عروبة الإخباري – دعا رئيس دولة فلسطين محمود عباس، قادة الدول الأعضاء في القمة السادسة “لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا” (سيكا)، إلى حشد الدعم الدولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ودعم المساعي الفلسطينية الرامية للحصول على الاعتراف بدولة فلسطين، خاصة من قبل الدول الأوروبية التي لم تعترف بعد، والحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وعقد مؤتمر دولي للسلام، وتأمين الحماية الدولية لشعبنا، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
وقال سيادته في كلمته امام قمة “سيكا”، التي تعقد في كازاخستان، اليوم الخميس، نسعى للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، على حدود العام 1967، ونؤمن بتحقيق ذلك بالطرق السياسية والدبلوماسية واحترام القانون الدولي والاتفاقيات الموقعة وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة وعلى رأسها مبادرة السلام العربية، المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن 1515.
وأضاف: لن نقبل باستمرار الوضع الراهن، ولن نبقى الوحيدين الملتزمين بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، وسنراجع مجمل علاقتنا معها، كما وسنطالبها بالاعتذار والتعويض على ما ارتكبته من مجازر وتدمير بحق الشعب الفلسطيني.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس:
يسعدني المشاركة في هذه القمة الهامة في نسختها السادسة، لمؤتمر التفاعل وبناء إجراءات الثقة في آسيا، والذي نجح منذ تأسيسه وحتى يومنا هذا في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك ومنها الامن والاستقرار والسلام وتوحيد المفاهيم حول العديد من القضايا البينية في اسيا وفي العالم.
نؤكد لكم، وبالرغم من وجودنا تحت الاحتلال، بأننا فاعلون على مستوى المحافل الدولية والأمم المتحدة، ونعي صعوبة الأوضاع حول العالم في ظل التجاذبات الاقليمية والدولية وغيرها من التحديات التي تواجه دولنا والعالم، مثل التهديدات الأمنية بما فيه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين والأمن الغذائي وتوفير الطاقة والتغيير المناخي وغيرها.
إننا في دولة فلسطين نسعى للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، على حدود العام 1967، ولازلنا نؤمن بتحقيق ذلك بالطرق السياسية والدبلوماسية واحترام القانون الدولي والاتفاقات الموقعة وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة وعلى رأسها مبادرة السلام العربية، المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن 1515، ونحن على ثقة بأن دولكم جميعها، التي نقدر مواقفها، تساند حقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
بعد 74 عاماً من التشرد لأبناء شعبنا الفلسطيني بسبب النكبة في العام 1948، وما صاحبها من مجازر وصلت إلى أكثر من خمسين مجزرة ارتكبتها العصابات الصهيونية، وهدم لـ529 قرية فلسطينية وتهجير وطرد لأكثر من نصف الشعب الفلسطيني من أرضه، وبلغ عدد المهجرين في عام 1948 (950 ألف لاجئ وفق إحصائيات الأمم المتحدة)، وبالرغم من مرور 55 عاما على احتلال باقي الأراضي الفلسطينية منذ العام 1967، وبالرغم من كل هذه المآسي التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني، إلا أننا أبرمنا اتفاقيات مع إسرائيل على أساس رؤية حل الدولتين، إلا أن إسرائيل، خرقت هذه الاتفاقات، وواصلت عملياتها الاستيطانية وأعمال الهدم والقتل في كل الأرض الفلسطينية، وما يجري من استهداف للأسرى في سجون الاحتلال، والاعتداءات والحصار لمدننا ومخيماتنا وقرانا، وبخاصة في شعفاط وجنين ونابلس والقدس.
لن نقبل باستمرار هذا الوضع، ولن نبقى الوحيدين الملتزمين بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، وسنراجع مجمل علاقاتنا معها، كما سنطالبها بالاعتذار والتعويض على ما ارتكبنه من مجازر وتدمير بحق الشعب الفلسطيني في عام 1948 وما بعده.
الأخ الرئيس، الإخوة القادة،
إننا نتطلع وفي هذه الظروف الصعبة أن تواصلوا حشد الدعم الدولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ودعم المساعي الفلسطينية الرامية للحصول على الاعتراف بدولة فلسطين، العالم كله يقول إن هناك دولتين، دولة إسرائيل موجودة، فأين الدولة الثانية، أميركا ودول أوروبا جميعها تعترف بدولة إسرائيل، ومع الأسف، ترفض الاعتراف بدولة فلسطين.
كذلك نطالب بالحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، فمنذ اكثر من 10 سنوات حصلنا على عضوية مراقب في الأمم المتحدة واثبتنا وجودنا وكفاءتنا وقدرتنا على العمل في المجتمع الدولي ومع ذلك الى الآن نطالب بعضوية كاملة ولم نحصل عليها، ونطالب بعقد مؤتمر دولي للسلام، وتأمين الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني الذي يقتل يوميا وتدمر بيوته يوميا، وتجرف أراضيه يوميا، وتقطع اشجاره يوميا، ومع ذلك لا توجد حماية دولية، نريد أن يحمينا العالم من هذا الاحتلال الغاشم، من إسرائيل، نحن لا نطالب بأكثر من الشرعية الدولية والقانون الدولي، وكما قلت في الأمم المتحدة حصلنا على اكثر من 750 قرارا من الجمعية العامة، و95 قرارا من مجلس الامن، و95 قرارا من مجلس حقوق الانسان، لم ينفذ قرار واحد منها، ومن هذه القرارات ما دعمته أميركا في مجلس الامن وهو القرار 2334 .
كذلك نطالب بتنفيذ القرارين 181 عام 1947، و194 عام 1948، اللذين كانا شرطين لقبول إسرائيل كعضو في الأمم المتحدة، ما يعني أن عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة رفضت في ذلك الوقت، ما لم توافق على هذين الشرطين، فتعهد موشيه شريت وزير الخارجية الإسرائيلي، بالاعتراف والتنفيذ، وهو ما لم يحصل حتى وقتنا هذا، وهنا لا بد أن اشير أيضا إلى أن على بريطانيا واميركا وهما الدولتان اللتان كانتا وراء وعد بلفور، الذي اعطى فلسطين لليهود، أعطى من لا يملك لمن لا يستحق، الاعتراف بخطئهما وأن تعتذرا عن هذا الخطأ وتقدما التعويضات للشعب الفلسطيني اسوة بغيره من الشعوب، التي تتعرض لمثل هذه الاعتداءات وتطالب بذلك، فلماذا لا نطالب بريطانيا وأميركا بذلك؟.
وفي الختام، أشكركم أخي فخامة الرئيس توكاييف وشعبكم، ورئاسة هذه القمة، وأحييكم أيها الإخوة القادة على دعمكم، ومواقفكم، تجاه فلسطين، مؤكدين لكم جميعًا، بأننا سنبقى فاعلين في خدمة قضايا مؤتمرنا هذا، وتعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء فيه، ومساندة دول وشعوب منطقتنا لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام، ومحاربة الإرهاب الدولي، لدينا 84 اتفاقا مع 84 دولة على رأسها الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب الدولي، وسنستمر في هذا