عروبة الإخباري – قالت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء الجمعة إن تقرير الطب الشرعي الإيراني نفى أن تكون وفاة مهسا أميني قد نجمت عن تلقيها ضربات على الرأس والأطراف، بل إنها نتيجة فشل في العديد من أجهزة الجسم بسبب نقص الأكسجين في المخ.
وجاء في تقرير الطبيب الشرعي أن وفاتها “لم تكن ناجمة عن ضربة على الرأس أو الأطراف”. ولم يذكر التقرير ما إذا كانت قد تعرضت لأي إصابات.
وقال التقرير في إشارة لليوم الذي انهارت فيه في الحجز إنها استعادت الوعي قبل أن تسقط مرة أخرى أثناء احتجازها بسبب ما وصفه بأنه “أمراض كامنة”. وأضاف “بسبب إنعاش القلب والرئتين غير الفعال في الدقائق الأولى الحاسمة، عانت من نقص شديد في الأكسجين نتج عنه تلف في المخ على الرغم من عودة قلبها للنبض”. وذكر نفس المصدر: “توفيت بسبب فشل العديد من أجهزة الجسم بسبب نقص الأكسجين في المخ”.
من جانبه، قال صالح نيكبخت محامي عائلة أميني من قبل لموقع (اعتماد أونلاين) الإخباري شبه الرسمي على الإنترنت إن “أطباء مرموقين” يعتقدون أنها تعرضت للضرب وهي رهن الاحتجاز. ونفت الشرطة تعرضها لأي أذى. وقالت الشرطة من قبل إنها أصيبت بأزمة قلبية بعد أن تم اقتيادها لمركز الشرطة “لتقويمها”. وتنفي أسرة أميني معاناة ابنتهم من أي مشكلات في القلب.
وفاة الشابة سارينا إسماعيل
قال مسؤول قضائي إيراني إن نتائج التحقيقات الأولية تؤشر إلى أن الشابة سارينا إسماعيل زاده قضت “انتحارا”، ردا على تقارير من خارج البلاد أرجعت وفاتها إلى مشاركتها في احتجاجات تشهدها الجمهورية الإسلامية.
في السياق، أفاد موقع “ميزان أونلاين” التابع للسلطة القضائية ليل الخميس، ما قال إنها إيضاحات من حسين فاضلي هرينكدي، المدعي العام لمحافظة ألبرز، حول ما أوردته “وسائل إعلام معادية” عن “مقتل فتاة من (مدينة) كرج اسمها سارينا إسماعيل زاده على يد قوات الأمن خلال التجمعات”.
ونقل “ميزان أونلاين” عن فاضلي هرينكدي قوله إنه بعيد منتصف ليل 23-24 سبتمبر/أيلول “أفادت الشرطة المحلية القاضي المناوب بقضية سقوط (شخص) من مكان مرتفع”. وتابع: “تبين أن الجثة تعود لمراهقة في السادسة عشرة من العمر، موجودة عند مدخل الموقف الخلفي للبناء المجاور لمنزل جدتها” في حي عظيميه في شمال غرب كرج.
وأوضح بأنه “وفق التحقيقات الأولية”، فإن الفتاة “أقدمت على الانتحار”، مشيرا إلى أن تقرير الطب الشرعي حدد سبب الوفاة “بالصدمة الناتجة عن إصابات متعددة وكسور ونزيف جراء السقوط من مكان مرتفع”. وشدد هرينكدي على أن “المنطقة التي وقعت فيها الحادثة في كرج لم تشهد أي أعمال شغب” في ذلك الوقت.
وأوردت وكالة “تسنيم” في 25 أيلول/سبتمبر، أنه تم توقيف “قادة أعمال شغب” في “بعض أحياء كرج بينهم رجائي شهر” القريب من عظيميه.
وكانت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن، قد قالت إن سارينا إسماعيل زاده توفيت في 23 سبتمبر/أيلول جراء تعرضها “للضرب بهراوات على الرأس” في مدينة كرج، مركز محافظة ألبرز غرب طهران.
كما نشر موقع “ميزان أونلاين” الجمعة شريطا مصورا قصيرا لوالدة سارينا إسماعيل زاده، نفت فيه “أي علاقة” لابنتها بالاحتجاجات في إيران.
ضمن هذا الإطار، صرح رئيس مكتب المدعي العام في طهران محمود شهرياري: “قام الطبيب الشرعي بتشريح الجثة وأخذ عينات من السموم والأمراض بأمر من السلطة القضائية. وبحسب التحقيقات كان سبب الموت السقوط من ارتفاع شاهق”، وفق ما نقلت عنه وكالة “إرنا” الرسمية.
وأعلنت السلطات القضائية الإيرانية في وقت سابق هذا الأسبوع فتح تحقيق بشأن مراهقة أخرى تدعى نيكا شاكرمي، في ظل تقارير عن وفاتها على خلفية مشاركتها في الاحتجاجات. في المقابل، اتهمت نسرين والدة نيكا شاكرمي السلطات بالمسؤولية عن وفاة ابنتها على هامش مشاركتها في الاحتجاجات، وذلك في شريط مصور بثته قنوات ناطقة بالفارسية خارج إيران.
وتجتاح إيران منذ ثلاثة أسابيع احتجاجات إثر وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر/أيلول، بعد توقيفها من قبل “شرطة الأخلاق” في طهران لعدم التزامها قواعد اللباس الإسلامي. وأدت المواجهات التي شارك فيها طلبة جامعيين وتلاميذ، لمقتل العشرات بينهم عناصر من القوى الأمنية.