عروبة الاخباري – كتب سلطان الحطاب
رسول فلسطين كانت في فنلندا والنرويج وايسلندا التقت مسؤولين هذه البلدان من وزارة الخارجية ومساعديهم، والتقت نوابا وشيوخا ووزراء وسفراء وجاليات فلسطينية، وسفراء عرب، والقت العديد من المحاضرات وشرحت مآلات القضية الفلسطينية، وعذابات الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، ومعاناة القتل والتعذيب وهدم البيوت ومصادرة الاراضي والاستيطان والاعتقالات والقتل بدم بارد في كل يوم في المدن والقرى وعلى مفترقات الطرق..
اعادت رسم صورة الفاشية الاسرائيلية لتذكر ان الممارسات النازية والفاشية التي خبرتها اوروبا قبل الحرب العالمية الثانية مازالت قائمة، وهذه الممارسات هي التي دفعت الرئيس عباس ليتكلم بصراحة ووضوح عن ما وصل اليه الشعب الفلسطيني من ضيق وغضب وحالة تفجر قد تقود لانفجار كبير لا يعرف احد مداه، حين تواصل اسرائيل استفزازها وسياساتها الارهابية التي بدأ الرد عليها وقد يتطور..
الدكتورة امل جادو وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية والتي اسميتها “فراشة الدبلوماسية الفلسطينية” هذه السيدة التي تواصل عملا دؤوبا متواصلا لا تعرف الارهاق، فقد احصيت لها خلال شهرين اكثر من عشرين محاضرة ومقابلة واكثر من ثلاثين لقاء مع دبلوماسيين عالميين ومسؤولين، وقد زارت خلال ثلاثة اسابيع عشر دول وبرلمانات، وتركت حصادا وفيرا..
انها تحب عملها وتعمل على تكثيفه وجرد الحساب فيه، فما ان تترك عاصمة زرعت فيها لفلسطين شيئا حتى تعاود لترى وتطمئن وتسأل…
لقد اعجب الدبلوماسيون بطريقتها الواضحة والمريحة والواعية في الاستقطاب والاقناع، وبسط الحقائق، يساعدها في ذلك وعيها على قضيتها واتقانها لغة العالم ودربتها السياسة وحملها لقضية عادلة وكفاحها ضد عدو لئيم..
لقد تمثلت دائما القول “ان اكبر غنائم المرء هي تجاربه” وقال عنها بعض من تابعوها واقروا بدورها انها “رسول فلسطين للعالم”، وانها افضل من مثل فلسطين في الساحة الدولية.. لا تملك ترف الوقت او الانتظار ولا تجد مجالا للراحة، فقد حملت قضية كبيرة وغلقت عليها كل المساحات المكانية والزمانية لدرجة انها تكتفي احيانا برؤية صورة أمها التي تسكن بيت لحم، لانها لا تستطيع ان تصلها لضيق الوقت، وتخاطبها في الصورة “نفسي اشوفك يمّا .. نفسي أشوفك””.. لقد كانت الصديقة رانيا حدادين قد عرفتني عليها اثناء نشاط لها في عمان، واعتقد انها بذلك قدمت لي نموذجا لا يتكرر فمعرفة المميزين فضيلة..
وحين اشفقنا عليها من زيادةه تكليفها لنفسها في مهام مستمرة ومتعبة بين سفر ومحاضرات ولقاءات وسهر، وقلنا لها انك مبهرة قالت: “والله خجلتوني عملي وجهدي والتزامي نابع من حبي لفلسطين الوطن والهوية والبداية والنهاية الاكبر منا جميعا..
امل نموذج للمرأة الفلسطينية المكافحة التي تحمل رسالة ونموذج للدبلوماسي انطلق برسالته وتاديتها، وهي نموذج للثقة التي وضعتها فيها قيادتها وهي تحتفظ بشبكة علاقات طيبة مع شعبها واهلها واقاربها والعاملين معها، ومن تلتقيهم، وتجيب على اسئلتهم، وقد وجدتها على صفحة الاعلامية النشيطة وصال ابو علياء التي تشارك الاعجاب بها، واستعنت بالكم الهائل مما نشرته عنها الاعلامية وصال، ومما قراته على صفحة امل جادو والذي استغرقني ليلة بكاملها، ولاكثر من ست ساعات حتى تمكنت من قراءة جولاتها عبر اكثر من ثلاثين بلدا في عام واحد، خلاف المحاضرات لها واللقاءات المحلية..