عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
هذا قرار أممي جديد يؤكد سيادة الفلسطينيين على مواردهم الطبيعية وهو يستحق الاحتفال به والاحتفاء بصدوره، فقد جاء ليصب بشكل فاعل وواضح في مسيرة العمل السياسي والدبلوماسي التي دشنها وآمن بها الرئيس محمود عباس.. ونهضت بها اجهزة وزارة الخارجية الفلسطينية التي تقطف الآن نتائج عملها..
لم يكن صدور مثل هذا القرار سهلا وسط معركة الحقوق الفلسطينية التي عملت اسرائيل منذ نشوءها على مصادرتها وانكارها واستبدالها بالاحتلال والهيمنة في ابشع ممارسات التهويد والاسرلة..
نعم جاء القرار ينص على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والسيطرة على موارده الطبيعية الوطنية التي يصادرها الاحتلال، كما جاء يفضي الى الأخذ بكل قرارات الشرعية الدولية التي مازالت اسرائيل تدير لها الظهر..
اخر القرارات الايجابية التي صدرت عن مجلس الأمن كانت القرار 2334 الذي صدر في اواخر عهد الرئيس الامريكي اوباما وقد عملت اسرائيل على محاولة القفز عنه، واستعملت نفس الاسلوب في ان تبقى فوق المسائلة وان تستقوي بالقوي الاستعمارية المؤيدة لها، والتي راهنت دائما على ان تستثمر في انقاذها.
كانت الايام الماضية مرحلة اختبار للارادة الدولية في الامم المتحدة لتنفذ بهكذا قرار، كما كانت اختبار للارادة الفلسطينية المثوثبة والمؤمنة بعدالة قضيتها..
نعم عادت الجمعية العامة في قرارها الجديد التأكيد على حق الفلسطينيين الدائم وغير المشروط في تقرير المصير بما في ذلك خيار اقامة دولة، ويتطلع الى الانجاز المبكر لهذا الحق..
اذن هذا مفتاح اخر للقفل الفلسطيني الذي تحاول اسرائيل مصادرة مفاتيحه، والقرار يطلب من الامين العام للامم المتحدة ان يحيل هذا القرار الى حكومة اسرائيل وجميع الحكومات الاخرى وان ينشره على اوسع نطاق ممكن، ويتيح للجنة حقوق الانسان قبل عقد الدورة السابعة والخمسين جميع المعلومات المتعلقة بتنفيذ هذا القرار من جانب حكومة اسرائيل..
كما جاء في القرار انه تقرر ان تدرج في جدول الاعمال المؤقت لدورتها السابعة والخمسين البند المعنون “حق الشعوب في تقرير المصير” وتطبيقه على الشعوب الواقعة تحت السيطرة الاستعمارية او الاجنبية او الاحتلال الاجنبي، وللنظر الى الحالة في فلسطين المحتلة في اطار هذا البند من جدول الاعمال، باعتبارها مسألة ذات اولوية عالية..
وكان هذا القرار الهام قد اعاد التذكير بقرارات الامم المتحدة التي تصب في نفس السياق، وكشف عن ان دول العالم وشعوبه ما زالت تؤمن وتؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وقد جاء التأييد بـ 168صوتا وعارضته (6) وامتنعت (9) ..
اما من عارض فهي اسرائيل وتشاد وجزر مارشال والولايات المتحدة وجزر مغمورة هي ميكرونيزيا وناورو وكالعادة كأنها صنعت من اجل ذلك، والتي امتنعت هي ايضا دول هامشية على شكل جزر في المحيطات وبعض الدول ذات التبعية للولايات المتحدة واسرائيل..
القرار قدمته مصر بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية..
القرار يعيد الثقة للشعب الفلسطيني في المطالبة بحقوقه، كما يشير الى ان الجهود الدبلوماسية والسياسية التي يقودها الرئيس عباس تثمر رغم كل اشكال مقاومتها من الاحتلال الذي يتصدى لكل قرار اممي قبل صدوره باعتى مما يتصدى بالاسلحة..
تستحق وزارة الخارجية الفلسطينية الذراع الدبلوماسي والسياسي الفلسطيني لدولة فلسطين وسلطتها الثناء على العمل الكبير الذي قامت به منذ طلب الفتوى السياسية لهذا الموضوع، والجهود التي قامت في اروقة الامم المتحدة ولدى وزارات الخارجية في دول العالم، وحصاد الزيارات الوفير الذي قامت به الخارجية الفلسطينية طوال السنة الماضية بدعم وتوجيه من الرئيس ابو مازن..
قد يقول قائل وما الفائدة طالما ان اسرائيل تضرب بالقرارات عرض الحائط، والجواب بسيط في ان هذا القرارات هي وثائق دولية في غاية الاهمية، فهي اي قرارات الشرعية الدولية تُفقد اسرائيل شرعيتها حين لا تنفذها، اذ سيأتي اليوم الذي لن تتمكن فيه اسرائيل من الاستمرار في مواقفها طالما يجري حصارها بالمواقف الدولية، التي يعمل الفلسطينيون الى كسبها كما هذا القرار، وما زلنا نذكر قرار مجلس الامن 425 بخصوص جنوب لبنان الذي بقي طي الملفات وقد سخرت منه اسرائيل الى اللحظة التي تسلحت به المقاومة اللبنانية وكنست الاحتلال من الجنوب اللبناني..
هذا القرار يرفد قرارات 181 قرار حل الدولتين وقرار 194 حق العودة وقرارات اخرى ويفتح عليهما، ويشير الى ان العالم الحر الذي يؤمن بحق تقرير المصير قد قرف من السياسات الاسرائيلية، وانه يدينها، والقرار يدعو الفلسطينيين والعرب والدول المحبة للسلام ان تدفع باتجاه ترجمة ما جاء فيه دون تردد..
التهنئة اولا لشعبنا الفلسطيني الذي ما زال يمسك بقضيته ويناضل من اجلها،وللقيادة الفلسطينية التي يمثلها الرئيس عباس والذيظل يؤمن باسلوب العمل السياسي والدبلوماسي كخيار اساس يؤيده العالم، كما للخارجية الفلسطينية وكوادرها الاساس التي تجوب العالم لتحصد التأييد المتزايد دون كلل او ملل.. ولمصر على دورها وللاردن على مواقفه التي عبر عنها مرارا وزير الخارجية ايمن الصفدي..
مبروك لفلسطين وقيادتها!!
10