عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
انصت الرئيس الصيني شي جين بينغ لحديث الرئيس محمود عباس بشكل عميق وفاعل قبل ان يتحدث مؤيداً لما طرحه.. فهل صدقت مقولة الزعيم الصيني الراحل ماوتسي تونغ حين قال: “ان الامبريالية ستخشى الصين والعرب”..
وهل يمكن ترجمة ذلك وقد بدأ امكانية ان يكون الصينيون والعرب في خندق اقرب الى حماية مصالحهم من اي وقت مضى بعد كل هذا الطغيان في المنطقة والعالم..
ظلت الصين تؤيد القضايا العربية وتسندها على المستويات السياسية والاقتصادية ولعل القمة العربية الصينية شاهد على ذلك وبداية بناء عمل مشترك بين الجهتين المؤثرتين في اعادة موضعة القطبية الجديدة التي تسعى لها الصين والتي يراها العرب مخرجا لهم من حصار سياسة القطب الواحد الامريكية وابتزازها..
العرب اليوم اكثر تطلعا للانطلاق الى عالم ينصفهم ويقف الى جانبهم بعد ان ذاقوا اشكال التدخلات وجربوا الضعف والتهمميش..
قمة الرياض الصينية العربية جاءت تدشيناً لعهد جديد ورد اً على مواقف امبريالية استمرأت السيطرة والتحكم والابتزاز..
يمكن قراءة القمة العربية الصينية من بعدين الاول عربي صيني يؤكد ويفتح باب التعاون بشكل اوسع عربيا وصينياً في مشاريع كبرى وتعاون جديد في مجالات التكنولوجيا والتصنيع والنفط والطاقة وعنوانه الحزام والطريق الذي سيمكن الصين من مواصلة انطلاقتها ..
اما المستوى الثاني فان العرب يتطلعون لانصافهم في قضاياهم السياسية وخاصة القضية الفلسطينية التي تقدمت الصين منذ فترة برؤية صينية لحلها، وهي رؤية ترفد المبادرة العربية وتوفر لها رافعة..
لقد ظلت الصين وبدوافع ايدولوجية وبراجماتية تؤيد القضية الفلسطينية وتواكب تطورها دون تجاوز بل مساعدة واسناد منذ البدايات، حين وقفت الصين في زمن ماوتسي تونغ الى جانب الفلسطينيين تسليحا وتدريبا، وبعد ذلك وفي هذه المرحلة ما زالت تؤيد الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وتقف الى جانبه وتدعمه بشكل متوازن من خلال رؤيتها المعروفة..
في الرياض كان الرئيس محمود عباس نجم القمة حين تميّز حضوره منفرد مع الرئيس الصيني، وهذا اللقاء ليس الاول بل ان الرئيس زار الصين ثلاث مرات وهو مدعو لزيارتها ايضا، وقد وضع الرئيس عباس الرئيس الصيني في صورة التحديات الماثلة في فلسطين الان وخطورة قدوم حكومة اسرائيلية يمنية جديدة الى الحكم..
محادثات الرئيس عباس مع الرئيس شي جين بينغ كانت في غاية الاهمية، اذ ما زالت الصين تدعم حل الدولتين وما زالت ترى في هذا الحل اساس السلام في الشرق الاوسط، وما زالت تدعو الى تعاون على اساس من الاستثمار المشترك والانفتاح..
القمة العربية الصينية وفي مقدمتها الفلسطينية الصينية تعنون مرحلة جديدة، وتأتي رداً على المواقف الامريكية المنحازة التي عبرت عنها القمة الامريكية العربية التي عقدت في الرياض، حيث سالت من بعدها مياه كثيرة تحت الجسر كما يقال..
الرئيس عباس كانت فرصته ان يستعيد وهج القضية عربيا وان يؤكد من خلال القمة وعلى هامشها مع العرب مركزية القضية الفلسطينية، وان يعيش المناخ العربي الذي بدأ يعلن عن نفسه بشكل اكثر انصافا ووعيا.
لقد شكلت اللقاءات الجانبية والثنائية للرئيس الفلسطيني مع القادة العرب على هامش القمة ومن خلالها اعادة بناء وترميم مواقف عربية جديدة ستعطي ثمارها، فقد جرى اعادة الالتزام بشكل واضح بالبعد العربي للقضية الفلسطينية من اكثر من بلد عربي، وبين يدي الرئيس عباس الذي يعود مرتاح لما حدث وخاصة من جانب المملكة العربية السعودية التي جددت التزاماتها، وايضا من جانب بعض الدول العربية التي اغواها التطبيع السريع والمستعجل فاعادت عكس تمسكها بالقدس والقضية..
زيارة الرئيس عباس وشراكته في القمة شكلت مرحلة جديدة ومنعطفا واضحا لمواجهة ارهاب اليمين الاسرائيلي الذي لن يودي بأي فرصة سلام بل سيودي باسرائيل نفسها كما ورد على لسان اكثر من مسؤول اسرائيلي..
فمخططات اليمين الاسرائيلي وعربدته لن تجدي لأن الشعب الفلسطيني وبإرادة قيادته بدأ يخرج للمواجهة بأشكال مختلفة، وسيعلم اليمين الفاشي الاسرائيلي انه يواجه شعبا مكافحا عنيدا يمضي الى حق تقرير مصيره مهما تسلحت اسرائيل وبلغت من العتوّ والغطرسة..
مقابلة الرئيس عباس الاخيرة لقناة العربية تطلق اشارات عودة الروح وعودة الوعي وعودة الكفاح، وستسقط كل الاساليب الاسرائيلية المغامرة في شيطنة الرئيس والسلطة الفلسطينية وتهديدهما..
أبو مازن.. نجمة فلسطين تتوهج في الرياض..
10
المقالة السابقة