عروبة الإخباري- كتب سلطان الخطاب
اليمين الفاشي المتطرف يحكم اسرائيل الآن، فقد وصل الى السلطة مجددا وبقوة وتطرف اكثر في تحالف اليمين الصهيوني والديني معا.. فهل ننتبه وما العمل؟
الحكومة الاسرائيلية القادمة ستكون الاكثر تطرفا في اسرائيل منذ نشوئها عام 1948 وبالتالي ستكون الاكثر عدوانية وارهاباً ضد الشعب الفلسطيني، وستخلق كل اشكال الذرائع والاسباب لتأبيد الاحتلال والاحتفاظ بالارض، وستعمل كل ما بوسعها باتجاه توسيع الاستيطان وفي برنامجها المستند الى صفقة القرن المعروفة عملية ضم الضفة الغربية المحتلة الى اسرائيل وانهاء تعليق مصطلح المناطق المدارة بالضم كمشروع يميني جاء الان من يترجمه دون تردد..
فما العمل؟ ومن المستهدف بوصول اليمين الاسرائيلي الى الحكم والتحكم في خطط اسرائيل ونهجها وسياساتها؟.
هل المستهدف هو فلسطين التي هي محتلة الان بكاملها والتي تتحكم اسرائيل في مداخلها ومخارجها وكل اسباب الحياة فيها، ام ان اسرائيل التي ينفرد جيشها بحمايتها من الداخل من تطورات عديدة جديدة وناشئة وقديمة.. ام ان المستهدف اطراف اخرى..
لا اريد تكرار نفس المقولات بان اسرائيل الجديدة الان تستهدف الشعب الفلسطيني وقضيته فهذا امر مفروغ منه ومضى عليه اكثر من 100 سنة، وما زال الاستهداف قائما، وانما الاستهداف الخطير والجديد او المتجدد هو استهداف الاردن، فهذا اليمين الاسرائيلي في عقيدته ان الاردن هي فلسطين الشرقية، وان الاردن هو مركز ومكان حل القضية الفلسطينية، وهذه الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة نتنياهو ستعود للتأكيد على خططها ونهجها المبيت في العدوان..
انها ستخرج مسلحة حتى الانياب وستمارس عدوانها الذي ستخلق له المبررات بالشكل الذي تراه ليكون سافرا، وهذا يفترض اليقظة والانتباه ومغادرة سياسة وضع الرؤوس في الرمال وابداء اعلى درجات الاستعداد للتصدي لأي خطط تصب في هذا الاتجاه..
لقد نام العرب طويلا امام العدوانية الاسرائيلية وخلقوا الذرائع العديدة وهم يحيدون انفسهم او يتنظرون دوراً ، وما زالوا يخلقون مثل هذه الذرائع الواهنة في ان اسرائيل لن تعتدي ولن تمارس سلوكا يمكنها من انجاز مخططاتها.. الذين يذهبون الى ذلك هم واهمون فالعدوانية الاسرائيلية الآن برسم الحركة والتصدير والممارسة وتأخذ اشكالا عديدة من التحدي..
ففي جبهة مصر حيث الاستدارة المصرية عن الصراع قام التدبير الاسرائيلي ضد مصر في قضية مياه النيل،ودعم فكرة وتطبيق بناء سد النهضة لتبقى مصر مشغولة بطعامها وشرابها عما سواه من تحديات، وهذا الانشغال رافقه انشغالها العسكري في سيناء حين فتح عليها باب الارهاب كالجحيم دون ان تجرؤ الاطراف المعنية تسمية من يقف وراء ذلك العدوان او يدعمه، بل ان التعمية وصلت حد اسهام المواطنين من العرب والمصريين انهم وراء ذلك، فمضت مصر تحارب “مراوح الهواء” باسم محاربة الارهاب ، وظلت اسرائيل بعيدة عن الاتهام إلا لم يدرك السر وعرف الدوافع ، فالمطلوب ان لا تقف مصر على قدميها وان لا تكون قادرة على اي صراع ،وان تستمر محجوزة وبعيدة ومشغولة بمزيد من المشاكل ، وهناك من ينظر لهذه المرحلة ويعتقد انه يمكن عبورها بسلام..
اسرائيل الان لم تنه تحد مياه النيل لتفتح تحدي حفر قناة بديلة لقناة السويس، وهي لم تستمع الى المطالب المصرية بالتوقف عن ذلك، لأن ذلك مقصود ومخطط له، فهي في مخططاتها منذ الثلاثينيات من القرن الماضي، وقبل قيام اسرائيل جر مياه النيل الى النقب وفي مخططاتها الان شق قناة بديلة للسويس باتجاهين لضرب الاقتصاد المصري..
اما التحدي الموجه للاردن فهو اكبر واعمق ويصل حتى العدوان السافر اذا ما جرى التعرض الاردني للخطط الاسرائيلية التي تستهدف الامن الاردني وتستهدف بقاء الدولة الاردنية ومستقبلها اذا ما بدأت في انفاذ صفقة القرن التي جمدت قليلا وعاد احد ابرز ابطالها نتنياهو..
اسرائيل تدخل الآن مرحلة جديدة هي القفزة الثانية من مخططات الحركة الصهيونية، فالقفزة الاولى صادرت فيها ارض فلسطين في الاحتلال، اما القفزة الثانية فهي تريد حل مشكلة السكان بالابعاد والتهجير او البحث عن طرف عربي ليحكم السكان ويدير شؤونهم بعد ان ادركت ان الفلسطينيين يرفضون الحكم الذاتي والادارة المدنية المقتصرة على قصبات البلديات..
العدوانية الاسرائيلية الان في ربع الساعة الاخير، وهي برسم الممارسة، وهذا يستدعي نفيرا تاما ليس بقصد الحرب وانما الاستعداد ان وقعت، وليس للبدء بالعدوان وانما صده ان قام.. والمطلوب اطلاق الطاقات الاردنية ودق ناقوس الخطر وانهاء مرحلة الاسترخاء ومرحلة وضع الرأس في الرمل.. ما سنواجهه خطير بدأت ملامحه الان في غياب اي مشروع سلام اسرائيلي، وفي عدم وجود اي شريك يتحدث عن سلام او مفاوضات او حتى إدارة ازمة..
لم تعد اسرائيل تقيم حسابا لأي طرف عربي سواء لمخططها في الضم والاستيطان وطرد السكان، فهل نواصل النوم والاسترخاء والانتظار ام نخرج للدفاع عن مستقبلنا؟
هل تستمر سياسة وضع الرؤوس في الرمال؟!
16
المقالة السابقة