عروبة الإخباري – ميعاد خاطر
عرضت على مسرح مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي في الزرقاء مساء أمس، المسرحية الفلسطينية “دكان الألعاب” .
وركزت المسرحية التي أعد نصها ميرنا سخلة وأخرجها الشاب سليمان مكركر، على أهمية الألعاب في حياة الأطفال وأنواعها وأساليبها المتنوعة، وتحدثت عن قضايا كثيرة مهمة للطفل وكذلك معاناة الفلسطينيين من الاحتلال.
ما ميز العرض المسرحي الجمهور الكبير الذين أحسنوا التفاعل معه بالفرح والحزن والدعاء، كما رافقت مشاهد العمل لوحة مميزة من الاغنيات وتفاعل الممثلين معها والتي منحت العرض مساحات كثيرة من التفاعل المتقن والجميل،
صاحب دكان الالعاب الرجل البسيط الذي يفتحه ليبقى يتذكر القسم الالهي المتوارث أبا عن جد بأن يكون كمن سلفه صامدا وشاهدا على مفترقات القضية الفلسطينية الرئيسة وسعي الاحتلال الاستعماري لتشريد أهلها ولأسرلة كل المدن الفلسطينية وتهويدها..
في المشهد الرئيسي الكثير من الأمل ومشاهد الطائرات الورقية تحلق من جديد لتزرع الفرح بين الاطفال وتفتح الافق وتضيء الشموع التي ستنيرعاجلاً أم آجلاً الظلام الذي فرضه الاستعمار ..
ويؤكد الشباب الفلسطيني على نهضتهم من جديد، رغم كلّ المعوقات والمحبطات وكذلك الوجع والألم، ليستمر نضالهم في الحياة والمقاومة حتى تحقيق الحرية ونشر الفرح.
بالامس كان المخرج سليمان مكركر وفريق العمل مزهوّا بما قدم وبما سمعه من الجمهور من ثناء، فقد وظف قصة واقعية في عمل مسرحي مبهر، ومثل معاناة التجار وأصحاب المحلات من خلال الديكور البسيط ، وقد شارك كل من الفنان ايميل متري والفنان رزق ابراهيم والفنانة المتألقة ايميليا المصو الذين قدموا عرضا جذابا مشوقا احتفاء الجمهور بالتقاط الصور التذكارية من جانب، ومن جانب آخر ما بثوه من حياة وأمل للجميع والذي أحسست به سريان الدم في الوريد.
“معكم اليوم في الزرقاء وفي الغد سنعود إلى بيت لحم لتبقى دكان الالعاب مفتوحا وكرسي القش الذي لا يتزحزح من مكانه جاهزا منتظراً الحفيد بعد أبيه وجده” .. هذا ما قالته لي السيدة سامية أبو حمود مديرة انتاج المسرحية وأحد أعمدة مسرح عناد في بيت جالا وهو من أهم المسارح في فلسطين ، وهي صاحبة وجه جميل مريح يتمتع بوهج خاص وابتسامة صافية ولسان رطب وهي من ضمن الوفد الفلسطيني الذي قدم من مدينة الفرح الأعظم بيت لحم.
حظيت بمعرفتها والترحيب بها قبيل افتتاح فعاليات مهرجان مسرح الطفل العربي “أعطونا الطفولة” الدورة الثانية المميزة بحضورها العربي، والذي تنظمه جمعية نادي الطفل الثقافي..
وقد عرفني على السيدة ابو حمود زميلها الفنان الفلسطيني رائد العيسه المقيم في الاردن، ودعتني لحضور مسرحية “دكان الالعاب” والتي يشارك فيها نخبة من الفنانين الفلسطينيين حيث جسد العمل قصة مكان وحكاية شعب تمسك بأرضه وإرثه وناضل بكل الوسائل حتى في صبره على جوعه..
انتهى يوم من أيام المهرجان العربي، بعد أن غرس لدى الطفل العربي الذي جاء ليضحك ويمضي لحظات سعيدة بذرة خضراء لا بد وإن تعهدها المخلصون ان تُؤتي أكلها وتنتج شبابا طموحين لديهم فائض من الانتماء للوطن والدفاع عنه ..
مسرحية “دكان الالعاب ” قصة مكان وحكاية شعب ورسالة لم ولن تمحى ما دام ابناؤها يافعين مناضلين..
شكرا كبيرة للوجوه الجميلة أقولها باعتزاز وأنا أقف وأسرتي مع أبطال المسرحية على خشبة المسرح لألتقط صورا تذكارية.. شكراً لنادي الطفل الثقافي الذي عودنا على التميز والنجاح كل عام .. شكرا لمديرية ثقافة الزرقاء وللاستاذ ايمن عرار مدير ثقافة الزرقاء على جعل هذه النافذة مفتوحة لمزيد من العطاء الراقي.