عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
تركت رأيي وانطباعي عن المستشفى الذي أحببته وتعالجت فيه أكثر من مرة لدى أفضل الاطباء فيه وهو الدكتور يوسف القسوس الذي يعرفه الاردنيون جيداً كطبيب وحكيم وانسان ودود ومحب وحريص.. ولا اعتقد ان طبيبا نال من السمعة الطيبة والتقدير والمكانة بأكثر مما نال الدكتور القسوس صاحب كتاب “من الجندية الى الطب”..
قلت: لماذا اصبح مستشفاكم هكذا؟ وأين أيامه المميزة ورغبة المرضى في ان يكونوا من مراجعيه ونزلائه؟ نظر اليه وكأنه يتوقع مني المزيد فصمت لأرى ردّة فعله فقال: “معك حق”.. وقد نقد الادارة وحمّلها المسؤولية.
قلت: ولكن الادارة السابقة المميزة في زمن الدكتور باسم سعيد كانت تستقطب رضى المرضى والمراجعين، وقد رأيت كيف كان المرضى يختارون المستشفى ويحرصون على ان يكون وجهتهم.
والحقيقة ان المريض يختار الطبيب في الدرجة الاولى، فقد ضم مستشفى عمان الجراحي نخبة من اطباء الاختصاص المميزين الذين عملوا فيه، وقد ترك معظمهم نتائج التبدل السريع لادارته التي لا يعلم بدوافعها أحد، ولولا بقاء الدكتور القسوس الذي كان نائب لرئيس مجلس الادارة لفرط عقد المستشفى، فالذين جاءوا يعتقدون انهم يحملون عصا سحرية للتغيير والاصلاح اخذوا المستشفى الى حيث التراجع والجفاء وانقباض الوجه وتحسيس المراجعين بأنهم في حالة جباية ودفع فواتير فقط..
تجربتي الاخيرة مع المستشفى لم تكن مريحة، وهي دافعي للشكوى مع شخصية مرجعية اعتقد انها ما زالت تملك مفتاح التغيير والاصلاح اذا ما اتيح لها ان تعيد موضعة الاشياء وان تسمي الاشياء بأسمائها..
قد تكون عناصر انتهازية وصاحبة مصلحة قد دخلت الى التركيبة المحترمة في المستشفى لتضرب فيها وتغري المالكين بأنها الاقدر على الخروج بالمستشفى الى افاق اوسع، خاصة بعد الكورونا.. ويبدو ان ذلك ما حصل، ولذا فإن اطفاء بؤرة التوتر المجلوبة يمكن حصارها والتخلص منها واعادة الامور الى نصابها.
لقد غادر المدير العام للمستشفى حيث لا اعرف ولكن يمكن بوعي وعقل اقناعه بالعودة لاستئناف العمل مع شبكة العلاقات الواسعة التي بناها المستشفى عبر سنوات عديدة وتفعيلها، فما زال المراجعون يسألون عن ادارة معينة خدمتهم واختاروها، وما زال المراجعون يطلبون الدكتور القسوس ليسألوه عن اسباب عديدة..
ما أنا إلا مراجع تعالجت بالمستشفى ووجدت خدمة مميزة، وحين عدت لم اجد شيئا سوى النفور والتصلب واجواء لم نكن تعهدها..
الادارة الجديدة يجب ان تقبل النقد ويجب ان تفرد الاوراق على الطاولة، واعتقد ان المالكين في الدرجة الاولى لا يهمهم من اوصى بمقدار ما يهمهم انقاذ المستشفى واعادة السمعة الطيبة له..
فهل يقع التغيير وهل يقع الاصلاح بسرعة؟ وهل تنهض الادارة المركزية في مجلس الادارة بانتشال المستشفى الذي يعترف الدكتور القسوس بأنه تراجع كثيرا ولأسباب ربما يعرفها الدكتور أكثر من غيره ولديه الشجاعة ان يشير اليها، رغم ان الرجل لا يتبرع بتقديم اي معلومات مجانية عن الوضع ما دام قادراً على التغيير..
كنت تعرفت على المستشفى وابرز اطباءه المحترمين منذ سنوات طويلة وعلى رأسهم المميز طبيب الجهاز الهضمي الدكتور زياد شرايحة واخرون منذ تولت ادارة بعد ادارة غيث الشبيلات المستشفى وانتقلت ملكيته بالكامل لاخرين، وبدأ الاقلاع وتميز في ظل ادارة الدكتور باسم سعيد الذي استطاع بحنكة ودراية وصبر ان يعيد المبالغ التي كانت على الحكومة الليبية شأن المستشفيات الاخرى الاردنية التي استرد الكثير منها اموالهم بعد طول انتظار..
كان صديقي عبد الحي المجالي من احرص المراجعين للمستشفى الذي كان يتعالج فيه الدكتور عبد السلام المجالي ، كما انني زرت فيه اثناء العلاج دولة “ابو نشأت” طاهر المصري واخرون كانوا يفضلونه..
ليس صعبا استعادة المستشفى ودوره وسمعته ويمكن ذلك، فالرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطل.. وفي الاخير لا يصح الاّ الصحيح.. ويصير كسر جمل من اجل عشاء واوي، والتحية للدكتور يوسف القسوس الذي يليق به ان يكون دائما في المكان المميز الذي يترك فيه بصماته..