير من الجمل في النص العربي والاجنبي، وصلابته في وجه الاجراءات الفاشية اليمينية الاسرائيلية، وتعزيز الروافع الفلسطينية وفي وجهها..
واذا كانت مقولة السفيرة أمل جادو امين عام وزارة الخارجية التي تنم عن التحدي في مواجهة الاحتلال صحيحة تماما حين قالت: ” ان لم نتمكن من الذهاب الى العالم – معلقة على منع اسرائيل لوزير الخارجية الدكتور رياض المالكي ولها من السفر بسحب تصاريح خاصة- فإننا سنأتي بالعالم الينا” وهذا ما يتم الان الى ان تتهاوى اسوار الاحتلال المادية والمعنوية..
ولعل اخر اللقاءات التي اجراها رئيس الوزراء اشتية كانت مع وزير الخارجية السويسري حيث بحث معه التوجه لمجلس الامن لإلزام اسرائيل بالاتفاقيات الموقعة والقانون الدولي ووقف كافة الاجراءات الاحادية ..
سويسرا كما يعلم الدكتور اشتية دولة موصلة بوصفها طرفا ودولة راعية لاتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها التي تمثل عصب القانون الدولي الانساني، ولذا دعاها الدكتور اشتية الى الضغط على اسرائيل لوقف اجراءاتها وانتهاكاتها..
وزير الخارجية الدكتور المالكي الذي سبق وان التقى مسؤولين سويسريين في اكثر من محفل بحث مع وزير الخارجية قضايا هامة وعلى رأسها التوجه الفلسطيني الى مجلس الامن لإلزام اسرائيل بالاتفاقيات الموقعة..
الدكتور اشتية والدكتور رياض المالكي ومعهم سفير فلسطين في سويسرا ليث عرفه اكدوا على وجود فراغ سياسي وتصعيد اسرائيلي غير مسبوق، وان اسرائيل تستغل وجود الفراغ السياسي لمواصلة سياساتها الارهابية والفاشية دون رادع، ولذا استوجب مناشدة والعمل مع الاطراف الدولية وخاصة سويسرا لخلق مسار سياسي جاد يرتكز على الشرعية والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية لانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية..
ان تراكم العمل السياسي والدبلوماسي الفلسطيني الذي قادته وزارة الخارجية الفلسطينية خلال السنة الماضية شكل تراكما نوعيا مهما للبناء عليه في مواجهة المخططات الاسرائيلية الرعناء، وتوظيف الجهد العالمي المؤيد للقضية الفلسطينية، حيث حصاد الزيارات الخارجية الفلسطينية التي انجزتها وزارة الخارجية في اكثر من 12 زيارة للعديد من دول العالم خلال العام 2022 واعطت ثمارها الان..