عروبة الإخباري – كثفت جماعات “الهيكل” المزعوم حشدها لاقتحام واسع للمسجد الأقصى المبارك، على مدى الأيام الثمانية لـ”عيد الأنوار- الحانوكاه” العبري الذي يبدأ غدًا الأحد، وسط دعوات فلسطينية بضرورة الحشد الواسع وتكثيف الرباط في المسجد، للتصدي لتلك الاقتحامات وإفشالها.
ومن المتوقع أن يشهد الأقصى مزيدًا من الاقتحامات والانتهاكات الإسرائيلية خلال فترة العيد اليهودي، التي تمتد حتى يوم الاثنين الموافق 26 ديسمبر الجاري، وفي ظل حكومة الاحتلال المتطرفة، والتي تسعى إلى تهويده وفرض التقسيم الزماني والمكاني.
وتتطلع “جماعات الهيكل” إلى إضاءة شمعدان “الحانوكا” داخل الأقصى، وتسعى منذ عام 2017 إلى تطوير عدوانها خلال “عيد الأنوار” ليتحول إلى ساحة الإمام الغزالي أمام باب الأسباط مباشرة، بحيث تشعل الشمعدان ملاصقًا للباب تمامًا، مطالبة بإدخال طقوس إشعاله إلى داخل المسجد.
وفي هذا العيد، يتعمد المستوطنون نقل الرقص والغناء والاحتفالات إلى مختلف أبواب الأقصى ليلًا، كأبواب السلسلة والغوانمة والقطانين، مستفيدين من حكم كانت المحكمة الإسرائيلية العليا منحتهم إياه في 17 ديسمبر 2017، ويقضي بالسماح بصلوات اليهود الجماعية العلنية على أبواب الأقصى من الخارج.
ونصبت الحاخامية الرسمية بالتعاون مع ما يُسمى “صندوق تراث الحائط الغربي”، وبلدية الاحتلال في القدس المحتلة شمعدان الاحتفال المركزي في ساحة البراق غربي الأقصى، وأعلنت أن إشعال الشمعدان سيتم كل يوم في تمام الساعة 4:30 مساءً.
وتنشط في العيد “منظمات الهيكل”، مثل “نساء لأجل الهيكل”، “طلاب لأجل الهيكل”، “برنامج هليبا التوراتي”، و”اتحاد منظمات الهيكل” بدعوة المستوطنين للمشاركة الواسعة في اقتحامات مكثفة ومستمرة للأقصى، بذريعة إقامة طقوس وشعائر تلمودية للاحتفال بـ”عيد الحانوكاه”.
ويعد “هذا العيد بحسب الموروث اليهودي من أكثر الأعياد ارتباطًا بالهيكل المزعوم، لذلك فهو من أكثر الأعياد والمواسم اليهودية ربطًا بالأقصى من ناحية القصة والرواية التوراتية، فالأعياد السابقة جميعها لا ترتبط بالهيكل المزعوم حدثًا أو مكانًا بشكل مباشر”.
وتأتي هذه التحضيرات، فيما حذرت شخصيات فلسطينية من مخاطر تضاعف اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، ومن محاولات تهويده وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، مشددين على ضرورة تكثيف الرباط في المسجد وحماية قدسيته والدفاع عنه من مخططات الاحتلال.
استفراد بالأقصى
الباحث في شؤون القدس جمال عمرو يقول إن المستوطنين يستعدون لتنفيذ أوسع اقتحامات للمسجد الأقصى على مدار ثمانية أيام، ويتحدثون علنًا عن صعودهم إلى ما يُسمى “جبل الهيكل”، في محاولة للاستفراد بالمسجد واستباحته بالكامل.
ويوضح عمرو في حديث لوكالة “صفا”، أن الجماعات المتطرفة تسعي لتفريغ الأقصى من المسلمين، وتصفية الوجود الفلسطيني فيه، بهدف تكريس الوجود اليهودي داخله، فهم يعتبرونه “جبل الهيكل”، وأن “قدس الأقداس سوف تُبنى في هذا المكان المقدس”.
ويشير إلى أن “عيد الحانوكاه” سيتخلله اعتداءات وانتهاكات واسعة بحق الأقصى والمصلين، بما فيها أداء بعض الطقوس التلمودية في باحاته، لافتًا إلى أن الجماعات المتطرفة نصبت الشمعدان في حائط البراق، الذي يعتبر جزءًا لا يتجزأ من الأقصى.
ويرى أن العدوان الإسرائيلي على الأقصى سيكون متعدد الأشكال، وله مضمون في منتهى الخطورة، “ألا وهو وضع اليد على المسجد المبارك بالكامل، واعتباره مكانًا مقدسًا لليهود”.
ويتوقع عمرو تشديد الإجراءات الإسرائيلية بحق المصلين الفلسطينيين الوافدين للأقصى، مع انتشار مكثف لشرطة الاحتلال خارج المسجد وداخله، وفي البلدة القديمة، لتأمين اقتحامات المستوطنين، ومنع المسلمين من الوصول إليه، والتصدي لتلك الاقتحامات.
وما يزال هناك عشرات المبعدين والمبعدات عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، لفترات متفاوتة، بقرار عسكري إسرائيلي.
ويؤكد الباحث في شؤون القدس، أن “الاحتلال يسعى إلى تحقيق كارثة بحق الأقصى، ويعمل على هذا الأساس عبر التحضير لها أمنيًا وعسكريًا وسياسيًا ودبلوماسيًا وحاخاميًا، في ظل غياب مؤسف للدول العربية إزاء ما يجري”.
ويطالب عمرو بضرورة وضع برنامج عربي وإسلامي وفلسطيني واضح، واتخاذ موقف حازم وحاسم للرد على ما يجري بحق الأقصى، ولمواجهة اعتداءات ومخططات الاحتلال فيه.