عروبة الإخباري –
هناك العديد من الناس من يعطي نفسه الحق في التحدث عن أعراض الناس وأحوالهم والتدخل في شؤونهم والاعتراض على تصرفاتهم بحجة الأمر بالمعروف وبحجة «أريد له الخير»، ونرى العجب العجاب من فئات هذه الشخصيات التي تعطي لأنفسها الحق بالتعدي على حقوق الغير والتدخل في شؤونهم.
ولهؤلاء نقول: توقفوا.. توقف يا هذا! فمن الذي أعطاك الحق بالتدخل في شؤون غيرك، بل من الذي أعطاك الوصاية عليه وإبداء رأيك بأموره والتدخل في شؤونه، من تعتقد نفسك؟
ومن أنت؟ وبأي حق تبدي رأيك في شؤون حياته؟ من دون أن يأذن لك هو بذلك.
ومن قال لك إن التدخل في شؤون الغير هو حق لك؟ وأي مبرر تقدمه لنفسك حتى تبرر تدخلك وتعديك على غيرك؟
شؤون الغير هي حق لهم من دون تعديهم على حقوق الآخرين.
ليس من حق كائن من كان أن يتدخل في شؤون غيره، فهي حق خاص له ما دام انه لم يتعد على حقوق غيره أو يعتدي عليها، يا هذا.
متى يكون لك الحق بالتدخل؟
اسمع واعتبر..
يجوز لك التدخل عندما يطلب منك الشخص المعني المساعدة.
وأيضا يجوز لك التدخل عندما ترى أحدا يعتدي على حق غيره وينتقص منه.
هل فهمت؟ هل اعتبرت؟
إذن، يا هذا الزم حدودك! واغلق فاك! وكف أذاك! واحترم خصوصيات غيرك من الناس واعتبر بقول الشاعر حين قال:
وما بال أقوام لئام ليس عندهم
عهد وليس لهم دين إذا ائتمنوا
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا
منا وما سمعوا من صالح دفنوا
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به
وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا
والعبرة لمن اعتبر بغيره والسلام على من اتبع الهدى. دمتم في حفظ الله ورعايته.