البيعة وثيقة تجسد التماسك الوطني بقلم الدكتورة ردينه العطي

 عروبة الإخباري بقلم الدكتورة ردينه العطي  
في سياق تسارع الأحداث قد يغيب عن ذهنية الفرد خصوصيته وأولوياته الذاتية لأن ما يحدث بهذه السرعة القصوى على كل الأصعدة عامة وعلى العرب خاصة وعلى منطقة الشرق الأوسط وشرقها العربي بشكل مباشر كل ذلك يجعلنا نتسائل حول ما هو معيار مقياس القوة التي يجب ان يستخدمها الأنسان حتى تتمحور اولوياته ما بين الذاتي الخاص والموضوعي الوطني العام
جاءت تلك الذكرى التي أعادت لنا أهمية أن يمتلك شعبنا قيادة حكيمة خاضت كل الأزمات والمعارك من أجل صناعة واستقرار هذا البلد الطيب وجعلت من كل قادة العالم عندما تسمع بشخصية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين تخجل امام طروحاتها وحكمتها ووزنها الدولي ونحن في المنطقة قد أنقلبت كل المبايعات الشكلية وترسخت المبايعة الحقيقية التي انتجت ذلك التماسك الداخلي وحصنت الوعي الأجتماعي الأردني بمفهوم محدد غاب عن كل السياسات والسياسين ان الثقة في القائد وأسناد كل توجهاته تعطي القائد مساحة أوسع للحركة في أطار الدبلوماسية الدولية لأنه يعتمد تماما على وعي جمعي اردني ومسؤوليات اجتماعية ووطنية وثقة دون تحفظ
هذا كله يعتبر الركائز الحقيقية لمنعة هذا الوطن وهي ما اكسبت جلالة الملك تلك الثقة الدولية الطابع نظرا لأنه عندما يلتقي اي من قيادات هذه الدول يرى فيه وثيقة توافقية حقيقية لهذا القائد خارج أطار التوافق القصري او القائم على الجبرية والفوقية لذلك
فانني ومن اللحظة الأولى بايعته في محيطي الخاص وبايعته ايضا خارج اطار المعايير النفعية بل كنت دائما اشرح بكل التفاصيل لكل من يؤازرني وفي اطار مؤسسات المجتمع المدني عن اهمية فهم ما يخطو إليه جلالة الملك لأن الثقة التي اعطيناه اياها حررته من بعد العامل الذاتي وطنيا في اطار مفهوم الضغط فبقي همه الأول والأخير أن يسير حقول الألغام الأقليمية والأزمات والأستهدافات الممنهجة لهذا الوطن بأقل الخسائر ومن منظور تعظيم الأنجازات ومعالجة الأخفاقات من خلال منظومة اقتصادية وسياسية مندمجة بعبارة واحدة فلنجعل من كل أزمة فرصة وهو تعبير لا يمكن ان يقرأ إلا بعمق
فالفرصة هي تفائل حكمة جلالة الملك التي تتناثر وتتتسرب بكل عقول الأردنيين ودائما وابدا هذه البيعة والوفاء كانت وستبقى مطلقة في شخص جلالته وأن من يرى الصورة الكلية لمشاريع التحديث السياسي ونعني الأصلاح الشامل والتعديلات الدستورية
يفهم تماما أن حكمة جلالة الملك وثقته بكل خطوة يخطيها لا يمكنها إلا ان تصب ولو بعد حين في رفعة وحصانة هذا البلد وهو على ثقة استمدينا منها كل جهد بأن المستقبل لا يمكنه الا ان يكون مزدهرا .

شاهد أيضاً

لمن المنابر؟* بشار جرار

عروبة الإخباري – يعاني البعض جراء سوء الحظ أو التقدير من ظاهرة اختطاف المنابر. لكن …