عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
يسجل للخارجية الفلسطينية نجاحها في نقل حصاد الرئيس محمود عباس الى البيدر، وكذلك لأطر اخرى في القيادة الفلسطينية، فقد كان لنشاط الرئيس عباس وزيارته التي سبقت انعقاد الدورة العامة للجمعية العامة للامم المتحدة اهمية حين زار رومانيا وفرنسا والمانيا واسبانيا ومصر وغيرها، وها هي الخارجية تستأنف بزيارة الامين العام فيها الى الارجنتين وتشيلي وبولندا وغيرها..
وقد بلغت ذروة الاتصالات في فترة انعقاد القمة العربية في الجزائر حيث جرى التأكيد على ضرورة دعم فلسطين لتكون كاملة الاعتراف بها في الأمم المتحدة.. وهذه الخطوات المتسارعة التي تريد أن تدرك هدف الاعتراف بفلسطين كاملة العضوية لما يترتب على ذلك من حقوق واجراءات أقلقت اسرائيل ودفعتها لتهديد السلطة الفلسطينية وارسال رسائل واضحة بأن تتوقف السلطة عن ذلك، لأن من شأن ذلك ان تتحرك السلطة بشكل اوسع واصوب بعضوية محكمة الجنايات الدولية، اذ تعتقد اسرائيل ان ذلك يقيّدها دوليا ويضع جيشها وأمنها وقواتها الاحتلالية التي تمارس الارهاب والقتل والقمع على الفلسطينيين تحت الرقابة وبرسم المحاسبة..
الهجوم الدبلوماسي والسياسي الفلسطيني الذي لم يتوقف والذي يؤمن به الرئيس محمود عباس ويقوده ويراكمه منذ سنوات حمل فلسطين الى دولة مراقب وسيحملها الى كاملة العضوية، وسيساعد ذلك على بلورة افضل للحقوق الوطنية الفلسطينية..
هذا النشاط السياسي والدبلوماسي للرئاسة والخارجية مهم جدا ولا يجوز ان يتوقف، وهو لا يتعارض مع اشكال المقاومة الشعبية الواسعة التي دعا لها الرئيس والتي يمارسها الشعب الفلسطيني الآن باتساع بل انه اي هذا النشاط يبرر المقاومة ويظهرها ويزيد من شرعيتها وتكاملها مع البعد السياسي.
التحرك السياسي والدبلوماسي الفلسطيني ظل الرئيس عباس يهتم به ويعطيه اولوية ليكسب دعما دوليا متواصلا ومتراكما ويتيح المجال لقوى دولية وسياسية نافذة ان تتحرك لحماية الفلسطيني وانصافه والوقوف الى جانبه في وجه العدوانية، ومن تلك الخطوات تأجيل القرارات عشية زيارة الرئيس بايدن الى فلسطين ولقائه مع الرئيس ابو مازن في بيت لحم فقد أعطى الرئيس عباس هذه الفرصة..
ويبدو ان السلطة الآن وامام قدوم حكومة فاشية يمكن قراءتها (نازية) من خلال تركيبتها التي وصفها ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق بـ”الفاشية”، يبدو ان السلطة في وجه ذلك وردا على استمرار العدوان والقتل والارهاب الاسرائيلي ستجعل العلاقة مع اسرائيل صفرا وتعيد النظر في كل اشكال الاعتراف، وما حدث بعد اوسلو..
النشاط الدبلوماسي والسياسي الناجح حتى الآن لا يتعارض مع اي قرار تتخذه القيادة في اعادة النظر بعلاقتها مع اسرائيل، لأن ذلك حق لها بدأ العالم يؤيده ويقتنع به نتاج عمل سياسي فلسطيني مستمر..
يؤمن الرئيس عباس ايمانا عقائديا بالنهج السياسي والدبلوماسي لانتصار القضية الفلسطينية، ويعتبره اولوية لم يتخل عنها في كل الظروف، وهذه القناعة قائمة من تجربة ومعرفة، وهو يدعم اشكالاً من المقاومة الشعبية ويدعو اليها ..
فلسطين الآن امام ما تمثله الحكومة الاسرائيلية الجديدة المكونة من اليمين الصهيوني العلماني (جابوتينسكي) والصهيوني الديني (الكاهانية) تجعل اسرائيل برسم عدوان قائم ومستمر وخطير لابد من مواجهته وصده، ولذا فإن خيارات الشعب الفلسطيني مفتوحة، وهو يملك الكثير من الاوراق وكما قال الرئيس محمود عباس، فإن اسرائيل الآن لم تترك لنا خيارا.. نعم لقد اغلقت الافق السياسي ولم تعد شريكا بل عدوا مطلقا!!..