عروبة الاخباري- كتب سلطان الحطاب
انطلقت فكرتها مجسدة قبل خمسة عشر عاما وقد امتلكت الارادة والتصور وارتكزت على تراث وثقافة وعقيدة.. انها “سيدة الارض” القدس، وسيدة الارض فكرة ثقافية مقاومة للأسرلة والتهويد تدعوا الى الحفاظ على القدس بروحانياتها وايمانها وهي المسرى والمعراج..
تحدثت مع المدير الرئيس التنفيذي في مؤسسة سيدة الارض الدكتور كمال الحسيني الذي يعاود مجددا الدعوة الى اللقاء على ارض فلسطين، وحيث تنعقد هذه الدورة الـ 15 مجددا في رام الله..
قلت له لماذا؟ فقال: ببساطة نأخذ العالم ممثلا في المدعوين من مختلف دول العالم ومن عالمنا العربي وهم نخبة مميزة من الاكاديميين والعلماء والفنانين والمفكرين نأخذهم الى فلسطين لنأخذ فلسطين من خلالهم الى العالم، فالوضع على الارض يدعونا لذلك ويدعونا للعمل من اجل القدس ومن اجل قضية لابد ان تنضج لتصل الى الاستقلال وحق تقرير المصير..
حملنا الفكرة لعقد ونصف واخترنا هذه المرة ان يكون اللقاء ما بين مناسبتين رحيل الرئيس عرفات رحمه الله في 11/11 ويوم الاستقلال الفلسطيني في 15/11 حيث كان تنعقد الفعالية الاساسية بعد ندوة تسبقها يشارك فيها نخبة من الحاضرين المدعوين..
في الفكرة فلسفة جمع شمل للفلسطينيين الذين أحبوا فلسطين واحبتهم، فجاءوا يصلون الرحم بها ويمسحون عن وجهها بعض التعب والشوق والحنين، فما زالت الارض تتكلم العربية وما زالت القدس سيدة هذه الارض كما قال الشاعر الكبير محمود درويش ..
سيدة الارض فكرة عظيمة وكبيرة ينوء بحملها اكبر المؤسسات واعظمها، ولكننا قررنا ان نحمل وان تُعرض اكتافنا ونتدرب على ان تظل سيدة الارض فينا نورثها لأجيالنا القاددمة ونبعد عنها ذباب الاسرلة والتزوير، ونمسك بكل ما يمت اليها بصلة..
لم يفتر حماس كمال الحسيني منذ رأيته قبل سنوات فما زال يجسد الفكرة بجهد كبير ودؤوب وموصول، وما زال يجدد في الفكرة ويستمع لكل رأي يضيف صوابا او رؤية جديدة، وما زال يستند الى اطارات داعمة ودوافع في مجلس الادارة..
ورغم التباعد الجغرافي بين ابناء فلسطين الذين يحنون الى القدس ويتطلعون الى يوم حريتها وخلاصها ..لتكون عاصمتهم التي يرفعون عليها علمهم بحرية ليرفرف مذكرا بشهدائهم .. رغم ذلك فإن سيدة الارض تأخذ في تعزيز الهوية الثقافية والربط ما بين الداخل والخارج لبقاء فرص التواصل قائمة..
نعم سيدة الارض تكرم ابناءها الذين يأتون لتكريمها بحضورهم والمثول بين يديها، وتختار منهم شخصية العام كما في كل عام من الداخل من هنا من اهلنا خلف الخط الاخضر ومن كل ارض فلسطين، ومن الخارج حيث المنفى وحيث الشتات الذي تنتظمه سيدة الارض رغم الاحتلال الجاثم والذي طال ليله، ولكن الحلم ظل يؤشر كشمعة في اخر النفق وظل النداء يتواصل كل عام بمن حضروا اليوم ليغنوا لسيدة الارض ويعزفوا لها مزاميرهم.. مزامير شوقهم في غربتهم ووطنهم بالعودة وتذكيرها انها في صدورهم وفي عقولهم ووجدانهم، حتى تستطع شمس حريتها ويزول الاحتلال الجاثم على صدرها..
سيدة الارض فكرة نبيلة عمل من اجلها فئة آمنت بالوطن والقدس، وابتعدت عن الصراعات الداخلية والجانبية لتجسيد الرؤية الحقة باتجاه القدس التي هي موحدة لاهلها ولعقائدها..
سيدة الارض تتطلع ان يتكاثر حولها ابناؤها وان يخلصوا لها النوايا ويشددوا من اجلها الاصرار وان يمكنوها من ان تبرز ثقافتها، وان تصارع كل اشكال التزوير والتزييف وما يتطلبه ذلك من دعم مادي ومعنوي لابد ان يتوفر لتقوم الرسالة التي يجري التذكير بها في كل عام منذ 15 عاما والى اليوم..
سيدة الارض “القدس” فلسطين في خطر والدفاع عن ثقافتها وهويتها هو بداية مشوار تحريرها واخراجها من قيد المصادرة.. انها رسالة عظيمة حملها البعض منا رغم ثقل المسؤولية وتعاظمها، فسيدة الارض تستحق منا ذلك لأن على ارضها ما يستحق الحياة..
سيدة الأرض تناديكم !!
12
المقالة السابقة