بدون أدنى شك بأن مضمون الخاطب للرئيس أبو مازن يدلل على الصراحة والشفافية والشجاعة، وقد أثبت التجربة الطويلة وعملية الإنتظار للنتائج المسار السياسي للمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، فشل إمكانية الوصول إلى حل مع الجانب الإسرائيلي بما يسمى بعملية تحقيق السلام مع الإحتلال،
حيث يتناقض تحقيق السلام مع المشروع الصهيوني الاستيطاني التوسعي، وقد نسمع في بعض الأحيان وجهات نظر لبعض الإسرائيليون حول عملية السلام أو التعايش أو حل الدولتين بشروط إسرائيلية أو الدولة الواحدة، وكل هذه الطروحات قد تكون مجرد بالونات إختبار وتضيع للوقت، إضافة خلق أزمة داخل الجانب الفلسطيني، وهذا ما تحقق في الحالة الفلسطينية وفي داخل الفصيل الواحد منذ عام 1974
والنقاط العشرة التي طرحت خلال إجتماع المجلس الوطني الفلسطيني، وبعد ذلك بدأ سلسلة من الاجتهادات بمصطلح الواقعية السياسية أو إختراق المجتمع الإسرائيلي وفي نهاية الأمر فشل ما يسمى بعملية السلام حيث لا وجود للسلام في القاموس السياسي للكيان الصهيوني.
والسؤال المطروح ماهي النتائج لذلك المسار السياسي للمفاوضات؟ فقد أثبتت النتائج العملية بأن لا يمكن تحقيق السلام في الإعتماد على مسار المفاوضات مع الإحتلال الإسرائيلي، وخاصة بأن الإدارات الأمريكية المتعاقبة غير معنية في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ووفقاً للقرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، السلام وإقامة الدولة الفلسطينية يتناقض مع الدور الوظيفي لإسرائيل في فلسطين والشرق الأوسط، حيث مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا أي الدول الاستعمارية، حماية ووجود “إسرائيل” لذلك فإن وجود “إسرائيل” يعني إستمرار للمصالح هذه الدول، لذلك فإن مضمون خاطب أبو مازن قد تتطرق إلى السرد التاريخي ودور تلك الدول الاستعمارية شركاء “إسرائيل”
في حماية المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري؛ لذلك ستتوجه الجهود الإسرائيلية والأمريكية المشتركة بشكل مباشر وعبر الوسطاء العرب والأوروبيين إتجاه الإتصالات مع حماس من خلال مرحلة جديدة من التسوية السياسية من خلال حماس وشركائهم من شخصيات وبعض الفصائل، والتي تراهن على بعض المكتسبات قد تحصل عليها في حال تحقيق أهداف التسوية بين الجانبين حماس و”إسرائيل”، وهو يشكل طوق النجاة للحل مع الجانب الفلسطيني، والذي يتمثل بدولة غزة ووفقاً للصفقة القرن ومخرحات ورشة البحرين التي تم تخصيصها لقطاع غزة، لذلك فإن الإتصالات العربية والإقليمية والدولية مع حماس تأتي في سياق إستبدال عناوين المرحلة المقبلة، وقد تنجح في حال إبقاء الوضع الفلسطيني على ما هو عليه، لذلك فإن إجتماع القيادة الفلسطينية المقبل يجب أن يشكل خطوة نوعية من حيث تنفيذ رؤية الرئيس أبو مازن والذي تحدث عن قرارات المجلس المجلس المركزي والوطني الفلسطيني، وإنهاء التمسك بإتفاق أوسلو والاعتراف المتبادل والتنسيق الأمني والتحلل من إتفاق باريس الإقتصادي، ونقول قد يشكل إجتماع القيادة الفلسطينية المقبل إطار توافقي لاجتماع الفصائل الفلسطينية في الجزائر الشقيق خلال الأيام القادمة.
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com