من خلال مشاهدتي لعشرات الفيدوات والمقاطع واتصالات من رجال اعمال وشخصيات خليجية من الكويت وقطر والامارات والسعودية تبين وبشكل واضح ان من انجح الدوري الخليجي بدون منازع هم اهل البصرة الطيبين الكرماء المسالمين الذين ملؤا شوارع البصرة ومقاهيها ومطاعمها يستقبلون الاخوة الضيوف ويعرضون عليهم الخدمة والطعام والمبيت في بيوتهم البسيطة ، هذا التصرف الانساني الحقيقي الكبير ابهر جميع الزوار وغير الصورة النمطية التي اعتادوا على مشاهدتها في التلفاز والاعلام من ان البصرة والعراق هو ساحة معركة وتناحر بين احزاب وفصائل مسلحة وصراع بين امريكا وايران للاستحواذ على مقدرات البلد، والمدينة في خراب لا مثله خراب .
الضيوف يعلمون بلاشك ان البصرة والعراق مروا بظروف صعبة جدا وحروب منذ 1980ولم يتبقى شيئا الا دمر واستهلك ولم يبدأ الاعمار الحقيقي لغاية اليوم لذلك لم يتوقع احد منهم ان يرى البنية التحتية المتطورة والعمارات الشاهقة والشوارع العريضة الحديثة والحدائق والمنتزهات والنظام المروري والامني الجديد بل كانوا يتوقعوا الاسوء والاخطر . الا ان طيبة البصراوي وكرمه وترحيبه بالضيف كما اعتاد منذ مئات السنين هي من افحم الضيوف وزاد من حبهم لهذه المدينه التاريخية العظيمة التي طالما تغنى بها الخليجين وحلموا بزيارتها وانتظروا سفنها لتنقل لهم المؤن والخيرات والمساعدات .
وهاهي البصرة اليوم تنهض من انقاضها وتزين نفسها بما هو متوفر وتلبس حليها التي اصابها الصدأ وتمسح دموعها وكأنها عروس فرحة بعودة اهلها واحبائها ليشاركوها فرحتها ويرقصوا على انغام خشابتها ويتمتعوا بانهرها وشواطئها وخيراتها بالرغم من سنوات الغياب والتعب والظلم والموت والاحتقان .
هنيأ لك يابصرتنا ، يا مصدر فخرنا وعزتنا ومسقط رأس ابائنا واجدادنا وجنة طفولتنا .
وهنيئا لكم ياشعبنا البصري الكريم فانت من نجحت هذا العرس ورفعت رأس العراقيين جميعا .
انها بارقة الامل والتغيير المنشود وعودة العراقي لاحضان اهله واشقائه العرب والانفتاح على جميع جيرانه .
انها نقطة الانطلاق للاعمار والبناء والانتقال لمرحلة جديدة في حياة العراقيين .
هنا يبدأ الحلم والحقيقة .