عروبة الإخباري – سلطان الحطاب
بدأ تحرش حكومة نتنياهو الجديدة مبكرا بالاردن حتى قبل تسمية وزرائها الذين سيكون معظمهم على يمين نتنياهو وخاصة وزيره بن غفير المعروف بفاشيته، فكيف يمكن الرد على هذه الحكومة؟ ولماذا لا يجري استعمال وسائل اخرى؟..
الحكومة الاسرائيلية الجديدة فاشية بكل المعايير كما تقول اطراف اسرائيلية، فقد وصفها يهود اولمرت رئيس الوزراء الاسبق بانها مجموعة من الفاشيين وتشكل مخاطر جسيمة يجب الانتباه لها والتحذير منها والرد عليها ..
حكومة نتنياهو تضمر الشر للاردن وتحاول اضعافه وتنشر الاشاعات وتزرع الفتن حوله، وقد تنبه وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي لهذه المحاولات مبكرا ورد في اكثر من تصريح على المحاولات الاسرائيلية التي تعكس مواقف هذه الحكومة المتطرفه التي قد تصل بالاردن الى قطع علاقاته ان لزم..
نتنياهو من قبل شخصية غير مرغوب بها في الاردن، فقد طفح سجله بمواقف سيئة وكانت حكومته السابقة قد اتخذت قرارات بالتضييق على زيارة سمو ولي العهد الامير الحسين للمسجد الاقصى في ذكرى الاسراء والمعراج، ولم تقم الزيارة، وما زال نتنياهو يرى بتجريد الوصاية الهاشمية ويدفع بهذا الاتجاه..
كما في سجل حكومة نتنياهو قتل القاضي الأردني زعيتر على الحدود في جسر اللنبي وايضا حماية ما قام به حارس السفارة الاسرائيلية في عمان والذي جرى تهريبه الى اسرائيل ليستقبله نتنياهو ويشيد بعمله الارهابي على مرآى ومسمع من الاردنيين في اساءة بليغة استهدفت اضعاف الاردن واظهاره غير قادر على عمل شيء، وكان الاردن قد مارس شكلا من الدبلوماسية الخشنة ضد مواقف حكومة نتنياهو السابقة حين ارسل اكثر من رسالة جرى كشفها في تقريع نتنياهو واسماعه عبارات قاسية في نقد تصرفاته، ولم تتوقف تلك الحكومات التي قادها نتنياهو لأكثر من عشر سنوات عن محاولة الاخلال بالامن الوطني الاردني، فقد مارست ضغوطا وطالبت بإعادة تأجير اراضي منطقتي “الغمر والباقورة” ولكن الاردن لم يستجب فحاولت حكومة نتنياهو ابتزاز الاردن من خلال حصته من الماء من بحيرة طبريا، وايضا في تشغيل مطار “ريمون” المخالف وكذلك في التعامل السلبي والمدمر مع فكرة مد قناة البحرين الاحمر والميت ، كما انها لم تتوقف عن ممارسات فيها تعديات على الحقوق العربية حين تفكر بشق قناة موازية لقناة السويس تربط المتوسط بالبحر الاحمر عند خليج العقبة لاضافة مشروع جديد يهدد الامن القومي العربي، اضافة للتهديد الماثل من خلال تشجيعها واستثمارها في بناء سد النهضة على النيل لتهديد امن مصر، وذلك بالتعاون مع اثيوبيا ودعمها.. فقد ظلت فكرة العبث بالنيل واستهدافه فكرة صهيونية منذ ثلاثينيات القرن الماضي حين كان التفكير يجري في سحب مياه النيل الى منطقة النقب حيث الاحتلال الاسرائيلي اللاحق لها ..
حكومة نتنياهو ستفتح ملفات عدوانية عديدة وهي تستند الى سياسات ايديولوجية صهيونية متطرفة تستقي مواقفها من مصدرين صهيوني علماني يأخذ بافكار جابوتنسكي احد الاباء الصهيونيين الذي يرى بترحيل الفلسطينيين ومصادرة ارضهم وعدم الاعتراف بحق تقرير المصير لهم..
وهو الفكر الذي أخذ منه مناحيم بيغن وشارون، اما المصدر الاخر فهو من النهج الذي دعا له كاهانا المقتول والذي أسس (الكاهانية) الذي رآت تدمير المسجد الاقصى وترحيل الفلسطينيين وقتلهم..
نتنياهو يدعو الى العنف والتحريض ويمارس ذلك، وهو يأتي هذه المرة مسلحا بمزيد من نهج وسلوك التطرف الارهابي بتحالفه مع الصهيونية الدينية التلمودية المتمثلة في عدد من المقاعد التي فازت وتحالفت معه، وهي توازي عدد المقاعد التي حصدها في الانتخابات الاخيرة..
اذن نهج نتنياهو يعلق الضوء الاحمر، ويوتر المنطقة ولابد من الرّد عليه، وقد تنبهت الخارجية الاردنية منذ اللحظة الاولى لذلك، ولابد من تكثيف صوتها واسناده وفضح نهج نتنياهو والوقوف في وجهه بكل الوسائل، فالاردن ليس ضعيفا ولن ينتظر العدوان ليقع على مصالحه، وقد جدد الملك عبد الله الثاني الدعوة الاردنية الثابتة والمستمرة بضرورة اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا الموقف يستفز حكومة نتنياهو التي تعتبر هذا الموقف الاردني عدائيا..
الاردن ليس مجردا أو أعزلاً ، انه يملك اوراقا كثيرة في الدفاع عن نفسه، وعليه اظهار العين الحمراء مبكرا والاستعداد بكل معنى الكلمة، فهذه العدوانية الاسرائيلية زاحفة وخارجة عن الاعراف والقوانين الدولية، وهي لا تفهم اللغه الدبلوماسية والمناشدات بل لابد من ردعها، والاردنيون في حماستهم ودفاعهم وعن وطنهم لا يقلون اصرارا عن الفلسطينيين الذين لا توقفهم الغطرسة الاسرائيلية وكل اشكال الدعم التي تتلقاها اسرائيل طالما آمنوا بالدفاع عن حقوقهم وتطلعوا الى حريتهم واستقلالهم..
ايها الاردنيون انتبهوا فهذا الوباء الخطير يواجهكم.. انها حكومة نتنياهو..
حكومة فاشية إلى جوارنا!!
6
المقالة السابقة