ان التصعيد الصهيوني منذ أواسط رمضان الماضي وفي هذه اللحظة والتي يمارس الكيان الصهيوني من خلالها أبشع اشكال الانتهاكات للمقدسات الأسلامية والمسيحية وخاصة في القدس ونابلس وجنين وأمتداد ذلك التصعيد بغطاء كثيف من وسائل الأعلام موظفا الأحداث الجارية في الأزمة الأوروبية لصالح مشروعهم الأستيطاني والذي يلقى تجاوبا وتوافقا بين المكونات الحزبية الأئتلافية فيها والتوافقية في الكيان الصهيوني والذي أضحى كيانا يمينيا متطرفا في بنيته وفي تشكيل وعيه والذي يعتبر أن الأستحقاقات الأنتخابية لدولة العدو الصهيوني تتمحور حول كم الدم المقدم فلسطينيا كقربان للأنتشار والتجيش لصالح هذا الأئتلاف أو تلك الأنتهاكات والتي وصلت ذروتها من خلال الأعياد اليهودية وبتصعيد غير مسبوق أدخل قطعان المستوطنين الى باحات المسجد الاقصى قرابينهم وأبواقهم التلموذيه من أجل الذهاب الى التهويد الكامل وأعتبار هذه الشعائر هي ترسيخ للتقسيم المكاني وأن هذه الطقوس التلموذيه لا تقاوم الا على أراضي الهيكل المزعوم
اذن أن كل تطور تترجمه القوات الأمنية الصهيونية على أرض فلسطين هو الذهاب بعيدا بعد ترسيخ مفهوم الزمان والمكان ونعني هنا بعد ان جسد الكيان الصهيوني التقسيم الزماني من خلال الأقتحامات اليومية صباحا وفي سياق الغياب الكلي للموقف عربي يشتد الحراك الدبلوماسي الأردني والهبة الشعبية في الداخل قام بتمديد تلك الأقتحامات الى ما بعد الحادي عشر وذلك يوحي من خلال اتساقه مع القرابين التلموذيه وشعائرهم الدينية تحت يافطة الأعياد الصهيونية أنه بدأ مشروع التقسيم المكاني ضاربين بعرض الحائط كل المعايير والقوانيين الدولية والأخلاقية والأنسانية من هنا جاء تحذير الخارجية الأردنية بأن توسيع دائرة العنف الصهيوني
قد افرز تحد ومواجهة فلسطينية شاملة لا تقتصر على مدينة القدس فقط وانما أمتدت الى كل الضفة الغربية بكل مكوناتها
الفصائلية للوصول الى تصعيد ومواجهة عسكرية نظرا لحجم القمع الصهيوني والأستهداف المباشر وغير المباشر للافراد والأسر علاوة على الأستهدافات الأمنية ذات الطابع الفصائلي
من هنا نقول ان استهداف الوقف الأردني في سياق الأقتحامات للمسجد وللمخيمات وللمدن سيؤدي بالضرورة الى التصعيد لا يحمد عقباه وان الواقع الأقليمي رغم الأتفاق على الحدود الأمنية اللبنانية الصهيونية والذي جعل التركيز الأعلامي ينصب على هذه الأتفاقية ومحاورها قد غيب القضية الفلسطينية عن فاعيل الاعلام الدولي مع التصعيد الهائل في المواجهة الأوروبية
كل ذلك سيضع الشعب الفلسطني والقيادة الأردنية أمام خيارات محدودة في التعامل مع النتائج الكارثية التي ستنجم عن هذا التصعيد وهذه اللامبالاة لذلك فأن جلالة الملك واالدبلوماسية الأردنية حذرت من أن الأستهتار في النتائج المباشرة وغير المباشرة لهذا التصعيد والأستهداف المباشر للأفراد من خلال سياسة الأعدام الميداني ستؤدي الى تصعيد لا يحمد عقباه وستتحمل نتائجه بكل تفاصيلها الأحتلال الصهيوني والتي لن تستطيع ان تحتوى اي تصعيد وتحول في الهبة الفلسطينية الى انتفاضة ببعد عسكري وهوما سيؤدي الى اختلالات اقليمية تؤدي الى عدم الأستقرار والذهاب الى حرب لا يعلم الا الله سبحانه وتعالى نتائجها على الصعيدين السياسي والأنساني
وأنني ادعو بكل صدق الى اسناد حقيقي للشعب الفلسطيني بالداخل ودعم استراتيجي شعبي ومؤسساتي للحراك الدبلوماسي الأردني لوقف التصعيد الذي يقوده باقتدار وحكمه جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين .
التصعيد الصهيوني الى أين ؟ بقلم الدكتورة ردينه العطي
11
المقالة السابقة