عروبة الاخباري- كتب سلطان الحطاب
أحدثت المحاضرة التي القتها الدكتورة السفيرة أمل جادو وكيل وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في مدينة هلسنكي اثناء زيارتها الى جمهورية فنلندا والتي جاءت تحت عنوان “دور المجتمع الدولي في انقاذ حل الدولتين” ردود فعل واسعة ايجابية، حيث تناولتها وسائل الاعلام الفنلندية والدولية ومراسلو الوكالات الاجنبية بالاهتمام..
المحاضرة جاءت في سياق الزيارة الرسمية التي قامت بها السفيرة جادو التي شكرت الحكومة الفنلندية على الدعم السياسي والتنموي لفلسطين، وجاء الشكر باسم وزير الخارجية والمغتربين الدكتور رياض المالكي وباسم الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الفلسطينية .
وكانت وزارة الخارجية الفنلندية قد استقبلت السيدة جادو التي ترأست مشاورات سياسية بين الوزارتين بحضور السفير الفلسطيني في فنلندا واعضاء من السفارة، وفي الجانب الفنلندي المدير العام لشؤون افريقيا والشرق الاوسط صوفي فروم ايميسبرغ، والسفيرة الفنلندية لدى فلسطين بايفي بيلتوكوسكي..ومسؤول ملف فلسطين لدى وزارة الخارجية الفلندية يارنو فيلاماكي.
الزيارة الفلسطينية وضعت الجانب الفنلندي في صورة اخر التطورات في الوضع الفلسطيني والانتهاكات الاسرائيلية الارهابية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وكشفت السفيرة جادو عن حجم الممارسات الاحتلالية وخاصة التي يمارسها المستوطنون تحت حماية الجيش الاسرائيلي، وايضا موجة التوسع الاستيطاني والانتهاكات ضد المقدسات الاسلامية والمسيحية.
وتحدثت السفيرة عن ملف المصالحة الفلسطينية والمعوقات التي تضعها اسرائيل في وجه الانتخابات الفلسطينية، حيث يستهدف الاحتلال منع الاهالي المقدسيين من المشاركة..
دعت جادو الجانب الفنلندي للاعتراف بدولة فلسطين والعمل على دفع المفاوضات السابقة من اجل توقيع اتفاقية الشراكة الكاملة بين فلسطين والاتحاد الاوروبي قريبا ..
المسؤولة الفنلندية ايميسبرغ أكدت على علاقات الصداقة مع فلسطين، وكشفت عن دعم بلادها المتواصل والمتزايد لوكالة الاونروا خلال السنوات الثلاث الاخيرة بمقدار 10 مليون يورو، اضافة الى ما يقدم للوكالة من فنلندا سنويا بقيمة (5) مليون يورو، وعن تقديم مليوني يورو اضافية مجددا لتوفير خدمات صحية وتعليمية للفلسطينيين في مخيمات اللجوء داخل فلسطين وخارجها..
العلاقات مع فنلندا تتطور حيث تساند فنلندا على دعم صمود الفلسطينيين في مناطق (ج) وفي القدس الشرقية وقطاع غزة.. ودعم مستشفيات القدس..
فنلندا صديقة للشعب الفلسطيني، وكانت ايدي التصويت لفلسطين بداية كمراقب، وقد حرصت الخارجية الفلسطينية دائما على تعزيز العلاقات مع فنلندا واستثمارها لدفع الحقوق الوطنية الفلسطينية المنصوص عليها في قرارات الشرعية الدولية للامام عبر الامم المتحدة، والعلاقات الثنائية، وما زالت فنلندا تظهر حماسة ومزيدا من الاستعداد عبر الاتحاد الاوروبي وخارجه للاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس..
كما تعملرفنلندا التي تأخذ بالرواية الفلسطينية حول الانتهاكات الاسرائيلية وترفض استيراد بضائع المستوطنات، على طلب المزيد من المساعدات للشعب الفلسطيني..
يجدر بالذكر ان فنلندا واجهت في حياة شعبها اكثر من احتلال وتحدي، وقاومت الامبراطورية الروسية وكذلك الالمان، واستقلت عام 1917 عن روسيا، ودخلت الحياد واصبحت عضوا في الاتحاد الاوروبي 1995 وفي الامم المتحدة عام 1955 ، وهي في مقدمة دول الرفاه في العالم ، والاولى في التعليم على المستوى الدولي، وهي الاكثر تنافسية..
وتأتي اكبر البلدان استقرارا والثالث في نسبة الخريجين الى السكان، وبرلمانها مكون من غرفة واحدة من 200 عضو ولا يخضع للمراجعة القانونية، وهي من اقل الدول فسادا واكثرها شفافية وهي نموذج للدولة التعاونية..
وهي ليست عضوا في الناتو والاولى في التعليم عالميا، يصدر فيها 200 صحيفة و320 مجلة..
مناخها صعب وتزداد مساحتها نتيجة ذوبان الثلوج سنويا، ويسجل اقتصادها طفرات واسعة في التصنيع رغم ان الشمس تغيب عنها كليا لمدة 51 يوما في السنة وتسطع دون غياب لمدة 73 يوما متواصلة، ولا يؤثر ذلك على اقتصادها او ديمقراطيتها او فاعلية مواطنيها..
سوموفوري.