عروبة الإخباري – نعى الرئيس محمود عباس، إلى أبناء شعبنا واحرار العالم، القائد الوطني الكبير، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني السابق، وعضو اللجنة المركزية لحركة ‘فتح’، وأحد مؤسسي الحركة، سليم الزعنون (أبو الأديب)، الذي انتقل إلى جوار ربه في عمان، اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز 89 عاما.
وأثنى الرئيس على مناقب المناضل الوطني الكبير، ومسيرته المشرفة، وعطائه وعمله القيادي في صفوف حركة فتح والثورة الفلسطينية ومؤسساتها، والذي أفنى حياته في الدفاع عن حقوق شعبنا وقضيته العادلة على طريق الحرية والاستقلال.
وقال الرئيس ان الراحل قضى عمره مناضلا صلبا وكان نموذجا للمناضل الوطني العروبي المثقف.
وأعرب عن تعازيه الحارة لعائلة الفقيد ورفاق دربه بالنضال، أبناء حركة فتح والحركة الوطنية الفلسطينية، ولأبناء شعبنا وكافة وأحرار العالم، سائلا المولى عز وجل، أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وقد توفى، مساء الأربعاء، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني السابق سليم الزعنون.
وأفادت مصادر محلية بوفاة سليم الزعنون “أبو الأديب” رئيس المجلس الوطني السابق بعدصراع مع المرض ناتج عن التقدم بالعمر.
بدوره نعى وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، القائد الوطني الكبير عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وأحد مؤسسيها ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني سابقا سليم الزعنون، قائلًا “رحم الله القائد ابو الاديب مع الشهداء والصديقين في جنات الخلد باذن الله”.
من هو سليم الزعنون
ولد “أبو الأديب” في غزة بتاريخ 28/12/1933، وله من الأخوة ثلاثة هم: د. رياض الزعنون ود. محمد الزعنون ورفيق الزعنون. وله من زوجته “نجوى” ابنتان وثلاثة أولاد هم: مها ومنى وأديب وهشام ورامي. أما والدته فهي من عائلة الشريف التي هاجر أفرادها من يافا إلى غزة.
تأثر “أبو الأديب” بوالده الذي ترك الدراسة ليتحمل وزر إعالة أسرته، رغم أنه كان من الأوائل على صفه، وعمل في مجال الأحذية، ثم تدرج في أعمال التجارة حتى أصبح وكيل ماكنات الخياطة من نوع “سنجر” في عام 1976.
وعندما يسترجع “أبو الأديب” ذاكرته الطفولية يقول: “كنت في الخامسة من عمري عندما أحضر لي والدي طاقية مشغولة من الصوف مكتوباً عليها “سليم” وقال إنها هدية من عمك “فلان” من عائلة البيطار الذي سجنه الإنجليز، وكان (ديب الزعنون) يزوره في سجنه ومداوماً على زيارته، وقد صنع لك هذه الطاقية وكتب عليها اسمك ويتمنى أن يخرج من سجنه ويراك يا سليم”.
لقد تعلق “أبو الأديب” بوالده “ديب الزعنون” حافظ القرآن والأشعار وأحداث التاريخ، وكان يصحبه معه عندما يزور أصدقاءه من الشعراء وقرّاء القرآن. وقبل سن الخامسة أرسله أبوه الى كتّاب كان يديره الشيخ خليل الغزالي في مسجد الشمعة في حارة الزيتون بغزة. وفي هذا يقول “أبو الأديب”: لم أكن أفهم سوى حلاوة ألفاظ القرآن الكريم، ولم يعجبني الحال، فطلبت من والدي أن أذهب إلى مدرسة نظامية” فأخذه والده إلى مدرسة الإمام الشافعي. وفي الصف الرابع الابتدائي بدأ يتعلم اللغة الإنجليزية، وكان ينفر منها، ويزداد تعلقه باللغة العربية. وفي الصف الخامس الابتدائي لاحظ والده تراجع علاماته، بشكل عام، خصوصاً باللغة الإنجليزية، وتعلل، كما يفعل الطلاب عادة بقوله: “إن الاستاذ يعمل ضدي ويظلمني” ولكن والدته كشفت سره لوالده وقالت له: “ولدك يتأخر في النوم ويقرأ على ضوء المصباح قصة عنترة بن شداد على حساب مراجعة دروسه” التي تقع في ثمانية مجلدات، وكل مجلد فيه خمسمائة صفحة، وكان يحفظها عن ظهر قلب، ويرويها لأصدقائه. وفي هذا يقول “أبو الأديب”: “لا زلت حتى يومنا هذا أتذكر أحداث أربعة آلاف صفحة صفراء قرأتها عن عنترة بن شداد، وعندما أحدث أحفادي أقول لهم لا زلت أحفظ ما قاله الراوي: “فإذا بغبار ثار وسد منافذ الأقطار، وانجلى من تحت الغبار كوكبة من الفرسان تنادي: يا لعبس يا لذيبان. أتاكم حيّة بطن الواد، القوي العماد، عنترة بن شداد”.
إن تعلق “أبو الأديب” باللغة العربية، وبالشعر، مكنته من أن يكون شاعراً المعياً، وظف شعره لخدمة قضيته، والتغني ببطولات وأمجاد شعبه.
أكمل “أبو الأديب” دراسته الثانوية في غزة، ودراسته الجامعية في كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول، التي سميت بعد ثورة تموز (يوليو) جامعة القاهرة. وبعد تخرجه بتقدير جيد جداً في صيف عام 1955، وكان الرابع على دفعة الخريجين، انتسب للدراسات العليا، ورجع إلى غزة فعمل في سلك التدريس، ثم في سلك القضاء، الذي بقي يعمل فيه، حتى في دولة الكويت التي عمل فيها إلى أن تفرغ للعمل في منظمة التحرير الفلسطينية.